تشافيز يتفوق على نصرالله في نظرة الشعوب العربية
أوباما يفتح صفحة جديدة مع المسلمين لتحسين صورة أميركا دوليا
بدأت مؤشرات رغبة quot;أوباماquot; بفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي والعربي بإشاراته في خطاب تنصيبه إلى أن الولايات المتحدة ستبحث عن سبيل جديد مبني على الاحترام والمصالح المشتركة للمضي قدمًا مع العالم الإسلامي. وتأكد هذا التوجه مع مقابلته الأولى كرئيس أميركي مع قناة quot;العربيةquot; الإخبارية، وكان لهذه المقابلة صداها نظرًا لرمزية اختيار قناة quot;عربيةquot; لأول لقاء تلفزيوني للرئيس الأميركي المنتخب، وكذلك نظرًا لتصريحاته في المقابلة التي أعادت التأكيد على وعوده الانتخابية باستعادة مصداقية الولايات المتحدة الأميركية في الخارج وتحسين صورتها على مستوى العالم من خلال انتهاج الدبلوماسية والتعامل من منظور التعاون الدولي.
وعزز هذه الخطوات بإعلان الإدارة الأميركية عن عزمها بإغلاق معتقل غوانتنامو، ثم الحديث عن تخفيض حجم التواجد الأميركي في العراق. وتمثلت الخطوة المهمة في التواصل مع العالم الإسلامي بإعلان البيت الأبيض أن أوباما سيوجه خطابه إلى العالم الإسلامي من القاهرة في الأسبوع الأول من شهر يونيو وفاءً بوعده الذي أعلنه في شهر ديسمبر الماضي برغبته في توجيه خطاب إلى العالم الإسلامي من عاصمة إسلامية كبرى خلال المائة يوم الأولى له في الرئاسة.
والأمر لم يقتصر على التصريحات اللفظية، ولكن كانت هناك خطوات على أرض الواقع للتعامل مع أوجه تأزم العلاقات الأميركية ـ الإسلامية تمثلت في زيارات عدد من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى إلى المنطقة وبخاصة أقاليم أزماتها. ولقاء الرئيس باراك أوباما عدد من الرؤساء العرب ممن حضروا قمة العشرين التي انعقدت في لندن في أوائل شهر إبريل الماضي. وتعيين الإدارة الأميركية quot;داليا مجاهدquot; المصرية الأميركية المسلمة ضمن فريق المستشارين، كما سبق وأن أرسل أوباما رسالة إلى الشعب الإيراني لتهنئته بالعام الجديد الفارسي.
ثم جاءت الخطوة المهمة بزيارة الرئيس quot;باراك أوباماquot; تركيا خلال أول جولة خارجية كرئيس للولايات المتحدة. في البرلمان التركي ألقى quot;أوباماquot; خطابًا فتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي فقال: quot;إن الولايات المتحدة ليست ولن تكون في حالة حرب مع الإسلامquot;. وعلى الرغم من كون زيارة تركيا هي الزيارة الأولى للرئيس أوباما لدولة شرق أوسطية مجاورة للمحيط العربي وتربطها به علاقات ومصالح استراتيجية إلا أنها زيارة هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية حتى وإن تم التطرق إلى موضوعات ذات بعد إقليمي.
تحاول الإدارة استغلال كاريزما الرئيس الأميركي quot;باراك أوباماquot; وما تتيحه من إمكانات بهدف إصلاح الصورة الأميركية لدى شعوب المنطقة، الأمر الذي يثير إشكالية تمتع الرئيس الأميركي أوباما بشعبية أكبر من تلك التي تتمتع بها صورة الولايات المتحدة الأميركية في الدول العربية والشرق الأوسط خاصة بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس الأميركي quot;جورج دبليو بوشquot; دون تحقيق أي إنجاز على صعيد حملة الدبلوماسية العامة التي بدأتها الإدارة المنصرمة.
