إسلام آباد:قال رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني اليوم الجمعة ان الولايات المتحدة قوّضت الديمقراطية بدعمها الرئيس السابق برويز مشرّف. وذكرت محطة quot;جيوquot; التلفزيونية الباكستانية ان تصريحات جيلاني جاءت في مؤتمر صحافي في كراتشي بعد مشاركته في اجتماع رفيع المستوى لمناقشة الوضع الأمني في المدينة بعد أحداث العنف الأخيرة. ووصف جيلاني مشرّف بـquot;الطاغيةquot; وقال ان الحكومة الحالية ما زالت تعاني حتى اليوم من تداعيات دعم الولايات المتحدة للرئيس السابق.

وفي المناسبة، أمر جيلاني حكومة إقليم السند بالتحقق من السلاح غير الشرعي في كراتشي. وأشار إلى ان على الحكومة أن تحل المشاكل عبر تبني سياسة المصالحة، متعهداً بعدم السماح للمتطرفين بمد جذورهم في كراتشي، مؤكداً على ان حكومته ستتعاون مع حكومة السند لإحلال السلام.

وكان جيلاني قال في وقت سابق اليوم إن أيادٍ خارجية تورطت بحوادث العنف الأخيرة التي شهدتها كراتشي .

ونقلت quot;جيوquot; عن جيلاني قوله ان الحكومة ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي شخص يتحدى القضاء وينتهك القانون.

ورداً على ملاحظات الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن باكستان،شدد جيلاني على ان الحكومة المدنية ومؤسساتها ومن بينها المؤسسة القضائية، ووسائل الإعلام قوية وتعمل بموجب الدستور. أما في ما يتعلق بالعمليات في أجزاء من إقليم الحدود الشمالية الغربية فقال رئيس الوزراء الباكستاني انه عند تحدي الحكومة، تضطر الحكومة الإقليمية لطلب خدمات القوات المسلحة ودعمها.

من جهة أخرى، وجه جيلاني كلمة إلى العمال وأرباب العمل الباكستانيين في يوم عيد العمال العالمي، وحثهم على العمل من أجل تحويل باكستان إلى بلد تقدمي معتدل ومتنور متماش مع العالم المعاصر.

وقال quot;نحتفل بالأول من أيار/مايو هذه السنة في ظل وضع اقتصادي جديد مليء بالتحديات عالمياً ونأمل أن نكرر التأكيد على التزامنا صيانة وتقوية كرامة العمالquot;. وأشار إلى ان الحكومة تتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية رفاهية العمال وحقوقهم.

يشار إلى ان حصيلة أعمال العنف المتواصلة في كراتشي منذ مساء الأربعاء الماضي بلغت 28 قتيلاً، فيما أصيب أكثر من ثلاثين بجروح من بينهم أربعة من رجال الشرطة.

وبدأت أعمال العنف إثر مقتل اثنين من العمال من الحركة القومية المتحدة ما أدى إلى تبادل إطلاق نار كثيف بين الجماعات السياسية المتناحرة ،وأعمال شغب وإحراق سيارات وتم استهداف عدد من المتاجر والفنادق خلال أعمال العنف.

وكان أوباما قال في اليوم المائة من رئاسته انه واثق من انه بالإمكان الحفاظ على أمن الترسانة النووية الباكستانية من المتشددين، ولكنه أعرب عن قلقه من الوضع في هذا البلد.

وقال quot;أنا واثق من أننا نستطيع أن نضمن سلامة ترسانة باكستان النووية. والسبب الأول هو ان الجيش الباكستاني، في اعتقادي، يدرك مخاطر أن تقع هذه الأسلحة في أيادي آثمة. لقد أجرينا استشارات كثيفة بين الجيشين ونحن نتعاون بشكل وثيقquot;. وأعرب أوباما عن قلقه إزاء ضعف الحكومة الباكستانية المدنية وعدم قدرتها على توفير الخدمات الأساسية وهو ما يؤدي إلى تقويض الولاء الشعبي لها.

وأضاف quot;نريد أن نحترم سيادتها (باكستان) ولكن علينا أيضاً أن نعترف بأن لدينا مصالح استراتيجية ضخمة ومصالح أمنية وطنية ضخمة في التأكد من أن باكستان مستقرة وألاّ تتحول إلى دولة نووية يحكمها المتطرفونquot;.