نيويورك: حثت الأمم المتحدة إسرائيل على تجميد كافة قرارات هدم منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية. وقال تقرير للمنظمة الدولية إن ستين ألف فلسطيني قد يخسرون منازلهم إذا ما نفذت كل الأوامر ضد المباني غير المرخص بها.

وأضافت المنظمة أن تحديد ثلاثة عشر بالمئة من مساحة القدس الشرقية ليبني عليها الفلسطينيون هو ما يدفعهم إلى بناء منازل غير قانونية. وجاء في احصائيات وردت في تقرير صادر عن مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية انه يوجد 1500 أمر هدم لمنازل اقيمت بدون تصريح من بلدية القدس في اسرائيل في شرق المدينة. وكانت اسرائيل قد سيطرت على القدس الشرقية في حرب عام 1967 وتعتبر كل المدينة عاصمة لها وهو أمر لا يلقى اعترافا دوليا.

وتريد السلطة الفلسطينية ان تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية في المستقبل. وأدت اعمال الهدم والنداءات من جانب رئيس بلدية القدس نير بركات للتوسع في المستوطنات اليهودية على الاراضي المحتلة الى اذكاء التوترات في المدينة ووضعت اسرائيل في مسار تصادمي محتمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الاوروبيين. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي زارت اسرائيل في مارس اذار ان أعمال الهدم quot;غير مفيدةquot; وتوقع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان تثير أول مواجهة بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني الجديد بنيامين نتنياهو.

وقال تقرير الامم المتحدة ان 28 في المئة على الاقل من المنازل الفلسطينية و60 الف ساكن عرضة للخطر لان هذه المنازل بنيت بدون تصريح وهو ما يشكو الفلسطينيون من انه مستحيل الحصول عليه من البلدية التي تديرها اسرائيل.

ويقع العديد منها في مناطق تم تحديدها على انها quot;مناطق خضراءquot; من جانب بلدية القدس. وتشمل هذه المناطق حي سلوان حيث تزمع البلدية هدم 88 مبنيا سكنيا لاقامة منطقة اثرية.

وقالت المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي quot;رغم ان الحكومة الاسرائيلية أشارت الى ان المنازل التي يجري هدمها لم تحصل على التصاريح اللازمة للبناء فان الحقيقة هي ان الفلسطينيين لا يسمح لهم بالحصول على مثل هذه التصاريح.quot;

ويقول اتحاد الحقوق المدنية الإسرائيلي إن سلطات بلدية القدس تخضع عمليات التخطيط لعرقلة قيام الفلسطينيين ببناء منازل لهم. ويقدر الاتحاد أن الفلسطينيين الذين تبلغ نسبتهم حوالي ثلث عدد سكان القدس لا يحصلون سوى على 7.25 في المائة من الأرض لمشاريع البناء.

وقد فقد مئات من سكان القدس الشرقية الفلسطينيين منازلهم خلال السنوات الأخيرة بسبب أوامر الهدم.

وتحذر جماعة بتسليم - إحدى جماعات المجتمع المدني- من احتمال أن يواجه ما يقرب من 2000 منزل مصيرا مشابها خلال الأشهر القادمة.

وفي حالة تنفيذ أوامر الهدم ستصبح هذه أكبر عملية هدم تحدث منذ سيطرة اسرائيل على القدس الشرقية قبل أكثر من 40 عاما.

في الوقت نفسه ينتقل اليهود الاسرائيليون إلى المنطقة وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي الذي يعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة رغم إعلان اسرائيل ضمها. ويخشى الفلسطينيون أن يكون في هذه الخطة نهاية لحلمهم بأن تصبح القدس الشرقية ذات يوم عاصمة دولتهم.

وفي بلدية القدس قالت ناعومي تسور نائبة مدير البلدية إن هناك الكثير من الهواء الساخن يحيط بالقضية، وإن كل سكان القدس يعاملون على قدم المساواة، وتقوم السلطات أيضا بازالة أي منازل بنيت بشكل غير قانوني.

واضافت أن ازالة بعض المنازل لا يعني أن هناك نية في طرد الفلسطينيين. وقالت إن هناك خطة جديدة لبناء منازل معقولة الأسعار في القدس الشرقية للشباب المسلمين والمسيحيين من الجنسين الذين يخططون للزواج. quot;لدينا خطة جديدة للمدينة.. هي الخطة الأولى منذ 1959quot;.