اختيار القاهرة.المصلحة والعالم الإسلامي
وبعيدًا من جدلية اختيار العاصمة المصرية، وبعيدًا من جدلية أي الدول أجدر على التعبير عن العالم الإسلامي من بين 50 دولة ذات أغلبية مسلمة منها 22 دولة عربية، فإنه من الصعوبة استبعاد عامل النفع السياسي من اختيار القاهرة لتكون المنبر لمخاطبة أوباما معتنقي ثاني الأديان السماوية انتشارًا على مستوى العالم.
يعود توطد العلاقات الأميركية ـ المصرية إلى أكثر من 30 عامًا كما جاء على لسان مسؤولين أميركيين، باعتبار أن الحفاظ على هذه العلاقة مصلحة مشتركة، وحجر الزاوية للوصول إلى سلام شامل بين إسرائيل وجيرانها. وكذلك باعتبار أن القاهرة هي مركز جامعة الأزهر المعهد الإسلامي الأعرق منذ القرن العاشر الذي تخرج فيه الآلاف من العلماء المسلمين. وهو اختيار يعبر عن رمزية اختيار دولة ينتشر فيها المذهب السني ولطالما اتسمت بالوسطية والبعد عن المغالاة.
وتعبر الزيارة عن العلاقة القوية والثابتة بين البلدين ومكانة مصر كما عبر عنها المتحدث باسم البيت الأبيض quot;لكون مصر تمثل قلب العالم العربيquot;، ويعبر الخطاب الأميركي الموجه إلى العالم الإسلامي عن انتهاج منحى جديد في كيفية تعاطي الإدارة الأميركية الجديدة مع العالم الإسلامي فكثيرون يعتبرونه بمثابة خطاب مصالحة أميركية وتراجع ضمني عن سياسات سابقة.
الرؤية الأميركية للتقارب الأميركي ـ الإسلامي
هذا التقارب الأميركي مع العالم الإسلامي يثير تساؤلاً رئيسًا مفاده كيف يرى الشعب الأميركي محاولات إصلاح العلاقات الأميركية ـ الإسلامية في عهد إدارة باراك أوباما. وللإجابة على هذا التساؤل نرجع إلى استطلاعات الرأي التي تستطلع آراء المواطن الأميركي. فوفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة الواشنطن بوست بالتعاون مع شبكة أخبار ABC فقد أظهرت نتائجه أن 48% تحمل وجهة نظر غير إيجابية تجاه الدين الإسلامي، وأن 29% ترى أن التيار الإسلامي الأعم يؤيد انتهاج العنف ضد غير المسلمين، وفي الوقت ذاته رأى 58% أن الإسلام هو دين مسالم، وقد يفسر ذلك تناقض النسبة التي أظهرها الاستطلاع ذاته والتي تشير إلى أن 55% يرون أنهم لا يعلمون عن تعاليم ومعتقدات الإسلام المبدئية على الرغم من حملة التوعية بالإسلام - غير المنظمة - التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأعرب 53% عن عدم معرفتهم بشخص مسلم علمًا بأنه تزداد نسبة قبول الإسلام مع تلك الفئة التي احتكت في معاملاتها الشخصية بشخص مسلم، بمعنى آخر يمثل الإعلام - باختلاف أشكاله التقليدي والإلكتروني البديل - المصدر الأساسي لتكوين رأيهم تجاه الإسلام ومعتنقيه وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن مسلمي الولايات المتحدة يمثلون 1% فقط من الشعب الأميركي، وحسب Fact book الذي تصر وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، تصل هذه النسبة إلى 0.6%.
