الرياض:أعرب الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون يوسف بن علوي عن تطلع دول المجلس لايجاد مخرج سلمي لازمة المحكمة الجنائية الدولية في ما يتعلق بالرئيس السوداني عمر حسن البشير.

وأكد الوزير بن علوي في مؤتمر صحافي هنا الليلة في ختام اجتماع دوري للمجلس الوزاري الخليجي دعم دول مجلس التعاون لجهود الجامعة العربية والاتحاد الافريقي لمعالجة قضية طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني حتى لا تكون سابقة تجاه التعامل مع القادة العرب.

ويتوقع ان تصدر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الأربعاء المقبل قرارا حول مذكرة المدعي العام للمحكمة لويس اوكامبو بشان طلبه توقيف الرئيس البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور المضطرب فيما ينفي السودان هذه الاتهامات.

وبشان محاسبة قادة اسرائيل على ارتكاب جرائم حرب ابان العدوان الأخير على قطاع غزة أشار الوزير العماني الى ان هذا الملف تعكف على متابعته واعداده جامعة الدول العربية معربا في سياق آخر عن تطلع دول مجلس التعاون لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية حتى يسهل التعامل معها في جهود اعادة اعمار غزة.

واستعرض بن علوي ابرز مضامين البيان الختامي لاجتماع المجلس الوزاري الخليجي والتي شملت مباركة الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الى العراق الخميس الماضي والهادفة الى دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين.

وأشاد البيان بالحكمة التي انتهجتها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة في التعامل مع التصريحات الايرانية الأخيرة والتي مست سيادة واستقلال البحرين مجددا وقوف دول المجلس الى جانب البحرين ضد كل ما يمس سيادتها واستقلالها وانتمائها العربي. وأشار الى ان المجلس الوزاري الخليجي استعرض كذلك ابرز القضايا الاقليمية والدولية وعلى رأسها التطورات الفلسطينية والوضع في العراق والعلاقات مع ايران وأزمة الملف النووي الايراني.

وفي الشأن الخليجي ناقش المجلس عددا من الموضوعات ذات العلاقة بالعمل المشترك ومنها الخطوات التنفيذية لتفعيل اتفاقية الاتحاد النقدي والنظام الأساسي للمجلس النقدي وانشاء مركز خليجي لمواجهة الكوارث وسير العمل في مجالات التعاون العسكري وكذلك التنسيق الأمني والتعاون في مكافحة الارهاب والمخدرات. وأكد في ما يتعلق باحتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث دعم دول المجلس لحق الأمارات في هذه الجزر ولكل الجهود الهادفة لحل المشكلة بالطرق السلمية سواء عن طريق المفاوضات مباشرة أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية. وبشان الملف النووي الإيراني رحب المجلس الوزاري الخليجي بالمشاورات الجارية بين الدول الغربية وايران مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وحل النزعات بالطرق السلمية.

وفي ما يتعلق بالعراق جدد المجلس مواقفه الثابتة باحترام وحدة العراق وسيادته واستقلاله والحفاظ على هويته العربية والاسلامية معربا عن التطلع لاستباب الأمن والاستقرار والاسراع في انجاز المصالحة الوطنية وكذلك الانتهاء من مسألتي الأرشيف الوطني لدولة الكويت والأسرى والمفقودين الكويتيين وغيرهم من موطني الدول الأخرى. أما في الشأن الفلسطيني فطالب المجلس اسرائيل بعدم تكرار اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وكذلك طالب المجتمع الدولي بالضغط عليها لاعادة الحقوق العربية المسلوبة في فلسطين والجولان السورية وجنوب لبنان.

وأعلن المجلس عن ترحيبه بالاتفاق الفلسطيني في مؤتمر الحوار الذي عقد مؤخرا في القاهرة برعاية الحكومة المصرية مثمنا في هذا الصدد الجهود العربية وبخاصة دور مصر لتحقيق هذه الغاية فيما رحب بسير لبنان قدما في تنفيذ اتفاق الدوحة والاستعداد للانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل. كما رحب باتفاق حسن النوايا وبناء الثقة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة الذي تم توقيعه في الدوحة في 17 فبراير الماضي وبالتطورات التي شهدها الصومال بانتخاب رئيس المحاكم الاسلامية شيخ شريف شيخ احمد رئيسا للصومال.