تهدئة دون إعادة جيلعاد شاليط وفتح المعابر بشكل تدريجي
السياسيون والناخبون الإسرائيليون يعيشون في جحيم السياسة

إيناس مريح من حيفا: إهتمت الصحف الإسرائيلية لهذا اليوم، بتغطية مجريات المفاوضات حول مسألة وقف إطلاق النار، بين حماس وإسرائيل، كذلك ركزت على العوائق والإشكاليات التي تقف أمام ليفني ونتياهو من تشكيل حكومة، في ظل الخلاف في المواقف السياسية بين الأحزاب، في حين حملت العناوين الرئيسية على صفحات الغلاف المآزق السياسية التي تواجه كاديما والليكود، ومن أبرز هذه العناوين كانquot; ميلكود وتعني المصيدة quot; وهي مشتقة من اسم quot; الليكود quot; ويشير العنوان الذي ورد في يديعوت أحرنوت، إلى الكمين الذي وقع به نتانياهو مع حزب إسرائيل بيتنا برئاسة ليبرمان، بحيث لن يتمكن نتانياهو من تعيين ليبرمان وزير الاقتصاد، أو وزير القضاء أو وزير الأمن الداخلي، بسبب التحقيقات مع ليبرمان بقضية تبيض الأموال.

quot;عائق جديد لنتانياهو، صعوبة في تعيين ليبرمان وزير الاقتصادquot; هذا العنوان الذي ورد في صحيفة هآرتس، والذي يهتم بالقضية نفسها حول صعوبة تعيين نتانياهو ليبرمان وزير اقتصاد، quot; تهدئة دون شاليطquot; عنوان آخر ورد على غلاف يديعوت أحرنوت، أما في صحيفة هآرتس ورد بهذا الشأن عنوان quot;حماس: غدًا ستعلن مصر عن وقف لإطلاق النارquot;.

وذكرت هآرتس بشأن التهدئة: quot;أعلنت حركة حماس بالأمس بأنه من المتوقع أن تعلن مصر غدًا السبت عن تهدئة لمدة عام ونصف، في حين رفضت إسرائيل التعقيب بالنفي أو بالإيجاب، حول إعلان حركة حماس بخصوص التهدئة. وغير معروف متى سيتم وقف إطلاق النار بشكل فعلي بعد الإعلان عن وقف إطلاق نارquot;. وتابعت: quot;كان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، قد أشار بأن التهدئة ستكون بشكل مؤقت، هذا بعد أن تفاوضت مصر مع كافة الفصائل الفلسطينية ومع إسرائيل، ووفقًا لوكالة أنباء مصرية ذكر موسى أبو مرزوق بأنه وافق الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني، على وقف إطلاق نار لمدة سنة وعلى فتح معابر حدود قطاع غزةquot;.

ونقلت هآرتس وفقًا لإفادة شخصيات رفيعة المستوى شريكة في المفاوضات بشأن التهدئة بأن الخلاف بين الطرفين في قضية شاليط يتعلق بمطالب حركة حماس بتحرير مئات الأسرى، الذين تصفهم إسرائيل بالشخصيات الخطرة، فالحديث يدور عن الأسرى الذين شاركوا في عمليات قاتلة ضد اسرائيليين، ويدور الحديث عن قائمة تحوي بين 700-1000 اسم، ومن ضمنهم نساء وأطفالquot;.

جهاز الأمن الإسرائيلي راضٍ بسبب التوتر بين فتح وحماس

وأوضحت هآرتس بأنه quot;من المتوقع أن ترفض إسرائيل مطالب حركة حماس، وخاصة بشأن الأسرى quot;الثقالquot; كم وصفتهم صحيفة هآرتس، وقد تقترح حلاً آخر وهو إبعادهم من الأراضي الفلسطينية إما لسوريا أو لبنان. وكان قد أفاد رئيس جهاز المخابرات يوفال ديسكين قبل نصف عام بأن اقتراح إبعاد أسرى فلسطينيين شاركوا في عمليات ضد إسرائيل هو أمر واردquot;.

أما في جهاز الأمن الإسرائيلي كتبت هآرتس بأنهم quot;يشعرون بالرضى بسبب التوتر بين حركة حماس وبين السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يؤثر على صفقة جيلعاد شاليط وعلى اتفاق التوصل إلى تهدئة، وتزعم صحيفة هآرتس بأن إسرائيل أبلغت السلطة الفلسطينية عن بعض التسهيلات، ذلك وفقًا لنتائج لقاءات بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينيةquot;. وواصلت quot;من هذه التسهيلات سمحت إسرائيل للسلطة الفلسطينية اقامة 12 محطة شرطة في المناطق القروية في الضفة الغربية، إضافة إلى فتح الطريق أمام الفلسطينيين من الداخل الإسرائيلي للدخول إلى الضفة الغربية، بعد أن منعت إسرائيل دخول الفلسطينيين من إسرائيل إلى منطقة الضفة الغربية لأسباب أمنيةquot;.

