روما: من الممكن أن تؤدي الدراما الواقعية حيث تسعى زوجة سيلفيو برلسكوني للحصول على الطلاق وتتهمه بإقامة علاقة مع فتاة مراهقة إلى تقويض الدعم للزعيم الإيطالي الذي يتمتع بشعبية في المؤسسة المحافظة. تجسيد المشهد المهين لطلاق رئيس الوزراء وزوجته الثانية عبر وسائل الاعلام وقول برلسكوني على شاشة التلفزيون quot;اقامتي علاقات كثيرة مع فتيات قاصرات كذبةquot; أمور أثارت غضب الكنيسة في إيطاليا ذات الاغلبية الكاثوليكية.

ولم تشر اولى استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة ايبسوس وايبر بعد القنبلة التي فجرتها فيرونيكا لاريو زوجة برلسكوني مطلع هذا الاسبوع الى حدوث تأثير كبير على نوايا الناخبين تجاه حكومة يمين الوسط التي يتزعمها في انتخابات البرلمان الاوروبي التي تجري في يونيو حزيران.

لكن استطلاعا للرأي على الانترنت قامت به صحيفة ايل سولي 24 اوري اليومية الاقتصادية أظهر درجة من التعاطف مع زوجة برلسكوني اكثر من التعاطف مع رئيس الوزراء. ورأت نسبة اكثر قليلا من القراء - 49 في المئة مقابل 44 في المئة - أن الفضيحة سيكون لها عواقب سياسية. وقال برلسكوني لاحد البرامج الليلية بالتلفزيون quot;هل سأفقد الدعم بين الكاثوليك... لا أظن هذا.quot; لكن الكاتب الصحفي ماسيمو فرانكو كتب في صحيفة كورييري ديلا سيرا أن هذه الكلمات quot;كشفت الرعب الخفي من أنه سيتضرر سياسيا.quot;

واتفق موريتسيو بيساتو رئيس مؤسسة اس دبليو جي لاستطلاع الرأي مع الاراء القائلة بأن من غير المرجح أن تؤثر الفضيحة على الانتخابات الاوروبية التي تجري بعد شهر حيث يتقدم برلسكوني على المعارضة بفارق 20 نقطة.

لكن على المدى الطويل يمكن أن تضر بصورة من يصف نفسه بأنه quot;اكثر الساسة شعبية في العالمquot; حيث يتباهى بنسبة تأييد تبلغ 75 في المئة في استطلاعات خاصة للرأي. وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها وسائل اعلام أن نسبة الدعم له بلغت 56 في المئة بعد زلزال ابريل نيسان الذي جسده في صورة رجل الافعال.

وحتى الآن ثبت أن الدعم لبرسلكوني صامد في ظل أسوأ كساد منذ الحرب العالمية الثانية وانتقادات لزلات لسان مثل تعليقه على quot;سمرة الشمسquot; التي اكتسبها الرئيس الامريكي باراك اوباما. وقال بيساتو quot;لكن كل هذا يقوض صورته كشخصية ايجابية. قصة الفتاة غريبة ويصعب اسقاط ما تقوله زوجته بوصفه مجرد سوء فهم.quot;

وليست هذه المرة الاولى التي تقوم فيها زوجة برلسكوني المنفصلة عنه منذ فترة طويلة بمهاجمته لعلاقاته النسائية المتعددة. وقد وبخته علنا عام 2007 لمغازلته عارضة ازياء سابقة هي الآن وزيرة في الحكومة.

وفي تلك المرة اعتذر برلسكوني. أما الآن فهو يطالبها بالاعتذار عن التلميح بأن علاقته بالمراهقة نعومي ليتزيا التي قال انه حضر حفل عيد ميلادها الثامن عشر الشهر الماضي بوصفه صديقا للاسرة غير لائقة. ويعتقد يسار الوسط الذي هزم برلسكوني في انتخابات عام 2006 بقطعه وعودا بتشكيل حكومة quot;اكثر جديةquot; لكنه سقط من الحكم بعد ذلك بعشرين شهرا أنه ربما وجد نقطة ضعفه. وقال داريو فرانسيشيني زعيم يسار الوسط الجديد quot;المشاكل بين الزوجة والزوج مسألة خاصة. لكن اذا اتهمت الزوجة زوجها باقامة علاقة مع قاصر تصبح هذه قضية عامة.quot;

ويستمتع يسار الوسط بتوبيخ لاريو لزوجها - قبل طلبها الطلاق - لطرحه quot;نجمات ناشئاتquot; شابات للترشح للبرلمان الاوروبي. ويقول فرانسيشيني انهن مؤهلات وانه يجب الا يؤخذ جمالهن ضدهن. وقالت ايما بونينو عضوة مجلس الشيوخ المخضرمة من يسار الوسط quot;وصلت الى الاستنتاج أن برلسكوني يزدري النساء.quot;

ونشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الموضوع تحت عنوان quot;سيلفيو المغويquot; ونقلت عن توبياس جونز الكاتب المتخصص في شؤون ايطاليا قوله ان quot;علاقات برلسكوني النسائية المتعددة تزيده شعبية فيما يبدو.quot;

وتتقبل الجماهير الايطالية سلوكا تجاه النساء لا تتقبله سوى دول اوروبية قليلة ناهيك عن رئيس وزراء. وفي الاسبوع الماضي قال برلسكوني امام مؤتمر لاصحاب المتاجر quot;اذا كنتم تريدون بائعات جميلات فأنتم تعرفون الى من تذهبون.quot; لكن أجزاء من المؤسسة الكاثوليكية تشكو الان من غلوه في الوطنية وطيشه مطالبة بمزيد من الرزانة.

واستغلت صحيفة افينير لسان حال الكنيسة الكاثوليكية الايطالية افتتاحية في صفحتها الاولى لتشن هجوما عنيفا على وجهة النظر القائلة بأنه يجب أن تكون النساء العاملات في مجال السياسة quot;جميلات وشابات وفي المتناول اذا كان ممكنا.quot; وذهب المسؤول البارز في الفاتيكان الكردينال والتر كاسبر الى أبعد من هذا حيث وصف خلاف الطلاق العلني بأنه quot;مثل سيءquot; وسلوك برلسكوني بأنه quot;غريب وغير ملائم.quot;