الجزائر: أكد كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالدفاع وقدامى المحاربين جان ماري بوكيل اليوم أن السلطات الفرنسية تتطلع لرفع الجمود في العلاقات مع الجزائر عبر الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى باريس قريبا.

وقال جان ماري بوكيل عقب اجتماعه بالوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني الجزائري عبد المالك قنايزية بمقر الوزارة بالعاصمة الجزائرية أن quot;السلطات الفرنسية تقوم بتحضيرات حثيثة لاستقبال الرئيس بوتفليقة استقبالا لائقا وتأمل أن تكون الزيارة فرصة لترقية العلاقات وبعث ديناميكية سياسية جديدة بين البلدين quot;.

وأضاف المسؤول الفرنسي الى أنه تطرق مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل مجيئه الى الجزائر الى الترتيبات المتعلقة بزيارة الرئيس الجزائري الى فرنسا مشددا على حرص الرئيس ساركوزي لانجاح هذه الزيارة وتعميق العلاقات الثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والدفاع.

وبخصوص رفع أجور قدامى المحاربين الجزائريين الذين شاركوا في الحربين العالميتين في صفوف القوات الفرنسية قال بوكيل أن الدولة الفرنسية تكفلت بمعاشاتهم ومعاشات المصابين حيث استفاد quot;عدد هام من المحاربين الجزائريين من هذه المعاشات بالطريقة نفسها التي استفاد بها المحاربون الفرنسيونquot;.

واضاف أن المشاكل التي طرحها المحاربون الجزائريون القدامى في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحربين العالميتين فيما تعلق بمعاش التقاعد العسكري تعد حاليا محل اجراءات قضائية لتصحيح الأوضاع .
وأكد بوكيل بخصوص تعويض ضحايا التجارب النووية التي قامت بها فرنسا في الصحراء الجزائرية عام 1956 أنه يتابع شخصيا وبمعية وزير الدفاع هذا الملف لبحث آليات حل القضية وتقديم التعويضات اللازمة للضحايا
وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد أعلن مؤخرا أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وافق على القيام بزيارة رسمية الى فرنسا تلبية لدعوة وجهها له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
واشار الى أن السلطات الجزائرية والفرنسية تعملان على ترتيب هذه الزيارة وتحضير الملفات والمسائل التي يمكن التطرق اليها بمناسبة هذه الزيارة.

وتعرف العلاقات بين الجزائر وفرنسا حالة الجمود على خلفية الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين بعد احتجاز السلطات الفرنسية للدبلوماسي الجزائري المكلف بالتشريفات بوزارة الخارجية الجزائرية محمد حسني زيان في 14 أغسطس 2008 بتهمة التورط في اغتيال المعارض الجزائري علي مسيلي بباريس عام 1987 قبل أن يتم الافراج عنه في شهر فبراير الماضي.

وتسعى فرنسا الى تعزيز علاقاتها مع الجزائر واستعادة النشاط الاقتصادي الفرنسي في الجزائر واحياء مشروع معاهدة الصداقة بين البلدين التي كان من المقرر التوقيع عليها نهاية 2007 والتي تم تأجيلها لأسباب سياسية تتعلق بتمسك الجزائر بمطلب اعلان الحكومة الفرنسية اعتذارا رسميا عن جرائمها بالجزائر خلال حقبة الاستعمار.

وكان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قد اشترط في الثامن من مايو الجاري تسوية ملف جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر والحصول على اعتذار رسمي وتعويضات للضحايا قبل أي حديث عن اتفاقية للصداقة او علاقات متميزة بين فرنسا والجزائر.
ودعا بوتفيلقة بمناسبة احياء ذكرى مجازر الثامن من مايو 1945 التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين الحكومة الفرنسية الى البحث عن صيغة توافقية لتسوية ملف الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين خلال الحقبة التي امتدت من 1830 الى عام 1962