طلال سلامة من روما: لا يستطيع برلسكوني أن يخطو أي خطوة فاشلة، أثناء الانتخابات الأوروبية لتنصيب برلمانيين إيطاليين جدد في ستراسبورغ، من شأنها ضعضعة رئاسته للوزراء. فما حققه برلسكوني من خطوات ايجايبة جداً، حالفه فيها الحظ، لا يمكن أن يتغير مسارها بغتة. لذلك، يخوض ائتلاف برلسكوني، المؤلف من ثلاثة أحزاب رئيسية هي رابطة الشمال وقوة ايطاليا والاتحاد الوطني، مشاورات مكثفة منذ الأمس لحل بعض العقد الصعبة التي يخشى برلسكوني أن تؤدي الى خلل في محرك الانتخابات الأوروبية القادمة.

في الحقيقة فان مشكلة برلسكوني تتمثل في حزب رابطة الشمال، الذي يستقطب يوماً تلو الآخر أصوات مئات الناخبين الإيطاليين الذين يعربون عن تعاطفهم وثقتهم برئيسهم quot;أومبرتو بوسيquot;. في الوقت الحاضر، تعصف الرياح لصالح رابطة الشمال. في هذا الصدد، تشير آخر الاستفتاءات الشعبية الى أن الثقة بهذا الحزب قفزت الى 9 في المئة ما يعني أن نحو ستة ملايين إيطالي قرروا تسليم أرواحهم الى استراتيجية بوسي! هكذا أضحت رابطة الشمال مشكلة برلسكوني الأساسية، محلياً وعلى صعيد الانتخابات الأوروبية. للمرة الأولى منذ ولادتها، قررت رابطة الشمال المضي قدماً بشعارها السياسي الانتخابي هنا. لا بل تتجرأ على منافسة حزب الاتحاد الوطني اليميني، بوسط ايطاليا، مستغلة آخر الأحداث الأمنية التي وقعت هناك المتعلق أغلبها بحوادث اعتداءات جنسية.

من جانب آخر، ثمة تنافس غامض بين حزب برلسكوني، أي quot;قوة ايطالياquot;، والاتحاد الوطني اليميني الذي يقوده quot;جان فرانكو فينيquot;، رئيس البرلمان الإيطالي. وقد تكون الانتخابات الإدارية والأوروبية، التي ستجري في مطلع شهر يونيو(حزيران) المقبل، مناسبة لتصفية الحسابات لأجل الاستئثار بشريحة أكبر داخل الائتلاف الحاكم، أي حزب الحرية. وسيكون حزب برلسكوني أول من يتأثر بسلبيات تصفية الحسابات الداخلية. فحزب قيم ايطاليا لم يرسخ بعد جذوره بقوة في جميع تلك المدن الإيطالية التي كانت وما تزال وكراً للتيارات اليمينية، المعتدلة والمتشددة. ويتوقف المحللون للإشارة الى أن ما قطفه حزب جان فرانكو فيني من أصوات، خلال الانتخابات الإقليمية التي جرت بإقليمي quot;أبروتسوquot; وسط ايطاليا وجزيرة سردينيا، كان حسناً ورسا على 5 في المئة من ثقة المنتخبين. ما يعني أن تقسيم ائتلاف برلسكوني الى جزأين الأول يهيمن حزب برلسكوني على 70 في المئة من طاقته والثاني(30 في المئة) يخضع لأوامر فيني، قد يُعاد النظر فيه في حال تابع الاتحاد الوطني اليمين إحراز نقط إضافية لصالحه، خلال الانتخابات الأوروبية.

في أي حال، أمر برلسكوني طاقمه الوزاري بالاكتتاب في الانتخابات الأوروبية. ما يعني أن برلسكوني سيقوم بترشيح نفسه الى هذه الانتخابات سوية مع وزرائه وهذا ما يضغط أكثر على هؤلاء الوزراء المنتمين الى حزبه، أي قوة ايطاليا. إذن، يستعد برلسكوني لوضع كل ثقله في هذه الانتخابات. فمن يخرج منها فائزاً سيكون بطل الساحة السياسية لسنوات عدة!