آراء متباينة حول هوية القيادة الجديدة ورفض تام لفكرة المراقب العام
الإخوان: خروج منصب المرشد العام من مصر مستبعد

محمد حميدة من القاهرة: ما إن أعلن المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف خططه بعدم الترشح مرة أخرى لمنصبه، حتى حظي إعلانه باهتمام بالغ وبدأت تساؤلات كثيرة تلوح فى الأفق حول مستقبل هذا المنصب، ومن سيشغله خلفا لعاكف، وظهرت دعوات منسوبة إلى قيادات للجماعة تطالب بالفصل بين منصب المرشد العام للجماعة في مصر، والمرشد العام للجماعة في الخارج quot;التنظيم الدولي quot; على أن يستحدث منصب مراقب عام لإخوان مصر.

في الواقع تصريح عاكف الذي قال فيه quot;إنه لن يرشح نفسه مرة أخرى بعد إنتهاء ولايته التي تنتهي في كانون الثاني/ينايرquot; المقبلquot;، أثار موجة جدل واسعة في الخارج والداخل على الرغم من أن هذا التصريح ليس جديدا وسبق ان صرح به في عدة مناسبات سابقة.

قرار المرشد صاحبته ردود فعل متباينة، ومن جانبه اعتبر عمرو الشوبكي الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية quot;التقاعد موضوع جديد للقوى السياسية المصرية quot;، مؤكدا ان quot;تقاعد عاكف من منصبه سيكون خطوة تاريخية بالنسبة إلى جماعة الأخوان المسلمينquot;. وعلى الجانب الآخر شكك خبراء في قرار المرشد العام، ورفضوا أي إمكانية للتغيير في أسلوب أو سياسة القيادة داخل الجماعة، وفقا لرأي خليل العناني الخبير في الإسلام السياسي في مركز الأهرام الذي أكد قائلا:quot;إذا كان عاكف جادا في التقاعد من منصبه، فإنني لا اعتقد ان تذهب القيادة بعيدا عن المحافظين quot;.

وفى سياق تكهناتهم حول المرشد الجديد، اقترح المحللون والمعنيون بشؤون الحركة عددا من الأسماء مشيرين الى ان دائرة الاختيار لن تخرج عن واحد من ثلاثة تيارات مختلفة: المحافظ ، او الإصلاحي ، أو الوسطي.

مارك لينش الأستاذ في جامعة جورج واشنطن يرى ان تغيير العباءة سيكون له quot;آثار واسعة النطاق على الحركات الإسلامية المعتدلة في جميع أنحاء الشرق الأوسطquot;. وقال لينش quot;ان اختيار الرئيس الجديد في غاية الأهميةquot;، موضحا أن أبرز المرشحين لمنصب المرشد، من التيار الإصلاحي ويمثله عبد المنعم أبو الفتوح أو عصام العريان ، واختيار احدهما يعد بمثابة إشارة قوية على الالتزام باللعبة الديمقراطية والمذهب المعتدل. وحذر لينش من الإحباط السياسي واتجاه الجماعة الى التقوقع حول نفسها، الأمر الذي يمكن أن يدفع الاصطلاحيين الى الانشقاق عن الحركة، او التيار الوسطي ويمثله عاكف ونائبه الدكتور محمد حبيب.

ويعتبر لينش ان الاختيار من خارج مصر، وفقا لما نادى به المتحدث باسم الجماعة السابق كمال الهلباوى، يؤكد اتجاه الجماعة نحو الابتعاد عن السياسة الداخلية المصرية والتركيز على تنشيط التنظيم الدولي.

وعلى الرغم من ان اللائحة تجيز اختيار المرشد العام من الخارج إلا ان خروج هذا المنصب من مصر مستبعدا، وفقا للدكتور محمد حبيب الذي أكد أن اقتراح وجود مراقب عام لمصر ليس في محله وخصوصا انه فشل فشلا ذريعا عندما طبق من قبلفي الثمانينات، وأوضح حبيب ان quot;اخوان الخارج يكنون تقديرا كبيرا لمصر، لكن الأمر في النهاية متروك لشورى الجماعة quot;.

وينتخب المرشد العام من قبل quot;شورى الجماعة quot; الذي يتكون من 100 عضو. ويعقد لانتخاب مرشد جديد إذا مات المرشد الحالي او استقال او أصبح غير قادر على تولي مهام منصبه، ويتم اختيار المرشد الذي يحصل على أغلبية الثلثين.

ومن جانبه اعتبر لينش إعلان عاكف بأنه quot;يخلق لحظة مهمة ومثيرة للاهتمام في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين quot;، مضيفا ان اختيار الرئيس المقبل ، وطريقة المرشد الحالي في التخلي عن منصبه ، والطريقة الجديدة التي سيتم اختيار المرشد الجديد بها، يؤكد منحى الإخوان في العمل من أجل مصلحة الناس ، وتقييم أداء الجماعة ، واتخاذ خطوات جادة للإصلاح، وهذا الخيار يمكن أيضا ان يكون مفتاح الإخوان للحصول على الشرعية العالمية في المنطقة كجماعة إسلامية رائدة بالنظر إلى اطر الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي يعتزم إقامة علاقات تعاون مع الدول العربية والعالم الإسلامي.