الصحف الإسرائيلية: تجاوز في الإدارة الأمنية والسياسية الإسرائيلية
بشار الأسد مستعد للتوصل إلى سلام مع نتانياهو
إيناس مريح من حيفا:
قبلأحدعشر عامًا بذل الناطقون الإعلاميون في البيت الأبيض جهودًا لتبرير زلة اللسان لهيلاري كلينتون حول دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لقد كانت هذه الحادثة جدًا نادرة بأن تعرب زوجة رئيس عن موقف سياسي، والآن الأمر غير معروف إذا كان قد تغير موقف هيلاري كلينتون، في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بحيث ستقضي كلينتون يومها الحالي في إسرائيل ليست كزوجة رئيس بل كوزيرة خارجية، ركّزت الصحف الإسرائيلية اليوم على البرنامج السياسي وراء زيارة هيلاري كلينتون، ووصفت يديعوت أحرنوت الزيارة بأنها quot;مسيرة الإصغاء لكلينتونquot;، ومن جانب آخر نقلت الصحف الإسرائيلية نتائج تقرير مراقب دولة إسرائيل القاضي ميخا ليندشتراوس، وتعكس النتائج صورة قاتمة للوضع الأمني الإسرائيلي، ويمكن تلخيص التقرير بأن التقرير يعرض حقائق تؤكد كل الشبهات السابقة حول سوء الإدارة السياسية والأمنية الإسرائيلية.

كتبت صحيفة هآرتس نتائج تقرير أجراه مراقب الدولة في إسرائيل، حول إدارة الجهاز الأمني والسياسي الإسرائيلي، وورد في الصحيفة:quot; نشر مراقب الدولة القاضي ميخا ليندشتراوس، تقرير الرقابة لعام 2008، ويتضمن التقرير انتقادات لاذعة ضد الإدارة في الجهازين الأمني والسياسي الإسرائيلي في عدة قضايا، ومنها التقديرات والتحضيرات الأمنية في حالة تعرض إسرائيل لضربة كيماوية، بناء جدار فصل في منطقة المحاذية للقدس، وعلى النقص في عدد الأطباء في الجيش الإسرائيلي، يشار إلى أن انه كان من المفترض نشر التقرير قبل الحرب على غزة إلا أنه تم تأجيل النشرquot;.
كتبت هآرتس بأن quot;التقصير الأمني يبرز خاصة في مسألة تطوير الجهاز الأمني لنظام اعتراض على الصواريخ التي تسقط جنوب إسرائيل، بحيث ينتظر المواطن الإسرائيلي الذي يعيش على الحدود مع غزة، منذ ثمانية سنوات تطوير مثل هذا النظام، وتعكس نتائج التقرير صورة مقلقة لفوضى بيروقراطية، ولإنفاق أموال سدى، ولتجاوز تعليمات، فحتى الآن إسرائيل لا تملك جهاز دفاع فعال ضد الصواريخ كالتي تسقط جنوبها، ذلك بالرغم من مرور إسرائيل حربين على لبنان عام 2006 والحرب الأخيرة على غزةquot;.

ويشير المراقب وفقًا لصحيفة هآرتس بأن تطوير الجهاز الأمني الإسرائيلي لبرنامج يحد من سقوط الصواريخ جنوب البلاد مستمر منذ ثماني سنوات، هذا البرنامج الذي لم يتم الانتهاء منه على الرغم من هذه الفترة الطويلة من الانتظار، بل توجد عقبات تحول دون إنجاحه، وذلك نتيجة البيروقراطية وإنفاق النقود وتجاوز التعليمات، وقد وجد المراقب quot; تجاوزات وقصورًا مهمةquot; في كيفية علاج جهاز الأمن قضية اعتراض الصواريخ، بحيث قام المركز للأبحاث وتطوير وسائل قتالية وبنى تحتية في تطوير أجهزة تنظيمية باستمرار، وذلك قبل أن يحدد الجيش الإسرائيلي المطالب العسكرية من الأجهزة التي سيتم بناؤها، وقبل الحصول على موافقة للبدء بالمشروع بالصورة المطلوبة، رغم أن التكلفة الشاملة لهذا المشروع تضاهي مليار شاقل.
