دمشق: حذر رئيس اتحاد الفلاحين في محافظة الحسكة، شرق سوريا، خضر المحيسن من كارثة زراعية وديموغرافية واجتماعية بدأت تحل بالمحافظة، المسماة من قبل الحكومة quot;سلة الغذاء السوريةquot;، والتي شهدت هجرة أكثر من 200 ألف شخص من سكانها نتيجة الجفاف وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ما أثر على موارد رزقهم.

وكشف المحيسن، في اتصال هاتفي إن quot;الأرقام المقدرة للهجرة جراء مواسم الجفاف الماضي وارتفاع أسعار المشتقات النفطية في العام الماضي الى اكثر من 200 ألف شخص تركوا قراهم باتجاه العاصمة دمشق وريفها ودرعا وحمص واللاذقية وطرطوس وغيرها من المحافظات بحثاً عن العمل فضلا عن الهجرة الخارجية إلى بعض الدول المجاورة وهي أفضل المتاحquot;.

وأضاف أن تقديرات أخرى تشير quot;إلى أن منطقة القامشلي وحدها هاجر منها 30 ألف عائلة، ومن منطقة (الشدادي) حوالي 50 ألف شخص، فيما لم يعرف الرقم الحقيقي لعدد المهاجرين من منطقة جنوب الرد (جنوب الحسكة) التي تحولت قراها إلى أطلال بعدما تركها أهلها وأغلقت مدارسها، وعينوا حارساً على ما تبقى من ممتلكاتهم بين جدران طينية لا تذكر إلا ببقايا الحضارات الغابرةquot;.

إلى ذلك، قال مصدر في مديرية تربية الحسكة، فضل عدم ذكر اسمه، إن quot;حوالي 16% من طلاب مرحلة التعليم الأساسي البالغ عددهم حوالي 320 ألف طالب قد هاجروا مع ذويهم، آخذين معهم أضابيرهم الدراسية بغية إكمال تعليمهم في المناطق التي هاجروا إليها، إلا أن هذه المصادر تؤكد أن نسبة هؤلاء لا تتجاوز 25% في حين تسرب75% منهم من التعليمquot;.

وبناء على هذه الوقائع بدأتالأربعاء بعثة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بمشاركة المنظمات التابعة للأمم المتحدة زيارتها الميدانية المحافظات الشرقية من سوريا، أي الحسكة، دير الزور والرقة، المتضررة من ظروف الجفاف التي تشهدها سورية منذ ثلاث سنوات والتي تركزت بشكل رئيس هذا العام على البادية السورية.

وكشف مصدر في وزارة الزراعة السورية ان quot;هدف الزيارة هو الوقوف على نتائج مشكلة الجفاف التي تواجه المنطقة وأثارها على السكان والمزارعين من النواحي المعيشية والصحية والتعليمية ونسبة الهجرة الدائمة أو الموقتة للسكان ومناقشة البيانات التي تعكس مشكلة الجفاف وحجمها في المناطق المتضررةquot;.

وتابع المصدر أن الوفد يسعى للوقوف على quot;الإجراءات الحكومية السورية المتخذة للتخفيف من آثار موجة الجفاف على السكان والمزارعين، ومقترحاتهم لمساعدتهم في تجاوز هذه المشكلة وتحديد ما هو المطلوب للمستقبل من دعم وماهيته ولمن يجب تقديمه وفي أي وقت، والاطلاع على بحث العينة العشوائية للزراعات الشتوية وآلية تنفيذه والنتائج التي وصل إليها في المحافظات الأكثر تضرراً (الحسكة ndash; دير الزور ndash; الرقة)quot;.

واضاف المصدر ان البعثة ستطلع على quot;كافة البيانات المتوفرة حول بيانات هطول الأمطار وتراجع المساحات المزروعة على مستوى مناطق الاستقرار والتسرب من المدارس وبيانات المراكز الصحية هول عدد المراجعين في السنوات الماضية وربطها بالهجرة الموقتةquot;، بالإضافة إلى رغبتها في الإطلاع على quot;كيفية انتقاء المزارعين المستحقين لتقديم بذار القمح المقدم كدعم من الأمم المتحدة والموزع بإشراف منظمة الفاوquot;.