الأنظار تترقب مفاجآت نسائية... وتوقعات بمشاركة عالية

الكويت: برلمان quot;الفرصة الأخيرةquot; ينتخب اليوم

عامر الحنتولي من الكويت: فيما يمد الغبار الكثيف الذي ملأ الأجواء الكويتية منذ ساعات فجر اليوم السبت، لسانه الى مرشحين وناخبين على حد السواء، لإعاقته الحركة، ويصعب مهمة تنقلهم الى مراكز الإقتراع في الإنتخابات البرلمانية التي ستجري اليوم، تتحدث أوساط المرشحين في الكويتيين عن نسبة مشاركة مرتفعة ستكون الأعلى في تاريخ الإنتخابات الكويتية بعد أن وصلت المعارك السياسية والأزمات المتكررة قمتها في الأسابيع الأخيرة، إذ يخطط مئات الآلاف من الناخبين في الكويت وضع حد للمارسات السياسية الخاطئة من جانب أعضاء في البرلمانات السابقة، واعطاء دفعة قوية للعمل السياسي والبرلماني من خلال دفع وجوه جديدة الى مقاعد البرلمان الجديد في مسعى لتغيير المشهد السياسي وقلب معادلاته التي استندت الى الأتزيم المستمر والدخول في صراعات بين الحكومة والبرلمان، بيد أن هناك قراءة مغايرة للتخطيط الشعبي إذ يقول مرشحين أن الإصرار على الذهاب بكثافة للتصويت مرده سعي الناخبين الى تجديد التفويض السياسي الممنوح لمن ظلت الحكومة السابقة تعتبرهم نواب تأزيم، وذلك بهدف الدفاع عن مستقبلهم، ومراقبة الأخطاء وتصويب المشهد السياسي.

و تحب أطراف كويتية أن تطلق منذ الآن على البرلمان الذي سينتخب اليوم quot;برلمان الفرصة الأخيرةquot; على اعتبار أن أي صدامات جديدة بين الحكومة والبرلمان وتعطيل المشاريع الحكومية والتشويش على الأداء الحكومي عبر الترهيب بالإستجوابات والأسئلة فإن مراجع سياسية عليا ستتخذ قرارا بأن الكي كعلاج أصبح لا بد منه في إشارة ضمنية الى حل مجلس الأمة حلا غير دستوري، وهو الأمر الذي يعني أيضا تعليق العمل بكل المواد الدستورية التي تتحدث عن انتخاب مجلس أمة، وتحديدا المادة (107) التي تشير صراحة الى أنه إذا حل الأمير المجلس لأي سبب ولم يدع الى انتخابات جديدة خلال (60) يوما من تاريخ الحل فإن المجلس المنحل يستعيد جميع صلاحياته الدستورية كأن مرسوم الحل لم يقع من الأساس، إذ تخلو جميع مواد الدستور الكويتي من الإشارة الى اصطلاح quot;الحل غير لدستوريquot;، إذ تعتبر القوى السياسية الكويتية أن أي مساس بالدستور تعديلا أو تعليقا أو تنقيحا هو بمثابة الإنقلاب على الدستور الذي ينظم شرعية الحكم والنظام السياسي الكويتي.

وشهدت الأسابيع الماضية تحضيرا مكثفا للعملية الإنتخابية من خلال الوزارات والإدارات التابعة لحكومة تصريف الأعمال الكويتية، وحملات انتخابية طافت أرجاء الكويت لكل المرشحين الذين استعانوا هذه المرة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في إيصال برامجهم ورسائلهم السياسية الى الناخبين، فيما استغلها البعض للإساءة الى مرشحين آخرين من خلال ترويج وتسويق ما يسيئ إليهم، ويضعف من حظوظهم، إذ يعتبر التنافس هذا العام على أشده، وسط استشعار لخطر السقوط في الإمتحان الإنتخابي من جانب شخصيات برلمانية مؤثرة، إذ يتم التكهن بقوة أيضا بفوز لافت لمرشحات كويتيات في مختلف الدوائر الإنتخابية الخمس، بيد أن هناك من يشكك في فوز النساء بعضوية البرلمان المقبل، أسوة بمشاركاتهن في انتخابات عامي 2006، و2008 رغم أن المرشحة أسيل العوضي في الإنتخابات الماضية حصلت على المركز (11) في الدائرة الثالثة، وكانت قد خسرت بفارق أصوات قليلة عن صاحب المركز العاشر، إلا أن هناك لهجة ثقة في فوزها هذا العام، الى جانب مرشحات آخريات هن معصومة المبارك أول وزيرة في تاريخ الكويت، ورولا دشتي، وذكرى الرشيدي.

يشار الى أن صناديق الإقتراع قد فتحت في تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي الكويتي، وينتظر أن تقفل في الساعة الثامنة مساءا، إلا إذا رأت اللجنة العليا المشرفة على الإنتخابات مد ساعات الإقتراع في الدوائر التي تعاني من ضعف الإقبال والتصويت دون مستوى النصاب القانوني، أو إذا ما استمرت موجة الغبار الكثيف التي تسود طقس الكويت منذ أيام واشتدت فجرا اليوم، وهو ما قد يعيق تنقل الناخبين، أو تأخرهم في الذهاب الى صناديق الإقتراع، حتى انقشاع الأجواء المغبرة التي غالبا ما تجبر مرافق ملاحية هامة على تعطيل حركتها.