لندن: قال جون هولمز مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن السودان أكد للمنظمة الدولية أنه لن يطرد أي منظمات إغاثة أخرى تعمل في منطقة دارفور التي يمزقها الصراع في غرب البلاد. وكانت الخرطوم منعت 13 منظمة اغاثة اجنبية وثلاث جماعات محلية من العمل في شمال السودان في وقت سابق من هذا الشهر قائلة انها تعاونت في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي اصدرت أمر اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهم جرائم حرب.

وقال هولمز لرويترز في مقابلة quot;تلقينا تأكيدات انه لا عمليات طرد جديدة مزمعة وفي الوقت نفسه قال الرئيس اشياء معينة يجب ان نحملها على محمل الجد وهي انه يجب على الجميع احترام القوانين والا فليخرجوا.quot;

وكان البشير حذر في اجتماع حاشد في الثامن من مارس اذار ان الحكومة سوف تطرد quot;كل من يخالف القانون السوداني سواء كانوا منظمات طوعية او بعثات دبلوماسية او قوات أمنية.quot; وقال الرئيس ايضا انه يريد ان تسلم الوكالات الاجنبية عمليات توزيع المعونات الى جماعات سودانية خلال عام.

لكن هولمز حذر قائلا انه في بعض مخيمات النازحين فان مسؤولي الحكومة لا يلقون ترحيبا وقد يصدق هذا ايضا على بعض وكالات الاغاثة الوطنية. وقال ان الامم المتحدة تأمل اجراء حوار مع الحكومة quot;قبل مضي وقت طويلquot; للحصول على تأكيدات انه لن تقع عمليات طرد جديدة وان المنظمات الباقية سيكون بوسعها العمل في جو مستقر وامن.

وقال منسق الاغاثة الانسانية الطارئة للامم المتحدة ان عملية مساعدة دارفور -وهي أكبر عملية من نوعها في العالم- ليست على وشك الانهيار لكن جماعات الاغاثة الدولية الاثنتين والسبعين الباقية والامم المتحدة سيسعون جاهدين للتعويض عن طرد وكالات رئيسية مثل اوكسفام وجماعة انقذوا الاطفال وفرعين لجماعة اطباء بلا حدود.

وقال هولمز ان وكالات الاغاثة لديها دائما اليات لمواجهة الطوارئ quot; وسوف نحاول ملء أكبر الفجوات ولكن مع ذلك فان بعض المخاطر البالغة تثور من جراء هذا النوع من الطرد بمرور الوقت اذ تبدأ اثار سوء احوال الصرف الصحي والماء غير النظيف وضعف الاشراف الطبي وقلة العلاجات الطبية الاولية في الظهور على السكان.quot; واضاف هولمز ان عملية الاغاثة التي تتكلف 1.05 مليار دولار والمقررة لدارفور في عام 2009 سيتعين اعادة النظر فيها في اعقاب خفض قدرات وكالات الاغاثة على توصيل المعونات.

وقال ان مانحي المعونة الرئيسيين لم يشيروا بعد الى انهم سيخفضون التمويل الذين يقدمونه لكنهم قد يترددون في تقديم المال الى منظمات سودانية او وكالات معونة من بلدان اخرى في المنطقة قد تستقدمها الحكومة لمساعدتها في جهود الاغاثة. وقال هولمز quot;من الواضح انهم ينتظرون وهم قلقون جدا. واعتقد ان الجميع ينتظرون ليروا ما سيحدث.quot;