تل أبيب حذرت مواطنيها من قضاء الأعياد فيها
سيناء.. ارض الأحلام للإسرائيليين تسكنها التحذيرات الأمنية
خلف خلف من رام الله:
تعرف إسرائيل بأنها بلد التوجسات الأمنية، فما تكاد تسمح لسكانها بالتوجه إلى بعض دول أميركا اللاتينية، حتى تعود بعد فترة وجيزة وتطالبهم بعدم الذهاب، وهي عملية مستمرة منذ عدة عقود مضت، ولكن يبدو أن الإسرائيليين ملوا هذه التحذيرات، فقد أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية أن ما يقارب 350 إسرائيليًا، بالإضافة إلى ما يقارب 1850 فلسطينيًا يحملون هويات زرقاء قد توجهوا يوم أمس الخميس إلى سيناء عبر الممر الحدودي طابا، وهذه المعطيات تأتي رغم الإعلان الذي نشرته سلطة مكافحة الإرهاب الإسرائيلي منتصف الأسبوع الماضي، والذي يؤكد أن هناك تهديدًا محددًا بدرجة عالية، يشمل تهديدات بالقتل والاختطاف، وبحسب بيان التحذير، فإن لمنظمة حزب الله دور في ذلك.
المعلومات أعلاه تتزامن مع توقيف مصر 49 شخصًا بتهمة الارتباط في منظمة حزب الله والتخطيط لتنفيذ أعمال عدائية ضد القاهرة. سلطة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية بينت أن لديها معلومات عن استعداد عناصر لتنفيذ أعمال عدائية ضد أهداف إسرائيلية، لا سيما أن الإسرائيليين يتوجهون إلى سيناء في فترة الأعياد، وبحسب بيان السلطة فإن تجمع مئات الإسرائيلي يكفي لأن يكون هدفًا.
التقارير الإسرائيلية التي نشرتها سلطة مكافحة الإرهاب تقدر بأن أشخاص وصلوا من غزة إلى سيناء سيعملون على استغلال عيد الفصح اليهودي لتنفيذ أعمال عدائية ضد إسرائيليين هناك. صحيفة يديعوت، الصادرة اليوم الجمعة ذكرت على صفحتها الأولى أن الأيام الأخيرة شهدت إحباط عملية إرهابية ضخمة في بريطانيا وسيناء، وبحسب الصحيفة فإن منظمة القاعدة هي التي خططت لهذا الهجوم، مشيرة إلى أن حزب الله خطط لعملية في سيناء.
إسرائيل تعتبر منطقة سيناء خطرة بسبب تهريب السلاح الذي يجري بها، وشهدت هذه المنطقة تفجيرات عديدة، منها تفجيرات طابا، (أكتوبر 2004) التي جاءت في ذكرى الاحتفال بمرور 31 عاما على نصر السادس من أكتوبر 1973، والتفجيرات التي جرت مطلع عام 2006.
ويشهد ضباط إسرائيليون كبار أن مقدار التسللات وإدخال الوسائل القتالية من سيناء زاد رغم الحرب الأخيرة التي شنت على قطاع غزة، لكن أحد التطورات الملفتة في حرب غزة، هو موضوع هو الاتفاق المتعجل الذي وقع بين إسرائيل والولايات المتحدة قبل يومين من الهدنة. بحسب هذا الاتفاق تهتم الولايات المتحدة بوقف السلاح الذي يأتي أكثره من إيران قبل وصوله سيناء. هذا اتفاق سياسي معانيه العملية ضعيفة، كون منطقة سيناء واسعة ولا يمكن ضبطها، كما أن إدخال السلاح لغزة يجري عبر أنفاق أرضية.
حيث إنه لا يمكن إغلاق الحدود إغلاقًا محكماً ومنع تهريب السلاح والوسائل القتالية، وهذا ما جاء على لسان الرئيس المصري حسني مبارك، لكنه أكد أن مصر قلقة جداً للتهريب لأن هذه الأنفاق ثنائية الاتجاه أي أن السلاح يمكن أن يتدفق من القطاع إلى داخل مصر وان يصل إلى جهات إرهابية إسلامية متطرفة تسعى إلى تقويض استقرار نظامه.