واشنطن: كانت المبادرة المصورة التي وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما لايران يوم الجمعة الاحدث ضمن سلسلة من الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الاونة الاخيرة للتواصل مع خصمها اللدود ايران لكن محللين حذروا من أن العملية سوف تستغرق وقتا.
وأضاف الخبراء أنه ستكون هناك حاجة الى اتخاذ خطوات للمتابعة كثير منها سيجرى بعيدا عن أنظار الناس.
وقال انطوني كوردزمان محلل شؤون الامن القومي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مؤسسة بحثية quot;يجب أن نفهم أن الرئيس بعث باشارات. وسيكون عليه ارسالها مجددا.quot;
ومما يعقد الجدول الزمني للتواصل الانتخابات الرئاسية التي تجريها ايران في يونيو حزيران والتي ستؤثر نتيجتها على الطريقة التي تنخرط بها طهران مع واشنطن. ويسعى الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد الى الترشح لولاية ثانية ليخوض الانتخابات ضد مرشحين اصلاحيين.
وأضاف كوردزمان quot;اذا كنا لنرى مردودا واضحا يرجح أن يكون بعد انتهاء الانتخابات الايرانية.quot;
وايران على خلاف ميرر مع واشنطن بشأن الطموحات النووية الايرانية ودعم طهران لجماعات اسلامية متشددة.
وفي رسالة تزامنت مع الاحتفال بعيد النوروز وهو عيد للاحتفال بقدوم فصل الربيع قال اوباما انه يريد اقامة quot;صلات بناءةquot; مع طهران والانخراط في دبلوماسية واسعة النطاق.
وقال كريم سجدبور الباحث بمعهد كارنيجي للسلام quot;كان التوقيت مدروسا جدا. باعترافه بالنوروز أظهر للشعب الايراني أنه يكن تقديرا لثقافته وتاريخه.quot;
وأضاف أنه بمرور الوقت قد تؤتي استراتيجة اوباما ثمارها عبر اجبار المتشددين في ايران quot;بتبرير عدائهم الذي كثيرا ما يكون غير مبرر تجاه الولايات المتحدة.quot;
واتفق مع كوردزمان على أن الجهود التي تبذل على الصعيد الدبلوماسي ستتطلب صبرا وعلى الارجح فترة لا بأس بها من الوقت.
وتابع سجدبور quot;في نهاية المطاف يد وحدها لا تصفق وفي الوقت الحالي المتشددون في ايران الذين لا يرغبون في اقامة علاقة ودية مع الولايات المتحدة يتمتعون بقدر مبالغ فيه من النفوذ.quot;
وقال علي اكبر جوانفكر مساعد احمدي نجاد امس الجمعة ان ايران ترحب quot;باهتمام الحكومة الاميركية بتسوية الخلافاتquot; لكن على واشنطن quot;أن تدرك أخطاءها السابقة وتبذل جهدا لاصلاحها.quot;
وأبدى البيت الابيض حذرا عندما سئل عن مدى سرعة تحقيق استراتيجته لنتائج.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز quot;فيما يتعلق برد الفعل او ما نأمل أن نحصل عليه من هذا أعتقد أن الامر يرجع لايران.quot; وأضاف quot;الرئيس اعتقد أن العام (الايراني) الجديد... وقت جيد بالنسبة لنا لاظهار نبرة التواصل الذي ينطوي على احترام والذي نعتقد أننا يمكن أن نتمتع به مع شعب ايران.quot;
ووعد اوباما خلال حملته الانتخابية بالتحدث الى الخصوم مثل ايران وعرض في بدء ولاية ادارته في يناير كانون الثاني التواصل مع ايران اذا quot;أرخت قبضتها.quot;
وتقوم الادارة بتحول كبير عن سياسة الرئيس السابق جورج بوش بعزل ايران التي وصفها بوش ذات يوم بأنها جزء من quot;محور الشر.quot;
وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع ايران خلال أزمة الرهائن بين عامي 1979 و1981 حين احتجزت مجموعة من الطلبة الايرانيين المتشددين 52 دبلوماسيا اميركيا رهينة بالسفارة الاميركية لمدة 444 يوما.
وجاء النداء المصور بعد مبادرات علنية أخرى تم التخطيط لها بعناية ومنها تعليق أدلى به اوباما في مؤتمر صحفي عقد في فبراير شباط حين قال انه يتطلع الى مفاتحات دبلوماسية مع طهران الى جانب دعوة وجهتها الولايات المتحدة مؤخرا لايران لحضور مؤتمر دولي عن افغانستان نهاية هذا الشهر.
وصدرت عن ايران ردود فعل متباينة على اللفتات الاميركية اذ ترحب بها تارة وتضع شروطا صعبة لاي حوار مع الولايات المتحدة تارة أخرى.
وتعهد الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي امس الجمعة بأن القوى العالمية لا تستطيع وقف التقدم النووي لطهران مثيرا خلافا محوريا مع الغرب الذي يتهم ايران بالسعي الى تصنيع قنبلة نووية. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي ويهدف الى توليد الكهرباء.
ورحب حلفاء للولايات المتحدة بمبادرة اوباما.
وفي مقابلة مع رويترز قال السير نايجل شينوولد سفير بريطانيا لدى الولايات المتحدة ان النداء المصور quot;هو الطريق الصحيح الذي يجب سلوكه.quot;