واشنطن: أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن quot;قلقها العميقquot; حيال حقوق الإنسان في التيبت، داعية الصين إلى quot;اعادة النظرquot; في سياستها تجاه هذه المنطقة. وكان الدلاي لاما، الزعيم الروحي لبوذيي التيبت، قد شن هجوما ضاريا على الحكم الصيني في الإقليم، واصفا حياة سكان الهضبة بأنها quot;جحيم على الأرضquot;. بكين لازالت تفقد هيمنتها على التيبت
ففي تصريحات أدلى بها بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الانتفاضة الفاشلة لبوذيي التيبت، والتي قمعتها السلطات الصينية في آذار/مارس 1959، وانتهت بهروبه هو من الإقليم، قال الدلاي لاما إن خمسة عقود من الحكم الصيني في هضبة التيبت سبب لأهلها quot;معاناة لا حدود لهاquot;. وقد اتهم الدلاي لاما بكين بخلق جو من الخوف وبقتل quot;مئات الآف من التيبتيينquot; منذ غزوها الهضبة في خمسينات القرن الماضي، مضيفا أن حكومة الصين الشيوعية نفذت سلسلة من quot;حملات العنفquot; ضد شعب التيبت وقد طالت الأرض والسكان.
معاناة quot;لا تُوصفquot;
وقال الدلاي لاما، البالغ من العمر 73 عاما: quot;لقد أدخلت تلك الهجمات والحملات التيبتيين في معاناة عميقة لا تُوصف وخلقت لهم مصاعب جمَّة.quot; من جانبها، تقول الصين إن قواتها في الواقع حررت التيبتيين من quot;العبودية الحقيقية التي كانوا يرزحون تحتها في مجتمع إقطاعيquot;.
هذا وتخطط الصين لإحياء الذكرى الخمسين لقيام الحزب الشيوعي الصيني بحل الحكومة المحلية التي كانت قائمة في التيبت حينذاك، أو ما تسميه بكين quot;يوم إلغاء القنانةquot; (أي تحرير من كانوا يعملون في أراضي الإقطاعيين من العبودية)، والذي يصادف في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
quot;مناسبة حساسةquot;
وقامت الحكومة الصينية بنشر آلاف الجنود وعناصر الشرطة في المناطق التي يقطنها التيبتيون وسط مخاوف من تجدد أعمال العنف في المناسبة التي تكتسي طبيعة حساسة. وتقول الصين إن إجراءات تعزيز الأمن على حدودها وضبطها تأتي في سياق الاستعدادات لمواجهة quot;أعمال العنف والأنشطة التخريبية المتوقعة من قبل عصبة الدلاي لاما.quot;
وقد أفادت بعض الجمعيات والمنظمات التي تخوض حملات لصالح قضية التيبت بوقوع بعض القلاقل والاضطرابات في المناطق المحيطة بهضبة التيبت. يُشار إلى أن الصين تمنع الصحفيين الأجانب من الوصول إلى التيبت والمناطق المتاخمة لها والتنقل فيها بحرية تامة، وبالتالي يصعب التأكد والتحقق من صحة التقارير الواردة من تلك المناطق.
التعليقات