في حين أن أغلب المستطلع آراؤهم ( نسبة الثلثين) يؤيدون محاولات الرئيس أوباما لتطوير العلاقات الأميركية ـ الإسلامية ويصفون تحركات الإدارة لتحقيق هذا الهدف بأنها quot;مهمة جدًاquot;، على الرغم من إظهار عدد غير قليل شكوكهم المستمرة تجاه الإسلام. ويرى حوالى نصف الجمهوريين في الاستطلاع أن الرئيس أوباما مبالغ في التقرب مع العالم الإسلامي، بينما ترى الأغلبية الأكبر من الديمقراطيين والمستقلين أن أوباما يسير في الطريق الصحيح، ويفسر ذلك أن أغلب ( 6 من كل 10) من يحملون صورة سيئة تجاه الإسلام هم من الجمهوريين المحافظين، بينما تقل هذه النسبة (4 من كل 10) بين الديمقراطيين الليبراليين والمستقلين.
الأولويات العربية لتحسين صورة أميركا
وعن الأولويات العربية التي من شأنها تغيير وتحسين الصورة الأميركية في المنطقة، أظهرت نتائج استطلاع لمركز غالوب لاستطلاعات الرأي في شهر يناير الماضي عن رؤية عدد من المواطنين من الدول العربية لصورة الولايات المتحدة الأميركية في العالم وكذلك صورة القيادة الأميركية، تدهور الصورة الأميركية في المنطقة، فقد عبر 15% عن أن لديهم صورة جيدة عن الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاستطلاع شمل سوريا ومصر والأردن السعودية والأراضي العربية الفلسطينية المحتلة وتونس وإيران وتركيا ولبنان والجزائر.
أظهر الاستطلاع القضايا الفاصلة التي تتحكم في تغيير معدل واتجاه الرأي العام تجاه الصورة الأميركية وجاء ترتيب تأثيرها كما يلي : الانسحاب من العراق، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تعمل على القضاء على الفقر، وتفكيك القواعد العسكرية الأميركية في الخليج بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص. وعلى الرغم من محورية القضية الفلسطينية في رسم صورة سلبية أو إيجابية عن الولايات المتحدة إلا أنه لم تشرْ إليها النتائج المنشورة لهذا الاستطلاع من ضمن القضايا ذات التأثير أو تلك القضايا التي تعد مدخلاً لمجهودات تحسين الصورة الأميركية في المنطقة.
وفي ترتيب مختلف عن استطلاع جالوب للقضايا الأكثر تأثيرًا على قبول سياسة أوباما الشرق أوسطية تصدر الانسحاب الأميركي من العراق بنسبة 42% وتلاه الصراع العربي الإسرائيلي بنسبة 26% ثم جاء توجه إدارة أوباما وطرق تعامله مع العالمين العربي والإسلامي كثالث القضايا المؤثرة بنسبة 16%.
ويمثل تراجع الصورة الأميركية بهذا المعنى وإخفاق أدوات الدبلوماسية العامة الأميركية في تحقيق هذا الهدف، عبئًا غير مباشر على النخب الحاكمة في دول المنطقة في طريق تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية ما يجعل من الصعب على هذه النظم القيام بدور حيوي للإسهام في الحفاظ على المصالح الأميركية، كما يحرج النظام الحاكم في الداخل أمام القوى والتيارات المعارضة.
هذا في ما يخص دور القضايا في تحديد التوجهات بشأن صورة الولايات المتحدة و تقييم دور الرئيس أوباما وإدارته في إصلاح وتعزيز العلاقات الأميركية الإسلامية، أما في ما يخص دور العنصر الأوبامي في تغيير التوجهات تجاه القضايا ذاتها ، فنجد أن استطلاعًا للرأي آخر أجراه مركز غالوب خلال المائة يوم الأولى لأوباما في البيت الأبيض أظهر نسبة رضا المسلمين الأميركيين عن إدارة أوباما تصل إلى 85% وهي أعلى من نسب رضى فئتي اليهود والبروتستانت الأميركيين، وهو ما يشير إلى ارتفاع نسبة الثقة في قدرة أوباما على القيام بدور حيوي في تحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج حتى وإن كانت النتائج النفعية الملموسة لهذه الزيارات في معدلاتها المتواضعة، وقد جاء هذا التعليق في استطلاع رأي أجرته شبكة CNN قبيل انطلاق أول مهمة للرئيس أوباما خارج الولايات المتحدة حيث رأت أغلبية كبيرة 79% أن شعوب الدول الأجنبية ستبني صورة إيجابية عن الولايات المتحدة بسبب الرئيس أوباما.
