دبي: كشف تقرير كانت الحكومة البريطانية قد صنفته سرياً، قبل أن تقرر رفع الحظر عنه أن خطر حصول هجمات إرهابية بأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية في نمو متزايد، وأن التكنولوجيا الحديثة ستسمح للتنظيمات المتطرفة بشن هجمات أكثر فتكاً في المستقبل.
وقال التقرير، الذي يشمل الاستراتيجيات والسياسات التي تعتزم لندن اتباعها بمواجهة الإرهاب، إن تنظيم القاعدة، الذي يقوده أسامة بن لادن، سيتفكك خلال السنوات المقبلة، لكن أفكاره ستواصل الانتشار، كما شدد على ضرورة التعامل مع العوامل المسببة للإرهاب.
وبالنسبة لمكامن الخطر على الأمن البريطاني، فقد حدد التقرير أربع مصادر رئيسية، وهي منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية، التي يعتقد أن زعيم تنظيم القاعدة وعدد من قيادات التنظيم يتواجدون فيه، إلى جانب مناطق عمل مجموعات على صلة بالقاعدة، في الجزيرة العربية واليمن والعراق وشمالي أفريقيا.
أما المصدر الثالث فيتمثل في الخلايا التي تقوم بتأسيس نفسها ذاتياً، وتستوحي أفكار القاعدة وأجندتها دون أن يكون لها صلة فعلية بها، في حين يتمثل المصدر الرابع بتنظيمات تعتنق نفس أفكار القاعدة، لكنها تعمل بأجندة وأهداف مستقلة.
وكانت لندن قد كشفت الثلاثاء عن ملامح إستراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب والتصدي لخلاياه هناك التي تعد الأكبر والأقوى في أوروبا، وفق تقرير.
وعكفت الداخلية البريطانية على إعداد الإستراتيجية الجديدة، وتسمى quot;المسابقة 2quot;، منذ قرابة العام، ووضعت في الحسبان هجمات إرهابية سابقة منها هجوم مومباي بالهند، وراح ضحيته أكثر من 170 قتيلاً ومئات المصابين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رغم انتفاء تقارير استخباراتية تشير لمحاكاة تلك الهجمات في لندن.
وقالت وزيرة الداخلية، جاكي سميث، لقناة quot;سكاي نيوزquot; البريطانية quot;حالياً نحتاج لاعتقال من يخططون لهجمات إرهابية، أما على المدى البعيد فهدفنا ينحصر في الحيلولة دون تحول الأشخاص نحو الإرهاب و التشدد.quot;
وأردفت quot;أعتقد أننا نجحنا في إحباط عدد من المخططات وتقديم المتورطين للعدالة.. لكن خطر الإرهاب لا يزال قوياً ما يعني أن وقوع هجوم مرجحاً للغاية.quot;
وتحدثت وزيرة الداخلية البريطانية عن مخاطر متمثلة في التقنيات الجديدة والدول الفاشلة وإمكانية استخدام الإرهابيين لأسلحة كيمائية ونووية في هجماتهم.
وتستبق تصريحات سميث إطلاق quot;المسابقة 2quot;، المتوقع أن يشير إلى خلايا القاعدة في بريطانيا، هم الأقوى من حيث الحجم والقدرات وارتباطهم الوثيق بقيادات التنظيم في باكستان وأفغانستان، وفق الشبكة الإخبارية.
ويشار إلى أن بريطانيا أبقت معدل التهديدات الإرهابية عند مستوى quot;قويquot; منذ يوليو/تموز 2007، ما يعني أن البلاد أكثر عرضة لهجمات إرهابية إلا أنها ليست وشيكة.
وارتفعت أعداد القوى الأمنية المتخصصة في لمكافحة الإرهاب من 1700 فرد عام 2003 إلى ثلاثة آلاف فرد، كما تضخم جهاز MI5- استخبارات الأمن الداخلي - بواقع الضعف خلال ذات الفترة، وفق التقرير.
وأدين قرابة مائتي شخص بتهم متصلة بالإرهاب في الفترة من 2001 و2008. وبحلول العام 2011 يتوقع أن يصل حجم الإنفاق البريطاني للتصدي للإرهاب، 3.5 مليار جنيه إسترليني.
التعليقات