الصحف الإسرائيلية: إزالة البؤر الاستيطانية مقابل ضرب إيران
كوريا الشمالية دليل على عقم الحوار
نضال وتد من تل أبيب: هيمن قيام كوريا الشمالية بتفجير أول قنبلة ذرية لها، على عناوين الصحف الإسرائيلية، التي ربطت مباشرة بين سيناريو كوريا الشمالية وامتلاك إيران للقنبلة الذرية إذا واصلت إدارة أوباما التمسك بالحوار مع إيران بدلا من السعي إلى إخضاعها بالقوة. وأبرزت الصحف الإسرائيلية، على نحو خاص، كلمة وتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيامين نتنياهو، أما كتلة حزبه في الكنيست، والتي اعتبر فيها أن معالجة الملف الإيراني يجب أن تسبق أي ملف آخر، وضرورة التنازل عن البؤر الاستيطانية غير القانونية حتى يتسنى تجنيد الإدارة الأميركية إلى جانب الموقف الإسرائيلي بشان إيران. وتناولت الصحف الإسرائيلية، بصورة لافتة المصاعب التي قد يواجهها نتنياهو داخل حزبه في ظل عزمه quot;طرح خطة معتدلةquot; للحل مع الفلسطينيين. وركز كتاب المقالات والأعمدة على العبر التي يتوجب استخلاصها من رفض كوريا الشمالية الانصياع لمطالب إدارة أوباما واستهزائها بحلم أوباما quot;بعالم خال من الأسلحة الذريةquot;. واعتبر غالبية هؤلاء أن التجربة الكورية هي التي ستخضع نتنياهو بقبول الموقف الأميركي بشأن المستوطنات، حتى يتسنى له إقناع الأميركيين بمواقفه وتصوره لمعالجة أمر إيران. وفي هذا السياق أبرزت معاريف على صفحتها الأولى بشائر حلف جديد في السياسة الإسرائيلية بين براك من جهة وليبرمان من جهة أخرى.
يسرائيل هيوم: ضربة لأوباما كوريا الشمالية تجي تجربة ذرية
تحت هذا العنوان كتبت يسرئيل هيوم تقول: لقد تلقت سياسة الرئيس أوباما ضربة، فعلى الرغم من سنين من الحوار والمفاوضات والمناشدات، واصلت كوريا الشمالية بالأمس تجاهل دعوات المجتمع الدولي وأجرت تجربة ذرية ثانية على أراضيها. وفيما نقلت الصحيفة التفاصيل المتعلقة بالتجربة الدولية وردود الفعل العالمية، فقد أنشأ المحلل العسكري في الصحيفة، يوأف ليمور مقالا تحت عنوان إسرائيل: quot; قلنا لكمquot; قال فيه: quot; إن التجربة الذرية التي أجرتها كوريا الشمالية، تشكل بالنسبة لإسرائيل أخبارا قديمة، ففيما يبدي العالم انزعاجه من التجربة، فإن بمقدور موظفي وزارتي الخارجية والأمن الإسرائيليتين التفاخر بأنهم سبق وأن حذروا من ذلك بعبارة quot;قلنا لكمquot;.
ومضى ليمور يقول: والحقيقة أننا سبق وأن قلنا لهم، وبالأساس للأميركيين. فمنذ أواسط التسعينات قلنا إن تكنولوجيا الصواريخ تسرب من كوريا الشمالية إلى إيران، وهي في صلب المعلومات والمعرفة التي ترتكز عليها إيران في تطوير صاروخ شهاب. وقلنا لهم إن خبراء في مجالات الصواريخ والذرة، من كوريا الشمالية يتجولون في شتى أنحاء العالم وبالأساس في منطقة الشرق الأوسط- ويعرضون بضاعتهم على كل من يدفع ثمنا أغلىquot;.
وقد أبلغناهم بذلك قبل عامين وزودناهم بالوثائق، وقلنا إن كوريا الشمالية تبني لسوريا مفاعل ذري، وبعد أن قلنا لهم ذلك، هاجمنا الموقع وأبدناه وتأكدنا من زوال الخطرquot;، وماذا فعل الأميركيون مع كل ما أبلغناهم به؟ ليس كثيرا. فقد كان المفروض أن تعلمهم المسألة السورية أن بيونغ يانغ كذبت على طول الخط، لكن واشنطن فضلت الحوار . بالنسبة لنا، فإن الحديث يدور عن قضية وجودية: وكل تلكأ أميركي سيكون محسوسا جيدا عندنا، وسيكون بمثابة ضوء أخضر لكوريا الشمالية مواصلة الانشغال بالأسلحة الذرية. وسيترجم السوريون ذلك إلى صواريخ جديدة، أما الإيرانيون فسيقومون بتسريع مشروعهم الذري.
