إدارة أوباما قلصت مستوى التعاون الأمني مع تل أبيب
الصحف الإسرائيلية تتابع خطة نتنياهو الإقتصادية
صحيفة يدعوت أحرنوت وما تناولته اليوم
نضال وتد من تل أبيب: أبرزت الصحافة الإسرائيلية اليوم، حقيقة تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطته الإقتصادية والخطوات التي كان قد أعلن عنها مطلع الأسبوع، بما فيها التقليص الواسع في ميزانيات الوزارات المختلفة ولا سيما التربية والتعليم ووزارة الرفاه الإجتماعي. وإختارت معاريف كلمة quot;التراجعquot; عنوانًا لها لتدل على تراجع نتنياهو عن خطواته الإقتصادية وخصوصًا الإجراءات التي تضر بالمسنين والعجزة، فيما كتبت يديعوت أحرونوت عن الصفقة بين نتنياهو والهستدروت (نقابة العمال العامة في إسرائيل): تجميد الأجور بدلاً من الضربات الإقتصادية، أما هآرتس فكشفت كيف تمكن رجال وزارة المالية من هدم صورة نتنياهو، مع إبراز موقعها الإلكتروني هذا الصباح لقيام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأشهر الماضية بتقليص مستوى التعاون الأمني الإسرائيلي ndash; الأميركي، وهو ما يثير قلق القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل.
هآرتس: إدارة أوباما تقلص التعاون والتنسيق الأمني مع إسرائيل
قالت صحيفة هآرتس عبر موقعها على الانترنت: quot;إنه ومنذ دخول الرئيس براك أوباما إلى البيت البيض، وبوتيرة أعلى، منذ تأدية الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستوري، طرأ تراجع كبير على مستوى التنسيق والمشاورات السياسية- الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة- وفقا للتحذيرات التي يصدرها موظفون رفيعو المستوى في القدس، المسؤولون عن الاتصالات مع الولايات المتحدة، في المقابل أكد مسؤولون كبار في البيت الأبيض، أمام مصادر إسرائيلية أن أوباما سيطلب من نتنياهو أن يجمد كليًا أعمال البناء في المستوطناتquot;.
ووفقًا لأقوال المسؤولين الكبار، فقد وقعت في الأشهر الأخيرة سلسلة من quot;الحوادث- الخلل في التنسيق بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل. فخلافًا لإدارة الرئيس السابق جورج بوش، فإن رجال إدارة أوباما يقللون من إطلاع نظرائهم في إسرائيل على النشاط السياسي الأمني المتعلق بالشرق الأوسط، وعندما يتم إطلاعهم على مثل هذه النشاطات، فإن ذلك يتم دون أن يسبق الأمر مشاورات أو أي تنسيق لفحوى الرسائل والتصريحاتquot;.
وأشارت هذه المصادر لصحيفة هآرتس إلىأن آخر مثال على هذا الأمر هو تصريحات نائبة وزيرة الخارجية، روز غوطمولر حول سياسة الولايات المتحدة وموقفها من المعاهدة الدولية لحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، والتي تم خلالها وللمرة الأولى ذكر إسرائيل صراحة ودون مواربة، ولم يتم تنسيق هذا الموقف وهذه التصريحات مع الجهات الإسرائيلية المختصة التي سمعت بهذه التصريحات من وسائل الإعلامquot;. وأوردت الصحيفة نقلا عن المصادر الإسرائيلية حالات سابقة مثل التحول في الموقف الأميركي من سوريا وإطلاق حوار مع سوريا، وكذلك إيفاد دنيس روس إلى إيران، دون إطلاع إسرائيل أو التنسيق معها خلافا لما كان عليه الأمر إبان إدارة بوش.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها إن تنظيم آليات وقنوات التعاون بين البلدين، هو أحد أهم الأمور التي سيكون على نتنياهو إنجازها خلال زيارته لواشنطن ولقائه أوباما. ولعل أكثر ما يقلق المصادر الإسرائيلية هوالشعور بأن أوباما لا يعتبر إسرائيل دولة quot;مميزةquot; يمنحها حوارًا مباشرًا مع أميركا مغايرا عن حوارها مع باقي بلدان الشرق الأوسط ،وأن التنسيق معها لن يكون أهم من الدول العربية المعتدلة بل ربما كان التقارب الأميركي مع هذه الدول يفوق أهمية لدى إدارة أوباما أي تقارب وحوار مع إسرائيل.
