إيلاف/ إعداد عبدالاله النعيمي: توعدت الولايات المتحدة بمهاجمة قوات طالبان في معقلها في وادي سوات داخل الاراضي الباكستانية إذا لم تتحرك الحكومة الباكستانية لوقف زحف عناصر طالبان نحو اسلام آباد. ونقلت صحيفة quot;صندي تايمزquot; عن مسؤول باكستاني كبير ان ادارة الرئيس باراك اوباما تدخلت بعد تمدد قوات طالبان من وادي سوات الى منطقة بونر المجاورة التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن العاصمة.
اختراقات طالبان الباكستانية اثارت قلقا دوليا وخاصة في واشنطن حيث ابدى مسؤولون خشيتهم من ان باكستان quot;المسلحة نووياquot; والحليف الاستراتيجي في حرب الولايات المتحدة ضد طالبان في افغانستان وتنظيم quot;القاعدةquot; ، quot;اخذت تستسلم للمتطرفين الاسلاميينquot; بلا مقاومة.
وقال المسؤول الباكستاني ان quot;التهديد الضمني القائل ، إذا لم تتحركوا أنتم قد يتعين علينا نحن ان نتحرك ، كان موجودا على الدوامquot;. واضاف ان المخابرات الباكستانية ، بضغط من الولايات المتحدة ، أبلغت طالبان أن تنسحب من برونر يوم الجمعة الماضي.
ولكن تقارير أشارت الى ان انسحاب طالبان لم يكن كاملا ، ونتيجة لذلك ظل مئات الوف الباكستانيين تحت رحمة مسلحي طالبان وتفسيرها المتشدد للشريعة الاسلامية.
صحيفة quot;صندي تايمزquot; قالت في تقريرها ان قوات اميركية وعناصر من أجهزة مخابراتها تقوم بعمليات عسكرية برية وجوية محدودة داخل الاراضي الباكستانية على الحدود مع افغانستان. ولكن عملية سرية كتلك التي هددت الولايات المتحدة بتنفيذها في وادي سوات في عمق الاراضي الباكستانية ستكون بمثابة quot;تصعيد خطيرquot;.
المسؤول الباكستاين قال ان التصريحات القوية التي اطلقتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون مؤخرا كانت quot;تهدف الى تشديد الضغط على باكستانquot; كي تتحرك. وكانت كلنتون حذرت من ان تقدم الارهابيين يشكل quot;تهديدا قاتلاquot; للأمن الدولي.
وكان عدة مسؤولين سياسيين وعسكرين اميركيين الى جانب كلنتون استخدموا لغة قوية بصفة لافتة في اشارتهم الى تقاعس باكستان عن كبح جماح طالبان. فان رئيس هيئة الاركان المشتركة الادميرال مايك مولين الذي زار باكستان مؤخرا قال انه ينظر الى التطورات الجارية quot;بقلق بالغquot; وان الوضع quot;قطعا اسوأ منه قبل اسبوعينquot;. اما قائد القوات الاميركية في المنطقة الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس الذي تتولى قواته مسؤولية افغانستان فذهب الى حد القول ان عناصر تنظيم quot;القاعدةquot; وطالبان يشكلون quot;خطرا متزايدا يهدد وجود باكستان نفسهquot;.
هذه التصريحات اثارت حنق باكستان واتهم سفيرها في واشنطن حسين حقاني ادارة اوباما بأنها تجعل معركة حكومته ضد طالبان أشد صعوبة.
يعود سبب الأزمة الأخيرة في العلاقات بين واشنطن واسلام آباد الى اتفاق الهدنة الذي وقعته الحكومة الباكستانية في شباط/فبراير لانهاء شهورا من القتال بين طالبان وقوات الجيش في وادي سوات متسببا في وقوع الكثير من الضحايا ونزوح اعداد كبيرة من منطقة كانت تُعتبر مركزا سياحيا. ومقابل السماح لطالبان بتطبيق الشريعة الاسلامية كما تفهمها ، وافقت طالبان على فك الاشتباك والقاء السلاح والكف عن تهديد السكان. ولكن وادي سوات نفسه هو البقعة التي انطلق منها مقاتلو طالبان مؤخرا لاجتياح منطقة برونر بنحو 500 مسلح يقودهم مولوي خليل. وكما في وادي سوات ، ما ان بسطت قوات خليل سيطرتها على برونر حتى شرع في فرض نظام حركته المتزمتة وقيودها الخانقة. وأصدر خليل اوامر الى كل مَنْ يزيد عمرها على سبعة اعوام ان تتحجب والى الرجال ان يبقوا نساءهم داخل البيوت ويطلقوا لحاهم. ومنع خليل الموسيقى وفي قرى عديدة قام عناصر طالبان بمصادرة الهواتف الجوالة بحجة رنينها الموسيقي أو انها تظهر صور نساء على شاشاتها.