أشرف أبوجلالة من القاهرة: حذرت مجموعة من القادة الإستخباراتيين في إنكلترا من أن الصين ربما تكون قد إكتسبت القدرة على إغلاق بريطانيا، عن طريق إصابة نظم اتصالاتها ومرافقها العامة بالشلل. وقالت صحيفة التايمز البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد، إن هؤلاء القادة أخبروا الوزراء خلال اجتماع مغلق عن مخاوفهم من أن يتم استخدام المعدات التي قامت بتوصيل شركة الاتصالات الصينية الضخمة quot;هواويquot;إلى شبكة الاتصالات البريطانية الجديدة quot;بريتيش تيليكومquot;، وإيقاف الخدمات الأساسية مثل إمدادات الطاقة والغذاء والمياه.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك التحذيرات تزامنت مع تزايد الهجمات الإلكترونية التي يتم شنّها على بريطانيا بوساطة الحكومات الأجنبية، وبخاصة من جانب كلّ من روسيا والصين. وتقول وثيقة سرية يتم تداولها في الوايتهول ndash; مقر الحكومة البريطانية ndash; أنه في الوقت الذي اتخذت فيه بريتيش تيليكوم خطوات للحد من خطر التعرض لهجمات على يد القراصنة أو الجريمة المنظمة، quot;نعتقد أن التدابير التخفيفية ليست بالفعالة في مواجهة الهجوم المتعمد الذي تقوم بشنه الصينquot;. وأوضحت الصحيفة في الوقت ذاته أن أليكس ألان، رئيس لجنة المخابرات المشتركة quot;JICquot; قد أخبر أعضاء اللجنة الوزارية المنوطة بالأمن القومي عن التهديدات التي تردهم من الصين خلال اجتماع سري للغاية بمقر الحكومة البريطانية في شهر يناير/كانون الثانيالماضي.

ووفقًا لما كشفت عنه مصادر من داخل الوايتهول، فإن هذا الاجتماع الذي ترأسته وزيرة الداخلية جاكي سميث، قد استمع إلى أن الوزراء لم يكترثوا كثيرًا بالتهديد في الماضي، على الرغم من تكرار التحذيرات من الأجهزة الاستخباراتية. وقد اشتملت تلك التحذيرات على تنبيهات من وكالة GCHQ الاستخباراتية، التي عبرت عن قلقها نظرًا لاستعانة الوزارات الحكومية، الأجهزة الاستخباراتية، والجيش بشبكة بريتيش تيليكوم الجديدة. وقد فهم من خلال تقرير أصدرته الحكومة البريطانية أنه وعلى الرغم من تراجع فرص استغلال الصين خلال الوقت الراهن لقدراتها، إلا أن quot; التأثير سيكون مرتفعًا للغايةquot;.

ويتردد أن شركة هواوي قد تم تأسيسها بتمويل كبير من الحكومة الصينية. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الشركة تقوم بتزويد شركة بريتيش تيليكوم بمكونات رئيسة لشبكتها الجديدة التي تقدر تكلفتها بـ 10 مليارات جنيه إسترليني، وهي الشبكة التي ستقوم بتحديث أنظمة الاتصال البريطانية عن طريق استخدام تكنولوجيا الإنترنت. ويقول التقرير إن التهديد الكامن الذي تمثله شركة هواوي قد امتد لأماكن أخري حول العالم. وأكدت الصحيفة أن هذا العقد الذي تم التوقيع عليه في عام 2005 أدى إلى ظهور موجة من التحذيرات الصادرة عن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، في الوقت الذي عبر فيه المسؤولون عن شكواهم من فشل الوزراء في التعامل معهم بجدية. هذا ولم يتضح إذا ما كانت باتريسيا هيويت، سكرتيرة التجارة والصناعة بالشركة، قد تلقت تحذيرات من تلك المشكلات عندما أبرمت الصفقة في أبريل/نيسان عام 2005 أم لا.