تناناريف: يقول زعيم المعارضة في مدغشقر انه لن يشارك في أي محادثات أخرى لحل الازمة السياسية في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي وان الغضب الشعبي سيطيح بالرئيس خلال شهور.
وأجج صراع على السلطة بين الرئيس المقال لبلدية العاصمة تناناريف اندري راجولينا والرئيس مارك رافالومانانا اسوأ اضطراب مدني تشهده البلاد منذ سنوات والذي اسفر عن مقتل 125 شخصا على الاقل واضر بشدة بقطاع السياحة.
وقال راجولينا لرويترز في مقابلة بمنزله في وقت متأخر من مساء يوم السبت quot;لن أكون على الطاولة (للمحادثات). كنت دائما أقول ان السكان يريدون تغيرا حقيقيا لمدغشقر.quot;
جاءت تصريحاته بعد ساعات من دعوته لاحتجاجات عامة تبدأ يوم الاثنين وذلك بعد يوم واحد من اعلان مبعوث للامم المتحدة ان زعيم المعارضة والرئيس وافقا على اجراء مزيد من المفاوضات.
وقال راجولينا انه ليس بوسع اي ادارة تحمل الضغط من ساحة 13 مايو في اشارة الى الميدان الرئيسي في العاصمة الذي يمثل مركز التمرد الشعبي منذ استقلال البلاد عن فرنسا قبل 37 عاما.
وقال راجولينا في الفيلا الخاصة به quot;عندما يهب الناس..عندما تكون لهم مطالب فان الحكومة لا تصمد أكثر من بضعة أشهر قبل ان تسقطquot; مضيفا ان الحوار مستحيل في ظل استهزاء الرئيس بالدستور.
ويتهم راجولينا مشغل الاسطوانات السابق الذي يبلغ من العمر 34 عاما والذي اصبح ممثلا لجيل سياسي جديد في مدغشقر رافالومانانا بانه يقود دكتاتورية لتحقيق مكاسب شخصية. ويصف منتقدون راجولينا بأنه متمرد.
وقاد رئيس البلدية السابق حملة مظاهرات مناهضة للحكومة وقال انه يتمتع حاليا بدعم وطني في ظل تأييد اكثر من 30 حزبا معارضا.
وقال quot;رافالومانانا لم يعد يسيطر على تناناريف او الاقاليم.quot;
ويوم الجمعة قال هايلي مينكريوس مبعوث الامم المتحدة الخاص لمدغشقر ان كلا الجانبين اكدا لهم التزامهما بمواصلة المباحثات.
واتهم راجولينا الرئيس بعدم اخذ طلب الشعب بالتغيير مأخذ الجد. واستبعد اي اقتراح بأنه ربما يقبل منصبا حكوميا كبيرا بما في ذلك رئاسة الوزراء في الادارة الحالية.
وينحى كثير من سكان مدغشقر باللائمة على رافالومانانا في فقر لا يمكن تحمله رغم النمو المضطرد لرابع اكبر جزيرة في العالم بفضل ازدهار قطاعي النفط والمعادن.
وبات الغضب الشعبي يأخذ طابعا شخصيا على نحو متزايد. فقد ندد راجولينا برافالومانانا الذي دشن امبراطوريته التي تبلغ قيمة اصولها عدة ملايين من الدولارات ببيع الحليب (الزبادي) على دراجته لاحتكاره الاعمال وبيع اصول البلاد.
لكن بعض السكان يقولون ان راجولينا الذي يفتقر الى الخبرة والذي عين نفسه رئيسا لسلطة انتقالية عليا موازية ما هو الا واجهة لساسة اخرين.
ونشبت الازمة الحالية عندما اغلق رافالومانانا تلفزيون فيفا تي في الذي يمتلكه راجولينا بعدما بث مقابلة مع الرئيس المنفي السابق ديدييه راتسيراكا.