كما أظهر استطلاع للرأي آخر أجرته Ipsos poll أن نسبة رضى مواطنين من دول عربية عن إدارة أوباما تمثل 48% وهي تقترب من النسبة التي أظهرتها نتائج استطلاع للرأي قام به مركز بروكينجز في أوائل شهر مايو الجاري عكست نسبة رضى 45% بين مواطني 6 دول عربية (مصر، الأردن، لبنان، المغرب، السعودية، الإمارات) عن دور الرئيس باراك أوباما وعن سياسته الخارجية، بجانب تعبير نسبة 60% عن تزايد آمالهم بشأن سياسة أوباما الشرق أوسطية خلال فترة المائة يوم الأولى في الرئاسة.
فجوة في معرفة الآخر
ويوضح الفرق بين النسب المعبرة عن آراء وتوجهات مواطني الدول العربية و بين آراء وتوجهات الشعب الأميركي، أن ثمة فجوة في المعرفة الحقيقية للآخر وفي تقييم حدود الإمكانات المتاحة، يعاني منها الطرفان، تلك الفجوة بين منحنى الطلب الإسلامي الأمني ومنحنى العرض الأميركي الحضاري الفكري، تلك الفجوة التي يمكن لإدارة أوباما عبورها من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة والمتمثلة في كاريزمية الرئيس الأميركي، والارتفاع النسبي في درجات تقبل الجانب المسلم للمحاولات الأميركية للإصلاح الأميركي للعلاقات عن طريق أدوات السياسة الخارجية المختلفة كتبادل الزيارات رفيعة المستوى، الخطاب المباشر، الاقتراب من القضايا الأمنية الأكثر إلحاحًا عند الرأي العام الشرق أوسطي، بجانب أدوات الدبلوماسية الشعبية.
وعلى الرغم من الطابع الفكري الحضاري الذي سيسيطر على الأغلب على الخطاب الأميركي للعالم الإسلامي الذي سيطلقه أوباما من القاهرة، فمن المتوقع أن يقدم هذا الخطاب توجهًا فكريًّا عامًّا للولايات المتحدة، ومن الأهمية أن يطرح الخطاب إطارًا لرؤية مستقبلية ذات طابع عملي لعلاقات أميركية ـ إسلامية صحيحة تعمل على إصلاح إخفاقات الماضي وتبني جسورا لتعزيز العلاقات في المستقبل وتؤسس لعلاقات دولية متوازنة وأكثر موضوعية.
رؤية العرب لأوباما ولقضايا المنطقة
للعام السابع على التوالي، أجرى مقعد أنور السادات للسلام والتنمية في جامعة ميرلاند بالتعاون مع مؤسسة زغبي الدولية استطلاعًا للرأي خلال شهري إبريل ومايو من العام الحالي في ست دول عربية، هي: مصر، الأردن، المملكة العربية السعودية، لبنان، المغرب، والإمارات العربية المتحدة؛ للوقوف على رؤية شعوب المنطقة لقضايا منطقتهم، وللسياسات الأميركية تجاهها.
تأتي أهمية هذا الاستطلاع من أنه جاء مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي quot;بنيامين نتنياهوquot; للولايات المتحدة، ولزيارة رئيس السلطة الفلسطينية quot;محمود عباسquot; للولايات المتحدة، وزيارة quot;باراك أوباماquot; للمملكة العربية السعودية والقاهرة في الأسبوع الأول من يونيو المقبل لإلقاء خطابه الرئيس للعالم الإسلامي، وهو ما يعطي أهمية للوقوف على رؤية المواطن الشرق أوسطي لعديدٍ من قضاياه التي تحتل مكانة متميزة على الأجندة الأميركية من العلاقات الأميركية ـ العربية في ظل إدارة أوباما ولاسيما مع العالم الإسلامي، الملف النووي الإيراني، العراق، والصراع العربي ـ الإسرائيلي وعلى وجه الخصوص عملية السلام في ظل تشدد الحكومة اليمينية الإسرائيلية الجديدة تجاه عملية السلام مع السلطة الفلسطينية.
