واشنطن: حذر المرشح الجمهوري السابق لانتخابات الرئاسة الأميركية، السيناتور جون ماكين، من أن بلاده تخسر الحرب في أفغانستان. وقال السيناتور عن ولاية أريزونا إنه فيما يؤيد قرار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بإرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، فإنه يعتقد أن هذا القرار يجب أن يترافق بزيادة كبيرة في الدعم العسكري والمدني من الدول الحليفة وذلك لمنع تحول البلد، التي عرفت بمقبرة الإمبراطوريات، إلى ملاذ آمن للقاعدة مرة أخرى.

وأضاف ماكين، في تصريح أدلى به في quot;أمريكان إنتربرايز إنستيتيوتquot; AEI: quot;عندما لا تنتصر في مثل هذه الحروب، فإنك تخسرها.. وفي أفغانستان اليوم، نحن لا ننتصر.quot; وزعم ماكين أن هجمات المسلحين في أفغانستان ارتفعت بصورة كبيرة للغاية خلال العام 2008 وازداد العنف بأكثر من 500 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية. وقال إن هناك أجزاء متزايدة من أفغانستان أصبحت تعاني في ظل تأثير حركة طالبان.

وتنسجم تصريحات ماكين مع تلك التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، الذي أقرّ الجمعة الماضي بأن الولايات المتحدة تعاني من quot;اختبار صعب للغايةquot; في أفغانستان. لكن الوزير الأميركي أضاف قائلاً في مؤتمر صحفي في مدينة كركوف البولندية، إثر اجتماع لوزراء حلف شمال الأطلسي: quot;إنني متأكد من أننا سنكون على قدر المهمة كما فعلنا في المرات السابقة.quot;

وقال غيتس إن بلاده تأمل في مشاركة الدول الأخرى في الحلف في الحملة المناهضة لحركة طالبان بأي طريقة ممكنة. وأوضح قائلاً: quot;إذا لم تكن الدول الأخرى قادرة على تعزيز قواتها العسكرية، ولكنها مستعدة للمساهمة في تحقيق الاستقرار، مثل التنمية والإدارة الحكومية، فإن مثل هذه المساهمة ستلقى الترحيب.quot;

وقال ماكين إن بلاده كانت تحقق الانتصار في أفغانستان حتى أوائل العام 2005، عندما تم سحب بعض القوات وتم تفكيك هيكلية القيادة العسكرية-المدنية المشتركة وحل محلها شكل من أشكال البلقنة والترتيبات غير العملية.

لكن السيناتور أكد على ضرورة انتصار بلاده في هذه الحرب، موضحاً أن البديل الآخر يعني خطر عودة أفغانستان إلى الوظيفة التي كانت عليها سابقاً، أي quot;ملاذاً للإرهابquot; يمكن لتنظيم القاعدة أن يستخدمه للتدريب والتخطيط على شن هجمات ضد الولايات المتحدة الأميركية. كذلك قال إن خطط رفع عدد القوات الأمريكية في أفغانستان من 68 ألفاً إلى 134 ألفاً غير كافية، وأوصى بزيادة عدد القوات الأفغانية لتصل إلى ما بين 160 إلى 200 ألف جندي.

ودعا السيناتور ماكين إلى زيادة المساعدات غير العسكرية إلى أفغانستان لمساعدتها على تعزيز مؤسساتها المدنية وحكم القانون والاقتصاد من أجل توفير بديل آخر ودائم لتجارة المخدرات.