طهران: يمثل الرئيس الايراني السابق الاصلاحي محمد خاتمي الذي اعلن الاحد ترشحه الى الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران/يونيو، النقيض السياسي لخلفه الرئيس الحالي المحافظ محمود احمدي نجاد.

وخلال السنوات الثماني من حكمه الذي استمر ولايتين متتاليتين (1997-2005)، ألهم هذا الرئيس الاصلاحي الشباب الايراني بوعوده لجهة تحقيق اصلاحات اجتماعية واقتصادية، كما تنفست الصحافة بعضا من نسيم الحرية وانفتحت البلاد على الاستثمارات في حين شهدت العلاقات مع الغرب تحسنا ملحوظا.

الا ان هذا المنحى انقلب تماما مع تولي احمدي نجاد السلطة.

وتميزت ولايتا خاتمي ايضا بمعارضة شرسة من المحافظين الرافضين لمساعيه الاصلاحية، وجرى ايضا اغتيال زعماء وطنيين علمانيين ومثقفين نهاية 1998 على ايدي عملاء quot;مرتدينquot; في اجهزة الاستخبارات.

الا ان انصار خاتمي (65 عاما) الشباب حملوا على زعيمهم لعدم اعتماده في حكمه موقفا حازما في مواجهة المحافظين.

وبعد فوز احمدي نجاد، اعتصم خاتمي في مرحلة اولى بحبل الصمت، ولكنه ما لبث ان خرج عن صمته لينتقد السياسة الاقتصادية والخطابات الحادة ضد الغرب التي تميز بها خلفه.

كما هاجم خاتمي الرئيس الحالي، وان بشكل غير مباشر، على دعم النظام الايراني للعديد من حركات التمرد في المنطقة.

وعلى الرغم من ان حصيلة ولايتي خاتمي في الحكم تثير انقساما لدى انصاره، الا ان الرئيس السابق لا يزال يحتفظ برصيد كبير من قوة الشخصية والشعبية.

وخاتمي الذي يتميز بعباءة رجل الدين ولحيته المشذبة، يختلف في سلوكه ونهجه اختلافا جذريا عن خلفه الشعبوي.

ولد محمد خاتمي في تشرين الاول/اكتوبر 1943 لاسرة متدينة في اردكان في محافظة يزد (جنوب)، ودرس الشريعة والعلوم الاسلامية وكذلك الفلسفة.

وعرف عنه ايضا تأثره بعدد من المفكرين والكتاب العظام ولا سيما ديكارت وتولستوي وغوتيه.

وبعد الثورة الاسلامية في 1979، اصبح خاتمي مديرا لصحيفة كيهان ونائبا ثم وزيرا للثقافة في 1989. واحتفظ خاتمي بهذه الحقيبة الوزارية حتى 1992 حين اضطر للتخلي عنها تحت ضغط المحافظين الذين حملوا عليه بسبب سياسته الليبرالية.

وفي 23 ايار/مايو 1997، حقق خاتمي نصرا كاسحا ومفاجئا على منافسه المحافظ علي اكبر ناطق نوري.

ورغم الموانع العديدة المفروضة في الجمهورية الاسلامية، فقد تمتع كل من النساء والشبان في عهده بقدر اكبر من الحضور السياسي. وكان هو اول من عين امرأة في منصب نائب الرئيس.

ونجح خاتمي ايضا في تطبيع علاقات بلاده مع الغرب ولا سيما بزياراته، الاولى لرئيس ايراني، الى ايطاليا والمانيا وفرنسا، وعمل كذلك على التقارب مع دول الخليج العربية.