هيلارى تعترف: الدبلوماسية من غير المرجح ان تنهي برنامج طهران النووي
إدارة اوباما تتراجع عن الدبلوماسية وتعود إلى سياسة الضغط على إيران
محمد حميدة من القاهرة:
من مدينة شرم الشيخ المصرية ، انتهت إدارة اوباما مبكرا إلى أن الدبلوماسية ليس من المرجح ان تقنع طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية . فقد صرحت وزيرة الخارجية quot;هيلاري كلينتون quot; في جلسة خاصة جمعتها بوزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة انه quot;من المشكوك فيه جداquot; ان يقنع نهج الولايات المتحدة النظام الايراني ، وفقا لما ذكره مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته كما هو متبع في الأعراف و القواعد الدبلوماسية.

ولكن كلينتون التي كانت في مصر من اجل مؤتمر جمع الأموال لقطاع غزة الذي مزقته الحرب ، قالت إن رفض إيران يمكن أن يعزز موقف الولايات المتحدة الدبلوماسي. وأكدت لوزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ان هذه الخطوة من شأنها تهدئة شكاوى من أن الولايات المتحدة لم تستنفد الطرق الدبلوماسية. وفي الوقت نفسه يمكن أن تساعد في إقناع حلفاء الولايات المتحدة على الانضمام إليها في زيادة الضغوط على النظام الإسلامي.
وبحسب المصدر الدبلوماسي قالت كلينتون أيضا إن quot;أسوأ كابوس لدى ايران هو مجتمع دولي متحد ، وحكومة أميركية تود الحوار quot;. وكان اوباما خلال الحملة الانتخابية قد قدم واحدة من افكاره المركزية التي تعتمد عليها سياسته الخارجية مع طهران ، قائلا ان المشاركة ستكون أفضل من سياسة إدارة بوش التي سعت إلى عزل الخصوم. وكان بوش رفض الحوار مع ايران مع إصرار ملاليها على الاستمرار في البرنامج النووي .
لكن العديد من خبراء السياسة الخارجية ، بما في ذلك بعض الدوائر الديمقراطية ، تساورهم شكوك في قدرة المحادثات وحدها في إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي. ويعتقد محللون انه على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين يقدرون الطريق الدبلوماسي ، إلا أنهم بدأوا في التطلع إلى المرحلة المقبلة في التعامل مع إيران، مشيرين في هذا الاتجاه إلى أن الإدارة تعتقد أنها قد تحتاج إلى المضي قدما في الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية التي بدأتها إدارة بوش.
وبحسب ما سربه الدبلوماسي الاميركي ، اعرب وزير الخارجية الاماراتي لوزيرة الخارجية الاميركية عن قلقه من حصول صفقة بين الولايات المتحدة وإيران، قد تترك دول الخليج وحدها بدون دعم مع التوتر القائم مع طهران. لكن كلينتون طمأنت الوزير قائلة ان الإدارة لا تخضع لأي أوهام ، مؤكدة ان الإدارة سوف تتشاور مع حلفائها في المنطقة.
وتحاول الإدارة الأميركية من خلال طرق عديدة الدخول الى طهران حسبما اعرب ريتشارد هولبروك المبعوث الخاص لأفغانستان وباكستان ، مضيفا انه يود الحصول على مساعدة إيرانية لتحقيق الاستقرار في جارتها أفغانستان. وكانت كلينتون قد عينت في الشهر الماضي المفاوض المخضرم في الشرق الأوسط quot;دنيس روسquot; تحت مسمى مستشار خاص تكون ايران في إطار مهمته.
ويسعى المسؤولون الأميركيون الى إنعاش التقدم من جديد في مكان آخر لنزع السلاح على الصعيد الدولي. وقد تكشفت في quot; فيينا quot;الاثنين الماضي خطط إدارة أوباما لخفض الترسانة النووية الاميركية كوسيلة لإقناع الدول الأخرى بما فيها ايران الى تقليص طموحاتهم النووية.
وقال المبعوث الأميركي quot;جريجوري شولت quot;، متحدثا في اجتماع مغلق لمجلس حكام الجمعية الدولية للطاقة الذرية ان الإدارة الجديدة على quot;استعداد لإجراء محادثات مباشرة مع طهرانquot;.
وقال quot;شولتquot; فى بيان ألقاه ان الولايات المتحدة تريد إحياء جهود نزع السلاح النووي بما في ذلك quot;تخفيضات هائلةquot; في مخزونات الولايات المتحدة وروسيا ، وفرض حظر على إنتاج quot;مواد أسلحة نووية جديدةquot;. وقال إن الإدارة الأميركية تعتزم تجديد الالتزام بنزع السلاح وان quot;الرئيس أوباما يدعم هدف العمل من اجل عالم خال من الأسلحة النووية quot; .
وجاء هذا البيان بعد يوم واحد من قول الأدميرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة ، ان إيران ليس لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع سلاح ، النتيجة نفسها التي انتهت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي. لكن مسؤولا إيرانيا نفى هذا الكلام قائلا انه quot;لا أساس له من الصحةquot;.