وأضافت الصحيفة بأن المراقب وجد quot; إغفال مستمرquot; في علاج حالات التأهب من قبل الجبهة الداخلية في حال تعرضت إسرائيل لضربة لسلاح كيماوي، وينعكس هذا الإغفال في الهبوط الثابت في نسبة الأجهزة الواقية (الكمامات) التي يمتلكها الجمهور الإسرائيلي وهي منذ عام 2003.quot; نسبة الكمامات المنخفضة التي يمتلكها المواطن الإسرائيلي لن تساهم في توفير الحماية للجمهور في حالة تعرضت إسرائيل لضربةquot;. ورد في التقرير.
وأضاف مراقب الدولة:quot; بما أن الهجمة قد تكون قريبة، يوجد تخوف بأن لا يكون وقت كافي لجلب كمامات من الخارج، ومن الممكن أن يسبب هذا الوضع خطر على حياة غالبية المواطنين الإسرائيليين الذين سيكونون عرضة لسلاح كيماويquot;.
الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص كبير في عدد الأطباء
كما يتطرق تقرير مراقب الدولة إلى الخدمات الطبية في صفوف الجيش الإسرائيلي، والتي أشارت إليها هآرتس.
quot;يوجد نقص بعشرات الأطباء في الجيش الإسرائيلي، وخاصة في الوحدات الميدانية، هذا في ظل هبوط عدد جنود الاحتياط الذين يدرسون الطب في مؤسسات أكاديمية عالية، ويتضح بأنه لا يوجد تعريف واضح بالنسبة لمؤهلات الأطباء الآخرين في الجيش الإسرائيلي، ولا يوجد أي رصيد علمي أو نظام متبعة يساعد في للاهتمام في توجهات الجنود لتلقي العلاج من قبل أطباء أخصائيينquot;.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن تقرير مراقب الدولة:quot; لا يقوم الجيش الإسرائيلي بشرح وتوزيع نشرات عن عمل الطاقم الطبي الخاص بالجنود في الكتائب، وناشد مراقب الدولة وزارة الصحة والأمن والاقتصاد، بمتابعة مسألة الخدمات الطبية في صفوف الجيش الإسرائيليquot;.
وعقب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن quot; النقص في الأطباء وفي تقديم الخدمات الطبية للجنود الإسرائيليين ينتج من النقص العام في عدد جنود الاحتياط الذين يدرسون الطب، وأشار إلى أنه من المفترض أن تبدأ كلية الطب التابعة للجيش الإسرائيلي عملها هذا العامquot;،وفق ماكتبته هآرتس.
الطائرات الإسرائيلية لا تملك جهازًا ضد الاصطدام
وأضافت هآرتس في سياق التقرير حول التقصير الأمني والعسكري في نظام عمل طائرات سلاح الجو وكتبت:quot;
مضى 12 عامًا على حادثة اصطدام طائرتين إسرائيليتين، والتي تسببت بمقتل 73 جنديًا إسرائيليًا، وحتى الآن لم يتم تركيب أجهزة ضد الاصطدام في الطائرات، وقد تسجل ارتفاع في عدد الطائرات التابعة لسلاح الجو التي تعرضت لحوادث اصطدام، ولم يتم الانتهاء من تنفيذ مشروع لعلاج هذه المسألة، بل هناك بعض المشاريع التطويرية لأجهزة ضد الاصطدام ألغيتquot;.
وأضاف مراقب الدولة:quot; أبلغ الجيش الإسرائيلي قبل عام مراقب الدولة بأنه الجيش الإسرائيلي في سلاح الجو لا زال يؤكد على الأهمية في بناء جهاز ضد التصادم في طائرات سلاح الجوquot;. ومن جانب آخر، أشار الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن quot; الأمن في الطائرات هو موضوع ذات أهمية كبيرة في سلاح الطيران الذي نفذ تغييرات عديدة في تعليمات الأمان لمواجهة المشكلةquot;. وفقا لصحيفة هآرتس.
