القاهرة تنفي وجود أفق زمني أو ضمانات لتنفيذ إتفاق المصالحة
حوارات فتح وحماس تدخل طريقًا مسدودًا وتتبادلان الاتهامات
نبيل شرف الدين من القاهرة:
بعد إختتام مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني الذي استضافته القاهرة أخيرًا، عادت مجددًا لعبة تبادل الاتهامات لتشتعل على أشدها بين الفصيلين الفلسطينيين البارزين على الساحة، فتح وحماس، حيث حمّلت الثانية الأولى مسؤولية إفشال الجولة الأخيرة بالقاهرة لرفضها إبداء المرونة الكافية،rlm; في الوقت الذي قال فيه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن الشروط الخارجية ـ التي تطالب حماس بالإعتراف بإسرائيل ـ هي التي تحول دون نجاح الحوارrlm;، وهو ما ينفيه قادة فتح مؤكدين أن أحدًا منهم لا يطالب حماس بذلك، بل باعتبار منظمة التحرير هي المرجعية الأساسية للشعب الفلسطيني، والمسؤولة عن إدارة المفاوضات .

وبدا التعثر واضحًا في عمل اللجان الفلسطينية فمن بين الملفات التي أجرت تلك اللجان بشأنها مفاوضات ماراثونية طيلة الشهر الماضي في القاهرة، لم تتمكن سوى لجنة واحدة من إنجاز اتفاق شامل، وهي لجنة المصالحات التي تتعاطى مع العلاقات العشائرية في قطاع غزة .

وأعلن مسؤول مصري رفيع المستوى أن المباحثات التي عقدت في القاهرة بين فتح وحماس لمدة يومين، اختتمت بالاتفاق على استمرار الاتصالات المصرية مع جميع الفصائل الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، على أن يتم استئنافه في النصف الثاني من شهر نيسان (أبريل) الجاري .

غير أنه في المقابل أعلنت حماس أنه لم يتم تحديد موعد لاستئناف المحادثات، وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل، إن فتح تمسكت خلال الجولة الأخيرة بطروحاتها السابقة وتحدثت عن خطوط حمراء، مما أدّى إلى تعليق جلسات الحوار، لافتًا إلى أن مسألة إصلاح أجهزة الأمن في الضفة الغربية غير مطروحة على مائدة الحوار، وأن الحديث عن الإصلاح يقتصر على قطاع غزة فقط ، وهو ما ترفضه حماس .

وأشار البردويل إلى أن فتح تصرّ على أن تبقى منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة في حالتها هذه، من دون تشكيل إطار يضم الجميع حتى إصلاح المنظمة وإجراء الانتخابات .
من جانبه، قال المسؤول البارز في فتح، نبيل شعث، إن هناك اقتراحات جديدة طرحت تحتاج كل حركة إلى التشاور بشأنها مع قيادتها، مضيفاً اتفقنا على استئناف الحوار في موعد سيتم تحديده في وقت لاحق. ورفض الإجابة عن سؤال عما إذا كانت مصر هي التي طرحت هذه الأفكار، مؤكدًا أنه لا يمكن القول إن هذه الجولة من الحوار نجحت أو فشلت، لكن الروح كانت طيبة أثناء تلك الاجتماعات .
معضلات الحوار
وقال مصدر دبلوماسي في القاهرة إن المسؤولين المصريين كانوا يأملون في إنجاز اتفاق بين الفصائل الفلسطينية باسرع وقت ممكن، وكشف أحد المشاركين في مؤتمر الحوار عن خلاف ظهر خلال المحادثات بشأن مصير الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، وأضاف أن عدة جماعات تريد تسمية موعد محدد في كانون الثاني (يناير) من العام 2010 لإجراء الانتخابات بهدف السماح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالبقاء في السلطة دون منازع لأطول وقت ممكن .
وتعد هذه اللقاءات حلقة جديدة في سلسلة التفاهمات المتعثرة بين فتح وحماس، حيث سبق أن أجرت الحركتان مباحثات في اليمن فشلت في إنهاء الانقسام السائد بينهما منذ أن سيطرت حركة حماس بالقوة على قطاع غزة في حزيران (يونيو) 2007 ، وقد شارك 13 فصيلاً فلسطينيًا، من بينها حركتا quot;فتحquot; وquot;حماسquot; في الحوار، بالإضافة إلى شخصيات فلسطينية مستقلة وجهت مصر إليها الدعوة .

ويقول محللون سياسيون في القاهرة إنه إذا لم تتوفر الإرادة لدى كافة الفصائل وخاصة فتح وحماس سيكون مصير حوار القاهرة كغيره من الحوارات السابقة استناداً إلى خطورة القضايا المطروحة على مائدة المفاوضات .
وتسعى واشنطن ودول أوروبية إلى أن يشكل الفلسطينيون حكومة غير حزبية من التكنوقراط الامر الذي لن يضطر الدول الغربية إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع قادة حركة حماس، التي يصفونها بأنها quot;منظمة إرهابيةquot; .
ورفضت دول الغرب التعامل مع حكومة وحدة وطنية سابقة ترأستها حماس بعد أن فازت في انتخابات تشريعية عام 2006. وقال أحمد قريع المسؤول الكبير في حركة فتح رفض استبعاد امكانية تشكيل حكومة تمثل الجماعات المختلفة، وقال قريع quot;قد تكون حكومة تكنوقراط .. قد تكون حكومة فنية .. وقد تكون حكومة فصائل هذه قضية اللجنة على ضوء مجموعة المعطيات ستقرر كيف سيكون شكل هذه الحكومةquot; .

من جانبه نفى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، وجود أفق زمني أو ضمانات لإنجاح الحوار، وأكد أنه quot;لا يوجد أفق زمنيquot;، وردا عما إذا كانت هناك ضمانات لنجاح الحوار، قال quot;لا توجد ضمانات، ولكن الضمانات الحقيقية هي الوحدة الوطنية الفلسطينية بمعنى أن القادة الفلسطينيين يتحملون مسؤولياتهم تجاه شعبهمquot;، على حد تعبيره .