بروكسيل: دعا جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى بدء حوار مع العناصر المعتدلة في حركة طالبان، وقال في كلمة ألقاها أمام سفراء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال اجتماعهم في مقر قيادة الحلف في بروكسل إن خمسة بالمئة من مسلحي حركة طالبان لا أمل فيهم ولن يستجيبوا لشيء سوى الهزيمة.

وأضاف: quot;هناك 25 بالمئة من مسلحي طالبان تقريبا ممن أعتقد أنهم ليسوا متأكدين من مدى التزامهم بالتمرد. وهناك 70 بالمئة تقريبا ممن يشاركون في التمرد طمعا في الحصول على الأموال التي تدفعها لهم الحركةquot;.

وأضاف بايدن قائلا:quot;أعتقد أن الرئيس أوباما أصاب عندما قال إننا لا نحقق نصرا في الحرب في أفغانستان، ولكننا أيضا بعيدون جدا عن خسارة الحربquot;.

ودعا بايدن إلى الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في مساعيها الرامية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، ونبه إلى أن الخطر الذي يشكله الوضع في المنطقة لا يقتصر على الولايات المتحدة وحدها. ومضى قائلا: quot;إن الخطر الذي يشكله الوضع المتدهور يمس أيضا جميع الدول المشاركة في هذا الاجتماع. ففي تلك المنطقة النائية من العالم خطط تنظيم القاعدة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. وفي تلك المنطقة نفسها خطط المتطرفون لجميع الهجمات الإرهابية الكبرى التي وقعت في أوروبا منذ الحادي عشر من سبتمبر، بما فيها هجمات لندن ومدريدquot;.

ونبه نائب الرئيس الأميركي أيضا إلى إن الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة ما زال قائما: quot;ومن تلك المنطقة بدأت القاعدة وحلفاؤها المتطرفون يجددون نشاطهم ويخططون لأعمال عنف جديدة تستهدف الناس في جميع أنحاء العالم، في أفغانستان وباكستان والهند والولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا. وفي رأيي المتواضع أعتقد أن مسؤولية كل منا تتمثل أولا وقبل كل شيء في حماية مواطنيناquot;.

وأكد جو بايدن تصميم إدارة الرئيس أوباما على التعاون مع جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي للدفاع عن القيم التي تؤمن بها دول الحلف. وقال في كلمة ألقاها أمام سفراء تلك الدول في مقر قيادة الحلف في بروكسل: quot;إننا نردد دائما العبارة التي تقول إن لدينا قيما مشتركة تربط بيننا، وهي عبارة صحيحة تماما. وقد آن الأوان لوضعها موضع التنفيذ، وإدارتنا ملتزمة بذلكquot;.

وقال بايدن إن الإدارة الأميركية الجديدة تؤمن بأن قوتها تكمن في قدرتها على التعاون مع حلفائها الآخرين: quot;سنحقق النجاح عندما نشترك معا في وضع استراتيجياتنا. وسنحقق النجاح عندما نتوصل إلى اتفاق، ونلتزم بحشد قوتنا كلها لتحقيق أهدافنا المشتركة. غير أنني أود أن أوضح أننا جئنا إلى هنا للتشاور والاستماع والخروج بإستراتيجية عامة مشتركة. ومتى ما توصلنا إلى تلك الإستراتيجية، فإن الولايات المتحدة تتوقع من كل طرف الالتزام بجميع ما تعهد به في تلك الإستراتيجية المشتركةquot;.

وتحاول إدارة الرئيس أوباما أن تكرر في أفغانستان تجربة المصالحة التي حققت الاستقرار في محافظة الأنبار العراقية.

هذا وقد أكدت أفغانستان صحة ما قاله جو بايدن حول الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة وحركة طالبان على أمن الولايات المتحدة وجميع دول العالم. وقال سلطان أحمد باهين المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية إن مسلحي الحركتين الإرهابيتين يستهدفون بالفعل القيم التي تؤمن بها دول الغرب، وأضاف في تصريحات للصحفيين في كابل: quot;لقد قلنا في السابق إن الإرهابيين يستخدمون دول المنطقة بما فيها أفغانستان وباكستان ودولا أخرى كنقطة انطلاق لشن عمليات ضد القيم الغربية، ولهذا السبب أعربنا عن ارتياحنا لأن حلفاءنا أدركوا ذلكquot;.