عبر حاجز أمني يهدف لفصل الأملاك اليهودية عن العاصمة
حكومة نتنياهو تتبنى مخططاً سرياً لتقسيم القدس

quot;إيلافquot;: أزاحت اليوم تقارير صحافية أميركية النقاب عن أنّ الحكومة الإسرائيلية تقوم بهدوء وعلى نحو سري خلال هذه الأثناء ببناء حاجزا ً أمنيا ً بامتداد إحدى الطرق المثيرة للجدل، وهو الحاجز الذي سيكون من شأنه أنّ يعمل بصورة فعالة على فصل الأملاك اليهودية وأحد الأحياء اليهودية الهامة عن باقي القدس. وبحسب المعلومات التي تمكن موقع quot;ورلد نيت ديلي quot; الإخباري الأميركي من التوصل إليها في هذا الشأن، فإن هذا السيناريو المُعد له سلفا ً سيُمثل مفاجأة على الأرجح للمراقبين السياسيين في القدس، خاصة ً وأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي - بنيامين نيتنياهو ndash; قد سبق له وأن تحدث خلال فترة ترشحه للانتخابات عن أهمية تطوير والمحافظة على أرض تسمى E1 وبخاصة حي quot;معالي أدوميمquot; اليهودي في القدس الشرقية، وذلك في الوقت الذي يسعي فيه الفلسطينيون إلى امتلاك تلك المنطقة على اعتبار أنها جزءا ً من دولتهم.

وكشف الموقع عن أنّ مسار الجدار الفاصل الجديد سيعمل بالرغم من ذلك على عزل ما يُطلق عليه الجانب الفلسطيني لمعالي أدوميم، كما سيقوم أيضا ً بتطويق الأملاك اليهودية المحلية. وقال الموقع أنه منذ عام 2002، ساهم الحاجز الأمني في إيجاد حدودا ً فعلية على أرض الواقع ما بين القدس والضفة الغربية. هذا ويسير الطريق الجديد بطول منطقة تسمى عناتا، تاركا ً ثمانية فدادين من الممتلكات الخاصة باليهود في الجانب الفلسطيني. وأشار الموقع في الوقت ذاته إلى أنّ الحكومتين السابقتين لإيهود باراك وآرييل شارون كانا قد أرجئا تشييد الجدار في المنطقة لسببين، أولهما لوجود نزاعات على الطريق من جانب أصحاب الأراضي اليهود المحليين، وثانيهما، لأنه كان سيفصل معالي أدوميم عن القدس الكبرى.

وبرغم استمرار تعليق إحدى القضايا المرتبطة بهذا الشأن في المحكمة العليا، إلا أنَّ وزير الدفاع ايهود باراك قام قبل عشرة أيام بزيارة شخصية إلى المناطق المعنية في القدس، كما أمر وزارة الدفاع من جانب واحد بتشييد الحاجز من داخل مستوطنة اناتوت بشمال القدس في الضفة الغربية، بغرض تطويق أو إغلاق الأرض اليهودية والمساعدة في عزل مستوطنة معالي أدوميم، وذلك وفقا ً للمعلومات التي وصلت الموقع. والآن، وبعد مرور بضعة أيام قليلة، فقد أوشكت أعمال البناء الخاصة بالحاجز على الانتهاء، في الوقت الذي لم تحظى فيه بأي اهتمام من جانب وسائل الإعلام على الإطلاق.

وفي حديث له مع الموقع، قال أريه كينغ، رئيس أرض منتدى إسرائيل، والذي يَدعم تكثيف الاستيطان اليهودي في القدس، أنّ ما يقلقه هو أنَّ العرب سيبدؤون في الجثوم على الممتلكات اليهودية التي تم عزلها الآن عن أقسام القدس اليهودية. والأكثر خطرا ً من كل ذلك، على حد قول كينغ، هو إغلاق مستوطنة معالي أدوميم. كما تابع حديثه قائلا ً :quot; بعد أن يتم الانتهاء من بناء الحاجز، لن تكون هناك أي فرصة للربط بين باقي القدس ومعالي أدوميم. وسوف تتحول الرؤية إلى ما هو أشبه بالكابوسquot;.

وأفاد الموقع في هذا السياق أيضا ً بأنه قد تعذر الحصول على رد حول هذا المخطط من الناطق باسم رئيس الوزراء من أجل معرفة إذا ما كان نيتنياهو على علم بالإجراءات التي اتخذها باراك في هذا الصدد أم لا. ومع هذا، فقد وردت إلى الموقع معلومات تفيد بأن أعضاء من الكنيست قد أُبلغوا بنية تشييد هذا الحاجز. كما أشار الموقع إلى أنّ هؤلاء الأعضاء، ومن بينهم مسؤولين بارزين في حزب الليكود الذي يترأسه نيتنياهو، سيحاولون إدراج مشروع تشييد هذا الحاجز في أجندة الأعمال لطرحه للنقاش أمام المشرعين يوم غد.

ترجمة: أشرف أبو جلالة