سول: أفادت تقارير ومحللون يوم الجمعة بأن قوى اقليمية ربما تتطلع الى اجراء محادثات مع كوريا الشمالية لمنع الدولة المنغلقة من استئناف العمل في مصنعها لانتاج الاسلحة النووية ونزع فتيل التوتر الذي هز الامن الاقليمي.
وغادر المفتشون النوويون التابعون للامم المتحدة كوريا الشمالية يوم الخميس بعدما قالت بيونجيانج الغاضبة انها ستقاطع محادثات نزع السلاح النووي وتطرد المفتشين وتستأنف العمل في مصنعها الذي ينتج البلوتونيوم لصنع أسلحة نووية وذلك ردا على ادانتها في الامم المتحدة لاطلاق صاروخا طويل المدى منذ حوالي أسبوعين.
وقال وزير الخارجية الصيني يانج جي تشي لصحيفة نيكي اليابانية ان الصين وهي أكبر الجهات المانحة لكوريا الشمالية تريد من الولايات المتحدة اشراك بيونجيانج مباشرة في محاولة لتخفيف التوتر المتصاعد.
وفي مقابلة ببكين قال يانج وهو سفير سابق لدى واشنطن quot;(الصين) تأمل في تحسن وتطور علاقات الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.quot;
ونقلت صحيفة شوسون ايلبو وهي أكبر صحيفة يومية في كوريا الجنوبية عن مصادر دبلوماسية في موسكو قولها ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيزور بيونجيانج الاسبوع القادم لمحاولة اقناع الشمال بالعودة الى المحادثات النووية السداسية والالتزام باتفاق يقضي بنزع السلاح مقابل المساعدات.
وحالت الصين وروسيا دون فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بسبب اطلاق الصاروخ الذي يعتبر على نطاق واسع غطاء لاختبار اطلاق صاروخ طويل المدى ينتهك قرارات الامم المتحدة.
لكنهما دعمتا بيانا لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الاثنين يدين كوريا الشمالية بسبب اطلاق الصاروخ يوم 5 ابريل نيسان. وحتى صدور هذا البيان تجنبت بكين الانتقاد العلني ورجحت بدلا من ذلك ان ما حدث كان اطلاقا مشروعا لقمر صناعي كما زعمت بيونجيانج.
واهتز تعامل بكين مع كوريا الشمالية الفقيرة في الايام الماضية وهو ما يشير الى أن صناع السياسة لم يتوقعوا القوة الكاملة لغضب بيونجيانج.
ويقول محللون ان لدى الصين التي تدعم مساعداتها في الطاقة والغذاء اقتصاد كوريا الشمالية الصوت الاقوى في اقناع كوريا الشمالية بالعودة الى المحادثات النووية المجمدة التي تضم الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة.
واستخدمت كوريا الشمالية تهديدها العسكري لسنوات لجذب الانتباه العالمي وانتزاع امتيازات من القوى الاقليمية.
ويقول محللون ان من خلال هذه التحركات المبكرة مع ادارة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما يكون لديها المزيد من الاوراق لتلعبها خلال فترة رئاسته وتجبره على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن كيفية ادارة الولايات المتحدة لعلاقاتها مع بيونجيانج.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن من المستبعد أن تعقد ادارة اوباما محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية بشأن التهديدات النووية لان ذلك سيعتبر علامة على مكافأة على سلوك بيونجيانج غير السوي.
وعلى اية حال فربما تناقش كوريا الشمالية شروط اطلاق سراح صحفيتين أميركيتين احتجزتهما الشهر الماضي بالقرب من الحدود مع الصين كسبيل للدخول في محادثات مباشرة مع واشنطن. والصحفيتان هما اونا لي ولورا لينج وتعملان لحساب محطة (كارنت تي.في) ومقرها كاليفورنيا.