نضال وتد- تل أبيب: مع بدء الجنود الإسرائيليون الاقتراع في الصناديق الخاصة للجيش الإسرائيلي، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت ، مساء الأحد وقبل 32 ساعة من فتح مراكز الاقتراع أمام عموم الناخبين الإسرائيليين، عزمه التصويت لصالح حزب كديما برئاسة ليفني التي وصفها أولمرت بأنها quot;أثبتت قدرتها على الحزم والتصميم خلال فترة الحرب وعلى امتداد العملية السلميةquot;.

ومع إن إعلان أولمرت، يعتبر أمرا بديهيا إلا أنه يبقى لهذا الإعلان وزنه المعنوي والنوعي، خصوصا على ضوء التوتر الذي ميز علاقات أولمرت بليفني، منذ بدء الشرطة التحقيق مع أولمرت بشبهة الفساد وتلقي الرشاوى، حيث دعت ليفني أولمرت إلى الاستقالة من منصبه.

وسوغ أولمرت إعلانه هذا، بالقول quot; اعتقدت أنه يجدر برئيس الحكومة في إسرائيل أن يعلن على الملأ وبصورة قاطعة لمن سيصوت لرئاسة الحكومة، أعتقد إنني لن أفاجئكم إذا قلت إنني أؤيد حركة كديما وأنني آمل أن تُنتخب ليفني لرئاسة الحكومةquot;
وأضاف أولمرت خلال اجتماع لمنظمة مكابي اليهودية العالمية يقول quot; أعرف جميع الأحزاب وجميع المرشحين أكثر من أي شخص آخر، اعتقد أن بقية المرشحين قد أخذوا فرصتهم لكنهم فشلوا في الامتحان. تسيبي ليفني قادرة على قيادة الدولة نحو عملية سلمية ونحو تحقيق الأمن أيضاquot;.

وفي المقابل، فقد صعّد زعيم الليكود، نتنياهو، الأحد من حدة تصريحاته اليمنية، حيث أعلن خلال جولة في الجولان السوري، أن حكومة برئاسته لن تنسحب من الجولان، كما أنها ستحقق الأمن للمواطن الإسرائيلي ولن تقبل باستمرار إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل دون رد رادع من الجانب الإسرائيلي. وأبرز نتنياهو خلال تصريحاته الصحافية الأحد عزمه على معالجة الملف الإيراني وملف حماس وحزب الله. واعتبر نتنياهو أن حكومة أولمرت قد فشلت في مهامها وأن ليفني أثبتت أنها غير قادرة على قيادة الدولة أو اتخاذ قرارات مصيرية.
ورفض نتنياهو خلال مقابلة مع القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أن يفصح عن طبيعة الحكومة القادمة في حال تم تكليفه بتشكيلها مكتفيا بالقول إن الليكود يسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية وأنه سيتوجه بداية لحلفاء الليكود الطبيعيين، في إشارة منه إلى حزب ليبرمان وحزب شاس. أما تسيبي ليفني فأعلنت الأحد أنها في حال تم تكليفها بتشكيل حكومة فإنها ستتوجه بداية إلى كل من حزب العمل والليكود لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بشرط أن يوافق الليكود على الخطوط العريضة لحزب كديما فيما يتعلق بالمسيرة السلمية.

إلى ذلك كثف اليوم زعماء الأحزاب الإسرائيلية من جولاتهم الميدانية في مختلف أنحاء إسرائيل سعيا لحث الناشطين الحزبيين على الاستعداد جيدا في يوم الانتخابات، وتوجيه رسائل أخيرة للناخب الإسرائيلي.
وفي هذا السياق برز اليوم، تشديد كل من حزب كديما والليكود على ضرورة المشاركة في الانتخابات مع الدعوة لعدم الانجرار للتصويت للأحزاب الصغيرة. وفي هذا السياق أبرز حزب ليفني اليوم في دعايته الانتخابية شعر quot;فقط ليفني قادرة على الانتصار على نتنياهوquot;. في المقابل أبرز الليكود مقولة أن ليكود كبير فقط من شأنه أن يغير الحكومة الحالية في إسرائيل.

ويخشى حزبا الليكود وكديما، على حد سواء أن تتحقق نبوءات الاستطلاعات الأخيرة للرأي التي تتوقع فوز حزب ليبرمان بعدد كبير من المقاعد (18-19) مقعدا مما يعني تبلور أربعة أحزاب متوسطة الحجم، وبالتالي وضع عراقيل كبيرة أمام أي من الحزبين الرئيسيين؛ الليكود وكديما، في الطريق على تشكيل الحكومة القادمة، وفرض سلسلة من المفاوضات الائتلافية المضنية على المرشح الذي يحظى بتكليف من رئيس الدولة لتشكيل الحكومة القادمة.