كامل الشيرازي من الجزائر: اعترف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اليوم، بالخطأ في فهم حقيقة أزمة القبائل، أو ما يُعرف محليا بـ quot; الربيع البربري الأسود quot; وهي أحداث دموية نشبت في ابريل/نيسان 2001 إثر مقتل شاب أمازيغي على يد رجل أمن، ما تسبّب لاحقا في موجة متصلة من أعمال العنف استمرت لأشهر عديدة وتسببت بمقتل عشرات الأشخاص وخسائر كارثية طالت البنية التحتية لمنطقة القبائل الكبرى شرق العاصمة الجزائرية، وتضمّ المنطقة المذكورة ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة وبومرداس.

وقال الرئيس بوتفليقة برسم اليوم التاسع من الحملة الدعائية الخاصة بانتخابات الرئاسة quot;لقد أخطأت في حقيقة الأزمةquot;، وأمام المئات من مؤيديه تساءل قائلا:quot;إلى حد اليوم لست أعرف من هو المسؤول عن تلك التراجيدياquot;، وفيما يمثل مغازلة منه لسكان الشريط القبائلي، تحدث بوتفليقة إلى أتباعه في تجمع حاشد بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق) مطالبا بضرورة الحفاظ على ذاكرة quot;شهداء الربيع الأسودquot;.

الرئيس الجزائري الباحث عن أغلبية مقنعة بثوب quot;المرشح الحرّquot; في اقتراع التاسع أبريل/نيسان، نادى أيضا إلى طي صفحة الأزمة في منطقة القبائل، في تصريح فهمه مراقبون على كونه دعوة لحركة quot;أعراش القبائلquot; لاستئناف الحوار مع الحكومة على درب استعادة المنطقة لوجهها الطبيعي واندراجها في الحراك التنموي الذي رصدت له السلطات 150 مليار دولار في الفترة ما بين 2009 و2014.

وأبدى بوتفليقة quot;ابتهاجاquot; بالاستقبال الشعبي الحار الذي حُظي به بولاية تيزي وزو، وعلّق بسعادة:quot;يمكنني الآن أن أموت مرتاحاquot;، واستغلّ الفرصة أيضا لدعوة مواطنيه إلى quot;الوحدة الوطنيةquot; تماما مثل تجديده مناشدة المتمردين لتطليق العنف، مضيفا أنّ الأمن لا يمكن له التعايش مع الإرهاب.

وشهدت ولاية تيزي وزو بمناسبة زيارة بوتفليقة الأولى من نوعها منذ أربع سنوات، استنفارا أمنيا ملحوظا، حيث انتشر الآلاف من رجال الشرطة والدرك والحرس البلدي على طول بوابات الولاية تحسبا لأي هجمات قد يشنها تنظيم قاعدة بلاد المغرب الإسلامي الذي يتخذ من الجبال المتاخمة للولاية معقلا تقليديا له، علما أنّ ضابطا عسكريا كبيرا برتبة quot;عقيدquot; لقي حتفه 24 ساعة قبيل الزيارة أثناء حملة تمشيط بالمنطقة.