ربع النساء أميات و80% من المسؤولات عن العوائل أرامل
الأمم المتحدة: مبادرات تعالج تعرض العراقيات للعنف والأمية
أسامة مهدي من لندن: قالت الأمم المتحدة إنها تضع المزيد من الموارد لمواجهة إرتفاع معدلات العنف ضد النساء العراقيات وتوعية الرأي العام وتعزيز التشريعات الرامية إلى حماية حقوقهن، وشددت على ضرورة تعزيز الخطوات الرامية إلى ضمان حماية ودفع حقوق النساء العراقيات إلى الأمام، وذلك بالنظر إلى سنوات من النزاع التي أعاقت التقدم بإتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين. وقال ديفيد شيرير ممثل الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية بالعراق quot;إن أهم أولويات الأمم المتحدة لعام 2009 هي تحسين الظروف بالنسبة إلى النساء والفتيات اللاتي ما زلن لا يشعرن بالإنتعاش الحاصل في البلادquot;.
وأشار إلى إرتفاع معدلات العنف ضد النساء، وقال quot;نحن سنضع المزيد من الموارد للمبادرات الرامية إلى معالجة هذه المشكلة وتوعية الرأي العام وتعبئة الدعم وتعزيز تشريعات إلى حماية حقوق النساء، متطرقًا إلى بعض المؤشرات الإيجابية مثل إنتخاب النساء في إنتخابات مجالس المحافظات التي جرت في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي حيث حصلت النساء على ربع المقاعد.
وأضاف قائلاً quot;علينا الآن البناء على هذا التقدم بالاتحاد والعمل مع الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني لتحسين فرص النساء وحقوقهن الأساسيةquot; . واوضح انه من بين كل 10 أسر عراقية توجد امرأة على رأس واحدة من تلك الأسر 80% منهن أرامل. وتمثل النساء 17% من القوة العاملة في البلاد، مقارنة بنحو 81% من الرجال ويعزى ذلك إلى ارتفاع الأمية بين النساء. واكد ان حوالى ربع الفتيات والنساء أميّات مقارنة بنحو 11% فقط من الأولاد ويرجع ذلك إلى الخوف من الذهاب إلى المدرسة بسبب العنف كما نقل عنه بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم. واظهرت تقديرات اخيرة ان عدد سكان العراق عام 2007 قد بلغ 29,682.081 مليون نسمة بينهم 14,943,516 مليون نسمة من الذكور و14,738,565 مليون نسمة من الاناث.
كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء المؤشرات الصحية للنساء حيث وصلت معدلات وفيات النساء عند الحمل والولادة إلى 84 في كل 100 الف حالة مقارنة بنحو 41 في الأردن و65 في سوريا. وقال اسكندر خان ممثل اليونيسف في العراق انه quot;يمكن تفادي معظم وفيات النساء والأطفال في العراق بتدخلات بسيطة مثل الرعاية الطبية خلال الحمل وعمليات الولادة إلى الرضاعة الطبيعية والنظافة في المنزلquot;. وأكد أهمية التعاون مع النظام الصحي في العراق لمنع مزيد من الوفيات. واوضح ان الأمم المتحدة تعمل مع المنظمات المحلية والدولية لوضع برامج التوعية والحماية والتعليم والمأوى والصحة من أجل النساء العراقيات .
ومن جهتها، قالت الوزيرة السابقة لشؤون المرأة في العراق نوال السامرائي إن الازمات التي مرت بالبلد خلفت جيشًا من الارامل والمطلقات وغير المتزوجات مؤكدة عدم قدرة الوزارة على معالجة مشاكل النساء وواصفة وضع المرأة في البلاد بانه quot;كارثةquot;. واضافت السامرائي في تصريحات صحافية لمناسبة اليوم العالمي للمرأة ان quot;المراة العراقية تواجه ازمة الاحتلال والارهاب وانهيار الاقتصاد ما ادى الى جيش من الارامل وعدد كبير من المطلقات والنساء غير المتزوجات والمشرداتquot; . واشارت الى ان quot;المجتمع ينهار وكنت وزيرة في وزارة لا تملك شيئًا من مقومات النهوض بالمرأة. ليست هناك صلاحيات او كوادر اوامكانيات ماديةquot;. واشارت الى quot;عدم وجود فروع للوزارة في محافظات البلادquot;.
وخلفت معاناة المرأة العراقية الناجمة عن الصعوبات التي عاشها العراق خلال العقود الماضية، جيلاً من النساء اللواتي حرمن من الحياة الطبيعية اسوة بالدول المجاورة. وقالت السامرائي quot;عندما يكون الوضع الامني للبلاد غير مستقر مع اعمال عنف وارهاب فاول من يدفع الثمن هي المراة فيتم حرمانها من الدراسة والعمل وتصبح سجينة المنزلquot;. وكانت السلطات العراقية قد أعلنت في الثالث من الشهر الماضي اعتقال امرأة يطلق عليها quot;ام المؤمنينquot; تولت اعداد ما لا يقل عن ثمانين انتحارية نفذت 28 منهن عمليات ادت الى سقوط المئات بين قتلى وجرحى.
وحول الموضوع نفسه المتعلق بأوضاع النساء العراقيات فقد قالت وكالة اوكسفام للغوث في تقرير لها صدر بمناسبة يوم المرأة العالمي الاحد الماضي ان نساء العراق يعانين من الفقر وانعدام الامن. الوكالة الدولية اصدرت التقرير لتسليط الاضواء على ما وصفته بالاحباط الذي تعانيه النساء العراقيات جراء المصائب اليومية التي يواجهنها بعد سنوات من الصراع اثر الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003. واوضح التقرير ان quot;المرأة العراقية تعاني آلامًا مكبوتة وحصارًا في ظل دوامة من الفقر واليأس وانعدام الامن الشخصي رغم الانخفاض العام في مستويات العنف في البلادquot;.
وقال التقرير الذي نفذته quot;رابطة الاملquot; للنساء العراقيات لحساب اوكسفام ان اكثر من نصف نساء العراق تعرضن للعنف وان ربعهن يفتقدن لامدادات المياه وان اكثر من ثلاثة ارباع الارامل اللواتي فقدن قطاع كبير منهن ازواجهن في معارك لا يتقاضين معاشاتهن. وقالت نحو 60% من السيدات العراقيات ان الامن ما زال هو همهن الاول رغم المكاسب الامنية التي حققها العراق مؤخرا.
وشمل الاستطلاع الذي استند اليه التقرير 1700 سيدة عراقية من بيئات مختلفة ريفية وحضرية وجهت اليهن اسئلة العام الماضي في اطار التقرير الذي كان عنوانه : السيدات العراقيات يتحدثن عن ابرز التحديات والمخاوف التي تواجههن. يذكر ان اوكسفام قد سحبت اطقمها العالمة في العراق عام 2004 بسبب تصاعد اعمال العنف وهي اليوم تدعم المنظمات الانسانية التي ما زالت تعمل في البلاد. وحثت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها الحكومة العراقية على زيادة الاستثمارات للنهوض بالخدمات الاجتماعية.
وقال جيرمي هوبس المدير التنفيذي للوكالة ان quot;النساء هن الضحايا المنسيات في العراقquot;. واضاف انه على الرغم من مليارات الدولارات التي تنفق على اعادة اعمار العراق والمكاسب الامنية الاخيرة فان ربع النساء اللواتي اجريت معهن مقابلات يؤكدن انعدام فرص الحصول على المياه يوميًا، كما أن ثلثهن لا يمكنهن ارسال اطفالهن الى المدارس واكثر من نصفهن كان عرضة لاعمال عنف.
التعليقات