أولمرت يريد إنهاء الملف قبل مغادرته
معلومات عن قرب صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس
خلف خلف من رام الله:
تتابع التقارير التي تتحدث عن قرب عقد صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل برعاية قطرية وتركية، وهذه التقارير توازيها تأكيدات إسرائيلية عن تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهودأولمرت على إنهاء هذا الملف قبل مغادرته منصبه، وكان أولمرت صرح مؤخرًا في عدة محادثات مغلقه بأنه مصمم على استنفاد الاحتمال بإعادة جلعاد شليت إلى الديار قبل أن يغادر مكتب رئيس الوزراء. وبحسب معلومات نقلتها صحيفة هآرتس، فإن أولمرت يسعى إلى quot;تنظيف الطاولةquot; قبل إنهاء ولايته وحل قضية شليت. كما بين تقرير بثه تلفاز quot;سي أن أن تركquot;، الليلة الماضية أن وفدا تركيا توجه الى دمشق لاجراء محادثات مع مسؤولي حماس بهدف ضمان الافراج عن شاليط بحلول يوم الثلاثاء القادم.
هذه المعطيات التي لم تؤكد رسميًا، بل إن متحدثا باسم حركة حماس أعلن أن المحادثات بخصوص صفقة تبادل الأسرى لم تتمخض عن شيء يمكن الحديث عنه، ولكن مراقبين عدة يرون أن هذه التصريحات تهدف إلى عدم التشويش على الصفقة، لا سيما أن المحادثات ما زالت في مرحلة حساسة للغاية.
وكون إسرائيل تقف على أعتاب الانتخابات العامة، فالتقديرات تشير إلى إمكانية عقد صفقة التبادل بعد ذلك، وهو ما ورد ايضا على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، الذي قال في السبت الاخير في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إنه يأمل أن يكون ممكنا اعادة شليت الى الديار، معربا عن اعتقاده أنه يوجد احتمال لعمل ذلك بعد الانتخابات وليس قبلها. وقبل يومين شرح باراك أن نتائج الحرب على قطاع غزة يمكنها أن تساعد في حث عملية اتخاذ القرارات لجلب شليت الى الديار. وقال: quot;ستكون مطلوبة قرارات قاسية وأليمة وأؤمن أنه سيتوفر الاعضاء في الحكومة كي يقوموا بهذه الامورquot;.
ويجري حراك سياسي مكثف في المنطقة منذ انتهاء الحرب الأخيرة، وتقوم مصر بدور وسيط فاعل في المحادثات الجارية، حيث إنها تحولت في الأيام الأخيرة لمحج لوفود حركة حماس، بالإضافة إلى زيارة المسؤولين الإسرائيليين، وقد أجرى أمس الأول رئيس القسم السياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء احتياط عاموس جلعاد محادثات مع رؤساء المخابرات المصرية. وبحسب صحيفة هآرتس فقد بحث جلعاد معهم في موقف اسرائيل من اتفاق وقف النار المتبلور بين مصر وحماس، ولكن على جدول الاعمال توجد ايضا صفقة شليت. مؤخرا شدد جلعاد تدخله في هذه الاتصالات.
وبحسب التقديرات التي تنشرها الصحافة الإسرائيلية فإن المصريين يضغطون على إسرائيل للموافقة على تحقيق صفقة التبادل وإنهاء هذا الملف الذي يزيد عمره عن العامين، وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قامت باقتحام معسكر إسرائيلي منتصف يونيو عام 2006، وتمكنت من اسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، وعقب ذلك قيام إسرائيل باعتقال معظم نواب حركة حماس في المجلس التشريعي في الضفة الغربية، ومن ضمنهم رئيس المجلس عزيز الدويك.
حركة حماس طالبت إسرائيل بالإفراج عن نحو 1400 أسير فلسطيني، منهم 350 قادة كبار من الحركة ومن الفصائل الفلسطينية الأخرى. وهو ما ترفضه تل أبيب حتى اللحظة، وتبين معلومات صحافية أن الأخيرة توافق فقط على تحرير 200 اسم من العدد الإجمالي للأسماء الكبيرة، ومؤخرا تداولت بعض المواقع الإلكترونية الفلسطينية معلومات عن موافقة إسرائيل على الإفراج عن القيادي الكبير في حركة فتح مروان البرغوثي ضمن الصفقة، ولكن هذه المعلومات لم تؤكد.