واشنطن: كشف مصدر دبلوماسي أميركي أن واشنطن تدرس فكرة إرسال عدد من المعتقلين اليمنيين في معسكر غوانتانامو، الذي يضم متهمين بالإنتماء إلى تنظيم القاعدة وحركة طالبان، إلى السعودية، وذلك لإشراكهم في برنامج إعادة تأهيل العناصر المتشددة الذي تطلق الرياض عليه اسم quot;المناصحة.quot;
وذكر المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الملف، أن الولايات المتحدة طرحت المقترح على صنعاء والرياض، في وقت رفضت فيه وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الأمر، واكتفى الناطق باسمها، غوردون دوغيد، بالإشارة إلى وجود quot;نقاشات مع عدد من الأصدقاء والحلفاء حول العالمquot; لمعالجة قضية المعتقلين.
وتأتي هذه الأنباء بعد أن سبق للرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن تعهد بالعمل على إغلاق معسكر غوانتانامو الواقع في جزيرة كوبا خلال عام، وقد كانت صحيفة quot;وول ستريتquot; أول من أورد تقريراً تناول هذا الملف، أشارت فيه إلى أن اليمنيين الذين سيقع الاختيار عليهم يتحدرون من عائلات ترتبط بصلات أسرية مع عائلات سعودية.
وكانت السعودية قد أطلقت قبل أعوام برنامج quot;المناصحةquot; لإعادة تأهيل عناصر كانت تنشط ضمن مجموعات مسلحة متشددة، وذلك من خلال تدريبهم على وظائف وإعادة دمجهم في أسرهم ومجتمعهم، إلى جانب إخضاعهم لبرامج تعليمية ودينية. ويرى معظم الخبراء أن البرنامج قد نجح في إنجاز المطلوب منه، رغم أن بعض المنتسبين إليه عادوا مجدداً للالتحاق بمجموعات مسلحة. وتحتجز واشنطن في معتقل غوانتانامو 240 سجيناً، بينهم قرابة مائة يمني، سبق أن سُمح لـ15 منهم بالعودة إلى بلادهم، في حين ينتظر عدد مماثل تقديمه للمحاكمة قريباً.
من جهته، تجنّب نائل الجبير، الناطق باسم السفارة السعودية في واشنطن، الحديث عن موضوع المعتقلين اليمنيين، مكتفياً بالقول إن الرياض quot;تدرس مع واشنطن سبل إعادة كافة المعتقلين السعوديين.quot;
بالمقابل، رفض محمد الباشا، الناطق باسم السفارة اليمنية في واشنطن تأكيد ما أورده الدبلوماسي الأميركي، غير أنه أشار إلى أن صنعاء quot;ترفض فكرة إرسال مواطنيها إلى أي دولة باستثناء اليمن،quot; مضيفاً أن السلطات اليمنية تدرس وضع برنامج تأهيل محلي على غرار النموذج السعودي. كما شدد على أن صنعاء مصممة على التعامل مع quot;مشكلة الإرهابquot; ضمن حدودها، علماً أن الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، سبق له التلميح إلى عزمه مواجهة اقتراح من هذا النوع، يتضمن نقل معتقلي بلاده إلى دول أخرى.
وفي إطار متصل، لفت خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز كارنيغي للسلام، كريس بوسيك، إلى احتمال أن يكون للرياض دافع خفي يزيد من اهتمامها بالمقترح الأميركي المفترض، يتمثل في وجود فرصة لاستجواب المعتقلين المرسلين إليها عن صلات لهم مع جماعات مسلحة في السعودية أو مع معتقلين سابقين.
يشار إلى أن اليمن شهدت خلال السنوات الماضية نشاطاً متزايداً لتنظيم القاعدة على أراضيها، وقد قد نفّذ التنظيم عدة عمليات ضد مصالح غربية وأميركية، بينها الهجوم على المدمرة الأمريكية quot;كولquot; عام 2000، وضرب سفارة واشنطن في صنعاء العام المنصرم.
التعليقات