دمشق: لا وجود للغرافيت الذي تحدثت عنه وكالة الطاقة |
بهية مارديني من دمشق: شهدت دمشق على مدى اليومين الماضيين تحركات سياسية مفصلية غاية في الأهمية فقد زارها اليوم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زيارة خاطفة ، في حين غادرها صباحا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بعد مباحثاته أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد ، وتوجه وزير خارجيتها وليد المعلم الى الرياض حاملا رسالة من الرئيس الأسد الى العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، لفتح ملفات مهمة لعل اهمها ملف دارفور في ظل عدم التفاؤل الذي أبدته القاهرة ، اثر زيارة الرئيس السوداني عمر البشير اليها ، بالجهود العربية والافريقية لمنع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار مذكرة اعتقال بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم وإبادة في دارفور.
من جانبه رأى المحلل السياسي السوري ادهم الطويل في تصريح خاص لايلافquot; ان التحركات السياسية تتعلق بعدة ملفات ُفتحت دفعة واحدة في المنطقة quot;، واعتبر quot;ان أكثرها سخونة هو ملف السودان خاصة وان قرار الاتهام الجنائي بحق الرئيس السوداني البشير قد يصدر خلال ايام، وتتوقع كثير من الاوساط الاقليمية ان يؤدي هذا الاتهام اذا ماصدر الى اشعال حرب اهلية في السودان وهي حرب ليس لها الكثير من الاطفائيين هذا اضافة للتحضير للقمة العربية والقمة السعودية السورية المرتقبة والمصالحة الفلسطينية الفلسطينية.
واعتبر الطويل ان التحركات تأتي بعد بذور انفتاح زرعت خلال قمة الكويت وربما بدات تثمر الان انفتاحا سوريا سعوديا من خلال رسائل متبادلة بين الرياض ودمشق خاصة ان الرياض بدأت تنظر بعين الثقة الى العاصمة السورية فيما تتقاطر اليها الوفد الدبلوماسية الاميركية والاوربية.
ومن وجهة نظر الطويل ان السعودية كانت تنتظر ان تتحول التصريحات الاميركية التي رافقت مجيء ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى مواقف فعلية بحيث ترفع اللوم عن انفتاحها باتجاه سورية امام بعض العرب مثل مصر الذين ربما لم يروقهم هذا الامر ، ذلك في الوقت الذي قدمت دمشق خطوة ايجابية لتشجيع القاهرة بادانة التفجير الذي حدث منذ يومين لتشجيعها على الالتحاق بالحراك السياسي الذي بات من المؤكد ان دمشق هي مركزه.
وبحسب المعلن رسميا فان زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تركزت على موضوع المصالحة الفلسطينية والتضامن العربي ، واكد الزعيمان السوري والقطري quot;على ضرورة تضافر جميع الجهود من اجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية والتضامن العربي وتكريسه بما يمكن من حماية المصالح العربيةquot; وبحثا quot;العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين واهمية مواصلة الارتقاء بها بالاضافة الى التطورات في المنطقة وخاصة في الاراضي الفلسطينية المحتلةquot;.
واكدا quot;عزمهما على الاستمرار ببذل كل الجهود الممكنة لتحقيق التضامن العربي وتكريسه بما يمكن من حماية مصالح الشعوب العربية وحقوقها ومناقشة الخطوات التي يتوجب القيام بها قبل القمة العربية المقبلة في الدوحة quot; وهو ما كان مدار البحث خلال زيارة الرئيس اليمني.
كما يزور دمشق المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي خافيير سولانا في زيارة رسمية ضمن جولة في الشرق الأوسط ، وبحسب مصادر المفوضية الاوربية في دمشق فإن سولانا سيلتقي في دمشق الرئيس الأسد ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري ووزير الخارجية وليد المعلم. ويتوقع أن يبحث سولانا في دمشق الأوضاع في الشرق الأوسط والمصالحة الفلسطينية والمفاوضات السورية الاسرائيلية وتوقيع اتفاق الشراكة السورية الأوربية.
التعليقات