لكن من شأن ضربة أميركية على الطاولة أن تغير بالتأكيد الاتجاه في دمشق وطهران، وأن تقلب البلاغة الخطابية الفارغة المضمون عند أحمد النجاد وأن تجعلهم بتوسل إجراء محادثات صداقة وتقرب من الأميركيين. إذا تم ذلك، فهناك أمل بإجراء تغيير، وإلا كان الخطر هائلا. على إسرائيل في غضون ذلك أن quot;تتابعquot; وأن تواصل إبقاء كافة أوراق لعبها على الطاولة والامتناع عن أخطاء تحول الاتجاه والتيار ضدنا. هذا يعيدنا إلى الحياة اليومية، والفلسطينيين ومسألة البؤر الاستيطانية، التي ستكون الثمن الذي سيطلب من نتنياهو دفعه ، مؤقتا، في الطريق إلى طهرانquot;.
إلى ذلك نشرت الصحيفة تفاصيل ما دار في جلسة كتلة الليكود وتصريحات نتنياهو التي قال فيها: نحن لا نعيش في ظروف حالية، فالخطر قادم باتجاهنا، فنحن نواجه تحديات أمنية لا تواجهها أية دولة في العالم، وحاجتنا للرد عليها هي مصيرية. إنني آمل أن نحرز في الأيام القريبة تقدما على مافة الأصعدة. إن مهمتي هي قبل كل شيء ضمان مستقبل إسرائيل.quot; وقال نتنياهو إنه من المحتمل أن تضطر دولة إسرائيل إلى أن تخلي في الأيام القادمة عددا من البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، وفقا لما تطالب به الإدارة الأمريكية، حتى يتسنى تركيز الاهتمام بالملف الإيراني.
معاريف: ليبرمان وباراك يطالبان نتياهو بالقبول بخارطة الطريق
أما صحيفة معاريف قالت إن بوادر تحالف سياسي جديد تلوح في الأفق، بين وزير الأمن إيهود براك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، عماده الإصرار على القبول بخارطة الطريق . وقالت الصحيفة إن الاثنين يعكلفان مؤخرا على إقناع نتنياهو بتبني خارطة الطريق والمصادقة عليها في الحكومة من جديد. إذ أن من شأن مثل هذه الخطوة أن تكون لها مدلولات مؤثرة للغاية على الصعيد الدولي بل وربما أن تكون إسقاطاتها دراماتيكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاثنين يعتبران أن خارطة الطريق تحوي في طياتها إيجابيات كثيرة، أهمها أنها تسقط حق العودة، وتقر تفاهم شارون- بوش بشأن مواصلة البناء الإسرائيلي داخل الكتل الاستيطانية وإبقاء هذه لكتل تحت السيادة الإسرائيلية في اتفاقيات الحل الدائم وهي إنجازات هامة لإسرائيل لا حاجة لإضاعتها.
إلى ذلك قالت الصحيفة تحت نفس العنوان إن الإدارة الأمريكية تواصل ممارسة الضغوط على حكومة نتنياهو في مسألة وقف البناء في المستوطنات وأنها لا تعتزم الخضوع للمماطلة الإسرائيلية المعهودة.
مريدور قد يتولى مسؤولية ملف شاليط
وذكرت صحيفة معاريف إن رئيس الحكومة نتنياهو عرض على وزير شؤون المخابرات ، دان مريدور، أن يتولى مسؤولية ملف الجندي الإسرائيلي، غلعاد شاليط، الذي بقي فراغا بعد أن قدم عوفير ديكل استقالته. وقالت الصحيفة إن التقديرات تشير إلى ميل مريدور بالموافقة وأن يبدأ بمساعي التوسط مع حركة حماس خلال الأيام القريبة القادمة. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد أن تصاعدت حدة الانتقادات التي وجهتها جهات عامة وأسرة شاليط إلى نتنياهو لعدم مسارعته في تعيين خليفة لديكل والمماطلة في فتح ملف شاليط من جديد.
يديعوت أحرونوت: براك يطالب الولايات المتحدة باستخلاص العبر
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزير الأمن الإسرائيلي قوله إن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي استخلاص العبر وتوجيه رسالة واضحة لإيران. واعتبر باراك أن التصريحات والإعلانات المختلفة والعقوبات الخفيفة غير قادرة على ردع الأنظمة المتمردة من تهديد السلم العالمي. واعتبر براك أن التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية يجب أن تكون نذيرا ورسالة للعالم كي يستيقظquot;.
وأشارت الصحيفة إلى باراك شكك، بالأمس بقدرة الولايات المتحدة على وقف خطوات ومساعي إيران نحو امتلاك الذرة بواسطة الحوار. وقال إنه يجب تحديد جدول زمني وموعد نهائي للحوار مع إيران وهو أمر لم يحدده الأمريكيون لغاية الآن. وأشارت الصحيفة إلى أن براك سيتوجه في الأسبوع القادم إلى واشنطن لزيارة عمل.
التعليقات