معاريف: تجاهل دبلوماسي أوروبي لليبرمان
مع أن صحيفة معاريف خصصت السواد الأعظم من صفحات عددها للملف الاقتصادي والمناورات بين وزارة المالية وديون نتنياهو ونقابات العمال، إلا أنها أفردت مساحة بارزة، لجولة وزير الخارجية الإسرائيلي، ليبرمان في عدد من البلدان الأوروبية. وكتبت الصحيفة تقول: في أول زيارة له لأوروبا منذ توليه منصبه، فقد حظي وزير الخارجية ليبرمان، باستقبال فاتر. صحيح أن ليبرمان التقى نظراءه في الدول التي زارها: ألمانيا، إيطاليا، فرنسا تشيكيا، لكن جميع كبار المسؤولين الذين التقاهم اهتموا بأن يخفضوا سقف وحفاوة اللقاء معه، ولم تحظَ زيارته ولقاؤه بهم تقريبا بأي تغطية في الصحف المحلية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أوروبي قوله لمراسلها في أوروبا نداف ايال:quot; إننا نحترم وزير خارجية إسرائيل الجديد، فإسرائيل دولة حليفة، ولكننا لا نعرف حاليًا ما هي السياسة الخارجية لحكومة إسرائيل الجديدة، وما سمعناه لغاية الآن لا يثير الاهتمام والحماسة، في أقل تعبيرquot;. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية تقديراتها بأن أحد أسباب غياب الحفاوة عن لقاءات وزراء أوروبا مع ليبرمان هو وجود ضغوط سياسية داخلية في أوروبا ضد سياسة إسرائيل لذلك يجد الأوروبيون صعوبة ، حاليا ، بالاحتفاء بليبرمانquot;.
يديعوت أحرونوت: نتنياهو يمهد للبناء في المستوطنات
تكشف يديعوت أحرونوت، في صفحاتها الداخلية، وتحت عنوان quot;يفتح الحنفيةquot; النقاب عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدأ يطبق ميدانيا ما كان تحدث عنه خلال حملته الانتخابية. فقد قال مصدر رفيع المستوى في محيط نتنياهو أن نتنياهو يعتزم المصادقة على إعداد أراض جديدة من أجل استئناف أعمال البناء داخل المستوطنات القائمة quot;لمواجهة التكاثر الطبيعيquot;.
ونقلت الصحيفة عن هذا المصدر قوله :quot; لقد نشأ في المستوطنات وضع من الاختناق بحيث لا يمكن البناء فيها للأبناء، ومن أجل حل هذه الضائقة يقومون بالارتجال وتوسيع الشقق عبر إزالة الجدران، وأن نتنياهو، ولمواجهة أي خلاف مع أوباما سيبلغ أوباما أنه لا يعتزم بناء مستوطنات جديدة، وأن حكومته ملتزمة بتعهدات سابقتها، وأن كل ما ستقوم به الحكومة هو quot;فتح صنبور الماءquot; حتى يتمكن الناس من العيشquot;. ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أعرب عن موقف مشابه خلال زيارته لألمانيا حيث قال ليبرمان إنه من السابق لأوانه الآن الحديث عن تسوية مع الفلسطينيين اعتمادًا على مبدأ الدولتين.
مستوطنة في قلب يافا
تحت هذا العنوان أوردت يديعوت خبرًا قالت فيه إن شركة quot;بإيموناهquot; الاستيطانية، التي تعلن أنها تعمل وتنشط لوقف تحول المدن المختلطة (مدن الساحل الفلسطيني تاريخيًا) إلى مدن عربية، ستبني قرب حي العجمي، أحد أبرز الأحياء العربية المتبقية في يافا، كنيسا يهوديا ومدرسة دينية quot;يشيفاهquot;. وقالت الصحيفة إن الحديث عن بناء مستوطنة لأصحاب quot;القبعات المنسوجةquot; [ وهو التعبير الذي يطلق في إسرائيل على المتدينين اليهود الصهيونيين، من أتباع الأحزاب الدينية اليمينية مثل المفدال والبيت اليهودي]، وأن الهدف من وراء ذلك هو تهويد يافا بوساطة مستوطنين، بعد أن فاز هؤلاء بمناقصة أعلنتها دائرة أراضي إسرائيل. وقد أعلن عرب يافا أن هذا يعني اندلاع الحرب. وقالت الصحيفة إن المشروع الاستيطاني الجديد يضم في المرحلة الأولى بناء 20 وحدة سكنية لكنه سيشمل عند إتمامه إقامة 200 شقة سكنية ستقام في شارع أغلبية سكانه من العرب. ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء في الأشهر القادمة. ونقلت الصحيفة تصريحات رسمية لأقطاب الشركة الاستيطانية قالت فيها إن أعمال البناء هذه ستوقف تحول المدن المختلطة إلى مدن عربية.
كما أن الشركة الاستيطانية فازت بالمناقصة على الرغم من توجه جمعية حقوق المواطن في إسرائيل ضد السماح لها بالمشاركة في المناقصة بسبب تصريحاتها وتوجهاتها العنصرية المعلنة. وكانت الشركة قد نفذت مشروعًا مشابهًا في مدينة اللد تحت اسم quot;أحوزات نوف نرياهquot; حيث أقامت عشرات الشقق السكنية في أحياء عربية في اللد تم تسويقها ليهود متدينين من أنصار أحزاب اليمين المتطرف.
التعليقات