الخرطوم: قال مسؤولون أميركيون اليوم الاثنين ان جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي سيرأس وفدا الى دارفور بغرب السودان وذلك في بادرة مُحتملة على تنامي الاستعداد للتعامل مع الخرطوم. وقال مصدر دبلوماسي أميركي quot;انه أمر مُهم... هذا هو أول وفد من الكونجرس يزور السودان منذ عام 2007 . وهذا مسار جديد مثل زيارة المبعوث الأميركي الحالية.quot;

وأدلى سكوت جريشن المبعوث الأميركي الخاص الجديد الى السودان والذي يقوم بجولة هناك حاليا بتصريح إيجابي غير مُعتاد عند وصوله الخرطوم اذ قال للصحفيين انه يتطلع لصداقة الحكومة السودانية والتعاون معها. وقال جريشن انه وصل الى السودان quot;ويداه ممدودتانquot; وذلك في إشارة الى جملة استخدمها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال حفل تنصيبه واعتبرت على نطاق واسع عرضا لتعزيز التعاون مع العالم الإسلامي.

وقال مسؤولون أميركيون ان تعيين جريشن يمثل محاولة لايجاد سبل جديدة للتعامل مع الحكومة السودانية. وأضافوا أن جريشن الجنرال المتقاعد في القوات الجوية الأميركية والذي نشأ في افريقيا حليف مقرب من أوباما ويقدم تقاريره الى الرئيس بشكل مباشر. وقال المصدر الدبلوماسي الأميركي ان كيري وهو ديمقراطي سيقود وفدا من الكونجرس الى دارفور وسيلتقي بمسؤولين سودانيين بارزين في الخرطوم منتصف الاسبوع المقبل.

وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية التابع للحكومة ان وفد الكونجرس سيقوم بزيارة الى السودان تستمر ثلاثة أيام الأسبوع المقبل. والعلاقات السودانية الأميركية مضطربة. وفرض الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون عقوبات واسعة النطاق على السودان الذي اتهمه بدعم الارهاب. وتأزمت العلاقات بشكل أكبر بسبب الصراع في دارفور الذي وصفه أوباما والرئيس الأميركي السابق جورج بوش بأنه ابادة جماعية.

ووجه جريشن انتقادا واحدا مطلع الاسبوع وقال انه قلق من أن تكون دارفور على شفا أزمة انسانية أكثر عمقا بعد قرار الحكومة السودانية طرد منظمات اغاثة أجنبية. وطرد الرئيس السوداني عمر حسن البشير 13 منظمة اغاثة أجنبية وأغلق ثلاث منظمات محلية الشهر الماضي بعدما اتهمها بمساعدة المحكمة الجنائية الدولية على اقامة قضية تتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب.

وأصدرت المحكمة ومقرها لاهاي مذكرة اعتقال بحق البشير واتهمته بتدبير جرائم حرب في دارفور. ويقول خبراء دوليون ان 200 ألف شخص على الأقل قتلوا وأُرغم أكثر من 2.7 مليون شخص على النزوح عن منازلهم خلال نحو ست سنوات من القتال الذي له دوافع عرقية وسياسية في دارفور. وتقول الخرطوم ان عدد القتلى عشرة الاف.