كابول: قال تقرير للأمم المتحدة صدر الثلاثاء إن أعداد القتلى بين المدنيين في أفغانستان شهدت ارتفاعاً بنسبة 40 في المائة خلال 2008، لتصل إلى 2118 قتيلاً، في حصيلة غير مسبوقة منذ التدخل العسكري الأميركي في البلاد قبل أعوام.

وذكر التقرير أن المسلحين التابعين لمختلف التنظيمات المقاتلة ضد الوجود الغربي، وفي مقدمتها حركة quot;طالبانquot; مسؤولون عن 55 في المائة من هذه الحصيلة، في حين أن قوات التحالف الدولي مسؤولة عن 38 في المائة منها. وتعليقاً على هذه البيانات، يشير التقرير إلى أن هذا النمط يتطلب من أطراف النزاع أخذ كافة الإجراءات المناسبة لتجنب قتل المدنيين.quot;

وقد اعتمد التقرير على شهادات قدمها مراقبون مستقلون، حققوا في الإدعاءات المختلفة طوال العام المنصرم، وقد لفتوا إلى أن العناصر المسلحة قامت بقتل 1160 مدنياً، قضى معظمهم في هجمات انتحارية أو بعبوات ناسفة، وتركزت الخسائر في مناطق جنوبي أفغانستان.

كما أشاروا إلى أن ما بحوزتهم من وثائق تشير إلى أن ضربات القوات الدولية والأمريكية والجيش الأفغاني أدت إلى مقتل 828 مدنياً، سقطت النسبة الأكبر منهم خلال الغارات الجوية التي غالباً ما تتم ليلاً، في حين نسبت أسباب مقتل 130شخصاً إلى وجودهم في مناطق كانت تشهد عمليات أمنية.

وبحسب التقرير، فإن هجمات تنظيم القاعدة وحركات طالبان خلال العام الماضي ازدادت بنسبة 31 في المائة، ما يتوافق مع ما تسير إلى القيادة العسكرية الأميركية من حاجتها للمزيد من الوحدات للتصدي لتزايد العنف.

يذكر أن تكرر الحوادث المتعلقة بالمدنيين في أفغانستان تسبب بالإحراج للقيادة الأفغانية، ودفعت الرئيس، حميد كرزاي، إلى انتقاد القوات الدولية علناً.

وفي مقابلة أجراها قبل أيام مع CNN، لم يخف كرزاي غضبه من بعض التصرفات التي أقدم عليها جنود من الجيش الأمريكي، معتبراً أنها أثارت الرأي العام المحلي ضده. وشرح قائلاً: quot;هذه الممارسات تزعزع ثقة الأفغان بصواب صراعنا المشترك ضد الإرهاب، وتضر بمستقبلهم الواعد.. سنظل أصدقاء وحلفاء، لكن أفغانستان تستحق المزيد من الاحترام والمعاملة الحسنة.quot;

ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان.