أشرف أبوجلالة من القاهرة: وجه اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، إيهود أولمرت، انتقادات لاذعة لوزير الدفاع ايهود باراك خلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي بسبب تصريحاته التي أطلقها بشأن عملية الرصاص المصبوب التي نفذتها القوات الإسرائيلية مؤخرا ً داخل قطاع غزة في ظل استمرار عمليات إطلاق الصواريخ من داخل القطاع. وقالت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية في عددها الصادر الأحد أن تلك الانتقادات تزامنت مع المظاهرة التي قادها ناعوم شاليط، والد الجندي المختطف جلعاد شاليط خارج مقر الحكومة الإسرائيلية مع مجموعة من الناشطين بعد ظهر اليوم.

وأشارت الصحيفة إلي أن أولمرت وجه انتقاده لباراك بقوله :quot; ما يقترحه وزير الدفاع يؤكد علي عدم جدوي عملية الرصاص المصوب التي قمنا بها مؤخرا ً، لأننا بعد أن قمنا بسحق حماس، بات علينا الآن بحسب اقتراحك أن نقبل كافة الشروط التي أمليت علينا قبل بدء العملية. هذه هي الحقيقة وليس أي شيء آخرquot;. وأوضحت الصحيفة أن المواجهة الساخنة التي نشبت بين أولمرت وباراك بدأت خلال مناقشة احدي التقديرات التي تقدم بها عاموس يادلين ، رئيس جهاز المخابرات العسكرية ، الذي قال أن quot;فرص التوصل لاتفاقquot; قد تم تنحيتها جانبا وفقا لوجهة النظر الخاصة بحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وهنا تدخل أولمرت ليقاطع حديث يادلين بتأكيده quot; بحسب رأيي ، لم يسبق وأن كان هناك أي نوع من أنواع الاتفاقات. وأحب أن أوضح فقط أنه من جانبي لم يكن هناك أي مناقشات بخصوص التوصل لاتفاق مع حماس quot;. وأشارت الصحيفة إلي أن هذا الصدام جاء في أعقاب الخلاف الذي نشب بين أولمرت وباراك بسبب إصرار رئيس الوزراء علي طرح الشرط الخاص بفتح معابر غزة من أجل إطلاق سراح شاليط. وأضاف أولمرت في حديثه اليوم :quot; لقد دخلنا في هدنة في يونيو عام 2008. وقامت المؤسسة الأمنية بتسيير المفاوضات وأشرف عليها وزير الدفاعquot;.

وتابع بالقول :quot; لق كان موقف وزير الدفاع وقتها مثل موقفه الآن ، فقد كان ولا يزال غامضا ً وغير محددا ً وغير مكتوبا ًquot;. وبخصوص وقف اتفاق إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان العام الماضي، قال أولمرت أيضا ً أنه من اليوم الأول لتلك الهدنة، لم يكن هناك تهريب للأسلحة ولم تكن عملية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل بنفس هذا التدفق الحادث الآن. واتضح لنا أمران: أولهما ، أنه في حالة رفضنا للهدنة، فإن عملية الرصاص المصبوب كانت ستنفذ في يونيو عام 2008، والثاني، هو أن الهدنة ساهمت في واقع الأمر علي القيام بعملية الرصاص المصبوب.

وكشف آفي ديختر، وزير الأمن العام، في كلمته اليوم بالاجتماع الوزاري عن أن عدد من الصواريخ المضادة للطائرات قد تم تهريبها إلي داخل قطاع غزة علي مدار الأيام القليلة الماضية. وحذر بقوله :quot; لازالت عمليات تهريب الأسلحة من مصر إلي داخل قطاع غزة متواصلة. وتقوم حماس خلال هذه الأثناء بإعادة تجديد مخونها من الإمدادات وتقوم بتحديث مخابئ أسلحتها وذخيرتها. كما أن التأثير الخاص بعملية الرصاص المصبوب قد بدأ في الزوال خلال الشهر الماضي. وتتواصل يوميا محاولات تنفيذ الهجمات الإرهابية من داخل قطاع غزة وبمعدل خمسة صواريخ وقذائف هاون بصفة يومية quot;.