سبدو، وكالات: دعا الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب ألقاه اليوم أمام آلاف من أنصاره في بلدة سبدو بولاية جنوب دارفور المتمردين في الإقليم إلى إالقاء السلاح مؤكدا أن التمرد إندلع quot;من أجل التنمية والتنمية بدأت الان وهي مستمرةquot;. ودعا البشير في خطاب القاه في ساحة مفتوحة وسط انتشار كبير لقوات الجيش، الى توحيد سكان دارفور وطلب من المتمردين القاء سلاحهم.

وقال بالعامية السودانية quot;اللي دخل بين اهل دارفور هو الشيطانquot; مضيفا quot;نحن عايزين نعيد الوحدة تاني لاهل دارفور وندعو كل ابنائنا واخواننا اللي شايلين السلاح ..نقول لهم ما له لزوم شيل السلاحquot; معتبرا ان حمل السلاح كان من اجل quot;التنمية والتنمية الان بدات وشغالةquot;.

وقد وصل البشير صباحا الى سبدو حيث كان في استقباله رجال من الميليشيا المحلية، يمتطي بعضهم احصنة ورحبوا به بحرارة في ثاني زيارة له الى دارفور منذ اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حقه في الرابع من اذار/مارس بعدما وجهت اليه تهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

وقال احد افراد الميليشيا ويدعي حسن الحسن quot;اننا جميعا من الرزيقات (قبيلة عربية في دارفور) وكلنا ننتمي الى قوات الدفاع الشعبيquot;. واضاف quot;اننا نساند الحكومة وسوف نذبح اوكامبوquot; في اشارة الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي طلب في تموز/يوليو الماضي اصدار مذكرة التوقيف في حق البشير متهما اياه بارتكاب quot;ابادة جماعيةquot; في دارفور. وبالقرب منه وضعت لافتة بيضاء على حمار وكتب عليها quot;اوكامبوquot;. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة التوقيف في حق البشير في الرابع من اذار/مارس الحالي.

كلينتون: البشير يتحمل مسؤولية quot;كل وفاةquot;

وكانت اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء ان الرئيس السوداني يتحمل مسؤولية quot;كل وفاةquot; تحصل في مخيمات اقليم دارفور جراء قراره طرد 13 من ابرز المنظمات الدولية غير الحكومية. وقالت كلينتون التي كانت تتحدث امام الصحافيين ان الولايات المتحدة ستعين quot;في الايام المقبلةquot; موفدا خاصا الى دارفور. وجاء كلامها بعد انباء عن مقتل جندي من قوة السلام المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في مكمن.

ووصفت كلينتون الوضع في دارفور بانه quot;مريعquot; مشددة على ان طرد البشير لمنظمات المساعدات الانسانية يضع 1,4 مليون شخص في خطر مضيفة ان الرئيس السوداني quot;سيكون مسؤولا عن كل وفاة تحصل في هذه المخيماتquot;.

ومن دون ان تسمي الصين التي تعتبر احد ابرز الداعمين الدوليين للخرطوم، حذرت كلينتون من ان quot;الحكومات التي تدعم قرار الرئيس البشير طرد الطواقم الانسانية تتحمل مسؤولية اقناع الحكومة السودانية بالعودة عن قرارهاquot;. واوضحت ان على السودان السماح لهذه المنظمات بالعودة quot;وفي حال لم يفعل ذلك، عليه ان يستبدل المساعدات المالية والطواقم التي طردت للحفاظ على الارواح البريئةquot;. واضافت quot;اننا نبحث عن اكثر الطرق فعالية لاقناع الحكومة السودانية وان نبرهن لها انها تتحمل مسؤولية اكبر عبر ادارة ظهرها لهؤلاء اللاجئين الذين تسببت في وضعهم بالاساسquot;.

وكان السودان طرد 13 منظمة اغاثة غير حكومية من دارفور بعدما اصدرت المحكمة الجنائية الدولية في الرابع من اذار/مارس مذكرة توقيف في حق البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

ومعظم المنظمات غير الحكومية كانت تعمل بموجب عقود مع الامم المتحدة لتأمين المساعدة الانسانية في دارفور. وتوزع هذه المنظمات المؤن وتوفر الخدمات الصحية والوصول الى مياه الشفة ل2,7 مليون نازح وعشرات الاف الاشخاص الذين تأثروا بالمعارك.

واعلن البشير الاثنين في تحد جديد للغرب ان السودان سيستبدل في غضون عام كل المنظمات غير الحكومية الناشطة في دارفور بمنظمات محلية. وادى النزاع في دارفور منذ العام 2003 الى سقوط 300 الف قتيل على ما تفيد الامم المتحدة وعشرة الاف فقط بحسب الخرطوم.

من ناحيته، اشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود الى ان الولايات المتحدة كثفت الاتصالات خلال الايام الماضية مع دول quot;رئيسيةquot; مثل الصين وكذلك مع الاتحاد الافريقي والجامعة العربية وطلبت من هذه الاطراف ممارسة نفوذها على السودان لاقناع الرئيس البشير بالعودة عن قراره.

من جهة اخرى، ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء بالمكمن الذي اودى بحياة جندي في قوة السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، واعرب عن القلق ازاء سلامة هذه القوة. وقال مكتبه الاعلامي في بيان quot;ان الامين العام يدين هذا الهجوم ويعرب عن قلقه العميق حيال التهديدات المتزايدة التي تلقي بثقلها على القوة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفورquot;. واضاف البيان ان بان كي مون quot;يدعو كل الاطراف الى الوفاء بالتزاماتهم لضمان امن العاملين في الامم المتحدة والمشاركين معها في السودانquot;.

وقتل جندي من القوة المشتركة الثلاثاء في مكمن نصبه مسلحون في دارفور غرب السودان. واعلن المتحدث باسم القوة كمال سايكي quot;حوالى الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي (10,30 ت غ)، كانت مجموعة من قوة حفظ السلام عائدة من دورية عندما فتحت مجموعة من ثمانية مسلحين تقريبا النار على افرادهاquot; قرب نيالا في جنوب دارفور.

وهو العنصر الرابع عشر من القوة المشتركة لحفظ السلام في دارفور يسقط في هجمات منذ بداية المهمة في كانون الثاني/يناير 2008 في هذا الاقليم. ولم يوضح سايكي هوية الضحية ولا جنسيتها.