التفاهمات بين حماس وإسرائيل في اتفاق التهدئة الجديد

ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرنوت فإن التفاهمات التي توصل لها الطرفان إسرائيل وحماس خلال المفاوضات هي: quot;تأجيل مسألة جيلعاد شاليط حتى المرحلة الثانية من المفاوضات، والتي ستكون بعد عدة أسابيع من تنفيذ بنود التهدئة الجديدة، كذلك وافقت حركة حماس على تهدئة لمدة سنة ونصف، في حين أعربت مصر بأنه من المتوقع أن تكون مدة التهدئة لفترة أطول، هناك مفهوم واضح بين مصر وإسرائيل بأنه من حق إسرائيل أن ترد على أية خرق للتهدئة أو خرق لاتفاق وقف إطلاق النارquot;.

بالإضافة لذلك أشارت يديعوت أحرنوت:quot;معبر رفح سيبقى مغلقا وفقط سيكون مفتوح أمام مساعدات إنسانية، وستتواجد شرطة تابعة للسلطة الفلسطينية على المعابر، وسيشاركها في الأمر كذلك أشخاص من حركة حماس، وعلى حماس أن تتحمل المسؤولية بشأن باقي الفصائل في غزة، التي عليها الالتزام بالتهدئة، إسرائيل لخصت مع مصر بأنها ستبني quot;قطاع أمنquot; على حدود غزة بمساحة 200م، في حين طالبت اسرئيل بالبداية أن تكون مساحةquot; القطاع الآمنquot; 500 م، وغير معروف الموقف الفلسطيني بهذا الشأنquot;.

وتابعت: quot;سمحت إسرائيل بدخول 80% من البضائع لداخل قطاع غزة، وذلك في المرحلة الأولى من التهدئة، وأبلغت إسرائيل بأنها لن تسمح بنقل كل أنواع البضائع مثل مواد الخام والماكنات، خوفا من استعمالها لصناعة مواد متفجرة، وحتى الآن هناك نقاش حول أنواع المنتجات التي سيسمح بدخولها مثل حديد ومواد خام للبناء. وفي إطار الاتفاقيات الغامضة اشارت يديعوت أحرنوت بأن quot;مصر تهتم في قضية تهريب السلاح لداخل قطاع غزة، وتعتبر إسرائيل أية محاولة تهريب سلاح هي خرق لاتفاق التهدئة، في حين ترفض حركة حماس الالتزام بشكل علني بمسألة وقف التهريب، كما تضم الاتفاقيات الغامضة بين مصر وإسرائيل التزام مصر بمحاربة تهريب السلاحquot;.

مأزق جديد لنتانياهو

يذكر أن محاولات يائسة تبذل لأجل تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة وذكرت هآرتس بأن من ضمن الصعاب التي تواجه حزب الليكود كان الاقتراحات التي اقترحها لليبرمان وأوضحت هآرتس: quot;بأن مسألة تعيين رئيس حزب إسرائيل بيتنا افيجدور ليبرمان وزيرًا للاقتصاد، هي قضية مستعصية، ذلك لأن سلطة الضرائب التي تخضع لوزارة الاقتصاد، تساهم في التحقيقات ضد ليبرمان بشأن التهم الموجهة ضده، حول تورطه في تبيض أموال، وتحويل ضرائب بالخفاءquot;.

وأضافت الصحيفة قائلة: quot;كان نتانياهو قد أعرب عن نيته في تعيين ليبرمان وزير الإقتصاد، إلا أنه وبسبب التحقيقات لن يتمكن من ذلك، كما لن يتمكن ليبرمان من الحصول على حقبة وزارة القضاء أو وزارة الأمن الداخلي، وأفاد حزب إسرائيل بيتنا بالأمس أنه لا يعلم بالضبط من هي الشخصيات التي ستخضع لتحقيقات، ولم يوافق ليبرمان عن التعقيب في هذا الشأن كي لا يعرقل سير التحقيقاتquot;.

ومن جانب آخر أوضحت هآرتس بأن quot;لجنة الانتخابات المركزية نشرت بالأمس النتائج الرسمية لانتخابات والتي تفيد بأن حكومة اليمين والمتدينين تصل إلى 65 مقعد، مقابل 55 مقعد لحكومة يسار مركز، في حين يحاول نتانياهو الوساطة بين شاس واسرائيل بيتنا، في ظل الخلافات الدينية التي تعيق مشاركتهم في نفس الحكومة. في حين تضاعفت صعوبة المفاوضات بين نتانياهو وشاس وإسرائيل بيتنا، على ضوء قرار ليبرمان بالسفر لخارج البلاد، الأمر الذي يضع نتانياهو في مأزق كونه لا يعلم بالضبط إذا كان ليبرمان يؤيده أو لا يؤيدهquot;.

