واشنطن: أكدت مستشارة الرئيس الأميركي للشؤون الإسلامية داليا مجاهد أن مسؤولي البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما لا يعنيهم حجابها وإنما يعنيهم ما يمكن أن تقدمه هي لهم من أفكار لفهم الإسلام والعالم الإسلامي. وانطلاقا من مهام منصبها الجديد قالت داليا التي تترأس أيضا مركز غالوب للدراسات الإسلامية والمتخصص في بحوث الرأي العام إنها ستوصي أوباما بالإنصات لمخاوف وآراء المسلمين حتى وإن اختلف معهم، لافتة إلى أن ذلك سيزيد من فرص التقارب ويفوت الفرصة على quot;الإرهابيينquot; في استغلال توتر العلاقات بين الجانبين.

وأشارت مجاهد في حديث لـquot;الشرق الأوسطquot; الى أنها انضمت إلى المجلس الاستشاري للأديان لكي تخدم بلادها من خلال التعاون مع الأميركيين الآخرين لحل المشكلات المشتركة. وسوف تعتمد في ذلك تماما على الأبحاث التي أجراها معهد quot;غالوبquot; في ما يتعلق بالرأي العام المسلم، معتبرة أن هذه الأبحاث هي السبب وراء اختيار الإدارة لها كي تنضم إلى هذه المجموعة، وهو الأمر الذي يعني أنهم مهتمون بالفعل بتفهم المجتمعات المسلمة. ولفتت الى أننا في quot;غالوبquot;، نؤمن بأن القادة يتخذون القرارات بصورة أفضل عندما تعتمد هذه القرارات على المعرفة بالشعوب.

ومن أجل حل المشكلات العصيبة التي تجابه عالمنا اليوم ـ وهي مشكلات لا تعرف حدودا وطنية أو تمييزا على أساس اللون أو العرق ـ يجب على القادة الإنصات إلى ما يدور في أذهان كافة الشعوب. ويخبرنا الرئيس أوباما والمسلمون بمختلف أرجاء العالم بأنهم راغبون في الاشتراك معا من أجل حل المشكلات العالمية. وتسهم الأبحاث التي نجريها في جعل هذه الشراكة أمراً ممكناً من خلال منح الأفراد العاديين القدرة على الإدلاء بدلوهم على طاولة صنع القرار.

وشرحت مجاد انها عضو في مجلس استشاري مؤلف من 25 فردا يتبع البيت الأبيض، ويركز على طرح الحلول للمشكلات الاجتماعية المرتبطة بالطوائف الدينية. تحديداً، بالحوار بين الأديان وقوة عمل تعاونية، وهي مجموعة مؤلفة من 5 أشخاص فقط. ومن المقرر أن يعمل على وضع توصيات بشأن المجال الذي نركز عليه اهتمامنا وستجري مراجعة هذه التوصيات من جانب مجلس أكبر، ثم يتم دمجها في تقرير سنوي يتضمن توصيات من المجلس إلى الرئيس أوباما.

ولفتت الى ان دورها هو نقل أصوات غالبية المسلمين الذي يفرض عليهم الصمت داخل أميركا وبمختلف أنحاء العالم إلى المجلس، بحيث يتعرف صانعو القرار على أفكار هذه الغالبية، معتبرة أن اختيارها جاء انطلاقاً من اهتمام الإدارة بما يعتقده المسلمون ويرغبون في سماعه. وقالت مجاهد انها تؤيد إقرار خطة العمل الموضحة في تقرير quot;تبديل المسارquot; التي توصي بأربعة مجالات للعمل: الاحترام، والإصلاح (السياسي والاقتصادي) وتسوية الصراعات.

فيما يتصل بالولايات المتحدة، أوصي بأن يقوم مسؤول كبير بالإدارة بـquot;جولة استماعquot; داخل الولايات المتحدة والإنصات للقضايا التي يهتم بها المسلمون الأميركيون. مثل كافة الأميركيين، يساور القلق المسلمين الأميركيين إزاء الأزمة الاقتصادية، ومستقبلهم المالي ووظائفهم. ومثلما الحال مع الكثير من المواطنين الأميركيين الآخرين، يشعر المسلمون الأميركيون بالقلق إزاء التصوير العنصري وسياسات الهجرة التمييزية وتراجع الحريات المدنية.