مصر تترقب عودة وفد حماس من جولته العربية برد ايجابي حاسم
توقعات بإبرام اتفاق التهدئة بعد إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية
نبيل شرف الدين من القاهرة: تراجعت الآمال التي كانت قد إنعقدت خلال الأيام الماضية على إنجاز الاتفاق حول التهدئة في قطاع غزة بين حركة quot;حماسquot; وإسرائيل، ورجحت مصادر مصرية أن يجري إبرام هذه التهدئة بعد إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي تجري اليوم الثلاثاء. وبعد أن أكدت مصادر مصرية قرب التوقيع على تلك التهدئة، فقد اشار الرئيس المصري حسني مبارك في باريس إلى إمكانية التوصل الأسبوع المقبل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس على تهدئة طويلة الأمد، وفي المحطة الثانية لجولته الأوروبية وصل مبارك إلى روما قادما من باريسrlm;، ومن المقرر أن يختتم هذه الجولة بزيارة تركيا، وتتزامن هذه الجولة للرئيس المصري مع إعلانه إرجاء إبرام اتفاق التهدئة في قطاع غزة حتى الأسبوع المقبل.
وقالت حركة حماس إن الفجوة بشأن التهدئة في قطاع غزة آخذة في التقلص وأنها قد تبرم اتفاق التهدئة مع إسرائيل في غضون أيام، وزادت كثافة المفاوضات التي ترعاها مصر في القاهرة قبيل الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى يوم الثلاثاء. وأشار مصدر مصري إلى خلاف حول مطالبة إسرائيل بحزام أمني قبالة قطاع غزة عرضه rlm;300rlm; متر، وتلتزم إسرائيل بموجب هذا الاتفاق بفتح المعابر الستة أمام مرور البضائع والوقود، بما يفي بحاجات سكان القطاعrlm;،rlm; كما ينظم الاتفاق أيضاً أسلوب تشغيل منفذ رفح، طبقا لاتفاق جديد يتضمن الشروط ذاتها التي انطوى عليها اتفاق rlm;2005 rlm;مع تعديلات تسمح بوجود عناصر تنتمي إلى أي من الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حماس، ضمن قوات السلطة الوطنية الفلسطينية.
ووجهت مصر دعوة رسمية لرئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس وقادة الفصائل لحضور مؤتمر المصالحة في القاهرة في 22 من شباط (فبراير)الحالي لمناقشة ملف المصالحة والوصول إلى نتيجة حاسمة في هذا المضمار. وأوضح ذات المصدر أن مصر أجرت خلال الايام القليلة الماضية، مشاورات مكثفة مع حركتي حماس وفتح وبقيو الفصائل الفلسطينية، وطلبت الفصائل بعض الإيضاحات حول التهدئة، والتقينا بالجانب الإسرائيلي للحصول على الردود المطلوبة، وستعود بعض الفصائل للقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، لاستكمال الشكل النهائي للاتفاق، بعد أن تكون كافة الأمور قد اتضحت وقبلت بها كافة الأطراف المعنية.
موقف حماس
في الجانب الآخر، من المشهد أكدت مصادر قريبة من حركة حماس أن جهود عقد تهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وبين إسرائيل لا تزال تصطدم بعقبتين رئيستين، الأولى إصرار إسرائيل على أن تكون التهدئة على مرحلتين، لا يتم في المرحلة الأولى فتح المعابر، والثانية مربوطة بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، ومدى ما تشترطه إسرائيل من التزام الجانب الفلسطيني بالتهدئة تماماً، إضافة إلى عدم فتح المعابر بشكل كامل. هذا ووصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم قادماً من دمشق وفد قيادي من حركة حماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، للانضمام إلى رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، ووضعه في أجواء المشاورات التي أجراها الزهار مع أعضاء الحركة.
وحسب المصادر المصرية،rlm; فإن الفصائل الفلسطينية على اطلاع كامل بالانتخابات التي تجري في إسرائيل اليوم الثلاثاء، وحسب استطلاعات الرأي فان فرص فوز نتنياهو كبيرة،rlm; وهو ما يعني البدء في التفاوض من جديد وضياع الفرص المتاحة حاليا لمصلحة الشعب الفلسطيني،rlm; وذلك في ظل تهديدات زعيم الليكود بانهاء حكم حماس داخل غزةrlm; وخلال المباحثات مع وفد الحركة بالقاهرة وضعت أمامهم جميع السيناريوهات المتوقعة، خاصة ما يتعلق بمرحلة الاعمارrlm; وإدخال مواد البناء عن طريق المعابر الستة الأخري وهو ما يتطلب موافقة إسرائيليةrlm; علي ذلك.
وكانت مصادر مصرية قد أكدت أن اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل سيوقع خلال ساعات، وتوقعت أن يعود قيادي حماس محمود الزهار إلى القاهرة بردود إيجابية على المقترحات التي قدمتها القيادة المصرية، وقالت المصادر إن التفاهمات حول التهدئة ستكون على مرحلتين، الأولى تفاهمات شفهية يلتزم فيها الطرفان بتثبيت وقف إطلاق النار على أن يجري خلال تلك المرحلة التوصل لاتفاق مكتوب بين حماس وإسرائيل يقود للمرحلة الثانية للتهدئة الشاملة لمدة ثمانية عشر شهرا، وأعرب مسؤولون مصريون عن أملهم في التوصل إلى تفاهمات شفهية بين الجانبين، غير أنهم أكدوا أن فتح معبر رفح يظل رهنًا بالمصالحة الفلسطينية وتأليف حكومة وفاق وطني تتمتع بالأهلية القانونية للإشراف على المعبر.
وتسعى مصر إلى التوصل لاتفاق حول خطة تدعو الى تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس تصل الى ثمانية عشر شهرًا، واتفاق لتبادل الأسرى وتخفيف الحصار المفروض على القطاع غزة، وبمقتضى هذه الخطة توقف إسرائيل هجماتها وتوقف حماس اطلاق الصواريخ عبر الحدود. ويرى محللون سياسيون أن المقياس الحقيقي لقدرة مصر على مواصلة دور الوسيط الفعال هو قدرتها على تحويل وقف اطلاق النار الهش في غزة الى تهدئة ثنائية طويلة الأجل والتوسط في تسوية بين حركتي حماس وفتح.
ومن بين نقاط القوة التي تتمتع بها مصر كوسيط علاقاتها الوثيقية مع واشنطن والاتحاد الأوروبي، فضلا عن سيطرتها على الحدود مع غزة وهو ما يفترض ان يمنحها نفوذا لدى الجانبين، ويريد الفلسطينيون فتح الحدود امام حركة النقل الطبيعية بينما ترغب إسرائيل في ان تفعل مصر المزيد لوقف تهريب الاسلحة من الانفاق التي تمر عبر الحدود.
التعليقات