تلميح سوري أسد مستعد لاتفاق سلام مع نتانياهو
كتبت يديعوت احرنوت في إحدى الأخبار الواردة على صفحاتها تصريح لبشار الأسد الرئيس السوري يعرب فيها عن نيته التوصل إلى سلام مع نتانياهو.quot; أنا مستعد للتوقيع على اتفاق سلام مع نتانياهو، ولن اشترط الاتفاق مع إسرائيل بالقضية الفلسطينيةquot;. قال بشار الأسد في محادثات له مع جهات غربية التقت به في دمشقquot;.
وتابعت يديعوت أحرنوت قائلة:quot; لقد تلقى الإعلام السوري خبر نجاح نتانياهو في الانتخابات في فتور، وربما بدأ الآن بشار الأسد بالتلميح صوب نتانياهو، كذلك رأت الجهات الغربية بأن بشار مهتم جدا بتحسين العلاقة مع النظام الأميركي الحالي، ووفقا للتقديرات في القدس، فإن السوريون يرغبون في إجراء حوار مع إسرائيل بوساطة أميركية وتركيةquot;.
وأضافت يديعوت أحرنوت:quot; عادت سوريا إلى حضن المجتمع الدولي نتيجة المقاطعة المفروضة عليها، وهناك إحساس لدى السوريين بأنه موقفهم الدولي يزداد قوة، ومع هذا دافع بشار الأسد عن حركة حماس، ورفض توجيه أية انتقاد للبرنامج النووي الإيراني.quot; تملك إيران الحق كأي دولة في العالم في تطوير برنامج نووي، لأهداف سلميةquot;.
من جانب آخر، أفادت يديعوت أحرنوت بأن تطلعات بنيمين نتانياهو هي صوب الفلسطينيين، وهذا ينعكس من خلال المحادثات المغلقة التي تؤكد بأن نتانياهو يفضل منح أفضلية للمسألة الفلسطينية عن السورية، ويكشف نتانياهو عن شكوكه تجاه سوريا، وقال بأن quot;تصرفات السوريين هي معقدة جدًا، وهم أثبتوا أنهم لم ينبذوا ما يصفه quot;بالإرهابquot;.
كلينتون في مسيرة الإصغاء
وصفت يديعوت أحرنوت بأن زيارة هيلاري كلينتون إلى تل أبيب ورام الله اليوم، هي بمثابة مسيرة إصغاء، ولن تكون هناك أي ضغوطات من قبل كلينتون على نتانياهو وكتبت يديعوت أحرنوت في هذا السياق:quot;تلتقي اليوم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، ومن ثم مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ومن هناك ستتوجه للقنصلية الأميركية، وفي ساعات المساء ستلتقي مع رئيس بلدية القدس نير بركات ومع بنيمين نتانياهو بالإضافة لتخططيها اللقاء مع وزير الأمن ايهود بارك، وستواصل مسيرة الإصغاء إلى رام الله للالتقاء مع شخصيات رفيعة المستوى، ومن ثم ستغادر إلى دول أوروبيةquot;.
ونقلت يديعوت أحرنوت تصريحات تقديرات لجهات سياسية في القدس بأن الضغوطات الأميركية ستأتي لاحقا، وذلك بعد أن يتم تشكيل حكومة جديدة، ومن المتوقع أن يقول نتانياهو لهيلاري بأنه ينوي التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وبأنه سيقترح على الفلسطينيين ترتيب يمنحهم كل التوكيلات الرسمية، لإدارة شؤونهم بأنفسهم، ما عدا كل الشؤون المتعلقة بأمن إسرائيل، مثل السيطرة على المجال الجوي فوق المنطقة الفلسطينية ستكون إسرائيلية، كذلك في كل ما يتعلق ببناء جيش فلسطيني، وما يتعلق بإدخال سلاح للجانب الفلسطيني من دون رقابةquot;.