كديما تشترط رئاسة حكومة أو المعارضة

حسب ما ورد في يديعوت أحرنوت فإن أعضاء من حزب كاديما ومقربون لليفني يشترطون، بأنه في حال لم يتمكن حزب كاديما من تشكيل حكومة، فإن كاديما ستكون ضمن المعارضة، ومن جانب آخر أعلنت ليفني عن اجتماع خاص يوم الأحد للاستشارة بين أعضاء الحزب، ولاتخاذ قرار حول مسألة تشكيل الحكومةquot;.

وأعرب وزراء ومقربون من ليفي بأنه quot; في حال فشلنا في تشكيل حكومة لن ننضم لحكومة يمين متطرف برئاسة الليكود، وسنكون في المعارضة كبديل لنا في السلطة، فحكومة نتانياهو لن تدوم لأكثر من عام، لقد أراد بيبي أن يضعنا في المعارضة كي يفكك حزب كاديما، لكننا نحن من سيفكك حزب الليكود قبل أن يقوم بيبي بتفكيك حزب كاديماquot;. وفقا ليديعوت أحرنوت

ووفقا للتقديرات في حزب كاديما أضافت يديعوت أحرنوت فإن quot; ليبرمان يسبب المشاكل لنتانياهو، وشاس لن تنضم لحكومة بمشاركة إسرائيل بيتنا وتقوم بالتضييق على نتانياهو، فهو لن يتمكن من الاعتماد على أشخاص من quot;كاخquot; لهذا حكومة برئاسة نتانياهو لن تدومquot;. كذلك أعلنت ليفني بأنها لن توافق على الانضمام لحكومة نتانياهو والتي يشارك بها أحزاب مثل يهدوت هتوارة والبيت اليهوديquot; لن تسمح كديما بأن تكون عجلة احتياط لنتانياهوquot;.

أما الوزير مئير شطريت من حزب كاديما فقد أشار:quot; في حال شكل نتانياهو حكومة يمين متطرفة، فلن نشارك ولن ننضم لهذه الحكومة هذه حكومة المضادة ، فهي ضد مفاوضات مع سوريا، وضد إقامة دولة فلسطينية، وضد إجلاء المستوطناتquot;.ذكرت يديعوت أحرنوت.

الجحيم في السياسة الإسرائيلية

وورد في مقال للكاتب الصحافي والمحلل السياسي دورون روزنبلوم مقال تحت عنوان quot;إذا وجد الجحيمquot; في صحيفة هآرتس ذكر به: quot;وضعنا بعد الانتخابات يذكرنا في القصة التي تحاول أن تصف جهنم، والتي تقول يجلسون مقابل أطعمة لذيذة ولكنهم لا يستطيعون تناول أية شيء، وهذا ما يحصل في إسرائيل مع الناخبين ومع السياسيين، الذين وفقا للقصة سيدخلون الجنة لأنهم يعيشون في جحيم في فترة حياتهمquot;.

وتابع: quot;خلال أسبوع الانتخابات برز بوضوح كيف تضيع السلطة من بين الأيدي، حتى بعد الفوز في صناديق الاقتراع، فالجحيم السياسي في إسرائيل ليس فقط لا يتقلص بل يمتد كذلك ليخترق الأيدلوجيات، فقد نجحنا في التوصل إلى ترتيب محدد وهو أن لا احد من الأقطاب السياسية غير قادر( أو يريد بجدية) تحقيق تصريحاتهquot;.

وأضاف: quot;اليمين أبدا لم يضم الضفة الغربية لحدود دولة إسرائيل حتى عندما أيدته الأغلبية، كذلك quot;اليسارquot; لم يتنازل عن الضفة الغربية، حتى عندما كانت كل الظروف السياسية والجماهيرية مهيئة لذلك، كذلك بارك الذي يفتخر بمعارضته لليكود فهو أبدا لم يجلي أية مستوطنة، كذلك لم يتنازل ولو عن متر واحد من الضفة الغربيةquot;.

ويلخص القول:quot; الانتخابات التي كانت في هذا الأسبوع جعلت من حزب كاديما يعرض تنازلاته وانقلاباته السياسية والاقتصادية، لكننا لا يمكن أن ننسى بأن هذا الحزب تجاهل الإمكانية الكبرى، من التقدم في مساعي السلام ومساواة وتحقيق الأمن في البلاد، بل ورط إسرائيل في حربين ولم يفعل أية شيء لتقليص الفجوات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، بل على العكس ابرز هذه الفجوات، ووسع من الاستيطان في الضفة الغربية، ففي جحيم السياسة الذي نعيشه الكل يأكل بعضه البعض، وليس قبل أن يبتلعوا الضفادعquot;.