عن منهجية الاستطلاع يقول quot;شبلي تلحمي إن هناك عددًا من الأسئلة التي أعيد طرحها على المستطلعين من الدول الست ذاتها التي يُجرى فيها الاستطلاع سنويًّا. وهذا العام تراوحت حجم العينية ما بين 4.000 إلى 4.087 مستطلعا. وأوضح quot;تلحميquot; أن هناك نتيجتين الأول بدون مصر والأخرى عند إضافة مصر، نظرًا لحجم السكان الكبير بها الذي يغير من النتائج النهاية للاستطلاع عند إضافتها؛ وذلك نظرًا لأن المصريين لديهم رؤية محايدة بصورة كبيرة عن الرئيس quot;أوباماquot; لذا فإن احتساب النتائج في الدول الخمس من دون إضافة مصر مرة، ومرة أخرى بإضافتها يظهر الفرق والذي يكون في كثير من الحالات كبيرًا. وتختلف نتائج الاستطلاع من دولة من الدول الست إلى أخرى. وفي تقريرنا هذا سنعرض لأهم نتائج الاستطلاع الإجمالية للدول العربية الست إجمالاً وليس كل دولة على حدةٍ.
تأييد عربي لأوباما
عن توجهات العرب تجاه الرئيس الأميركي quot;باراك أوباماquot; أظهر الاستطلاع أن 45% لديهم رؤية إيجابية عن quot;أوباماquot;، ومن دون إضافة مصر تصل تلك النسبة إلى 50%. ونسبة من لديهم رؤية محايدة عنه تصل إلى 28% في مقابل 24% لديهم رؤية سلبية. وترتفع نسبة التأييد في المملكة العربية السعودية والتي تصل إلى 79% في مقابل 14% لديهم رؤية سلبية. وإجمالاً يظهر الاستطلاع انخفاض نسبة من لديهم سلبية عن الرئيس quot;أوباماquot; في الدول الست.
وارتفاع نسبة من لديهم رؤية إيجابية عن quot;أوباماquot; مقارنة بسلفه quot;جورج دبليو بوشquot; لا يُعد مؤشرًا قويًّا على الحماسة العربية تجاه الرئيس الأميركي الجديد quot;باراك أوباماquot;، فقد وصلت نسبة من لديهم رؤية إيجابية قوية عن أوباما إلى 11%، وفي سؤال مفتوح عن القائد الذي يعجبك على مستوى العالم اختارت الأقلية أوباما كأحد هؤلاء القادة.
ويظهر الاستطلاع تمتع باراك أوباما بشعبية بين المستطلعين العرب مقارنة بالرئيس الأميركي الأسبق quot;جورج دبليو بوشquot; ووزيرة خارجيته الحالية ومنافسته السابقة على بطاقة الحزب الديمقراطي quot;هيلاري كلينتونquot;. ففي سؤال مفتوح عن أكثر شخصيتين على مستوى العالم تكرههما سمى 61% الرئيس quot;بوشquot; الابن كأول شخصية عالمية يكرهها المستطلعون العرب. ويُظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة من لديهم رؤية سلبية عن وزيرة الخارجية الحالية مقارنة بمن لديهم رؤية إيجابية والتي تصل إلى 45% و22% على الترتيب مقارنة بـ24% لديهم رؤية محايدة عن هيلاري.
العراق وفلسطين أولوية عربية
انعكست الرؤية الإيجابية للمستطلعين العرب عن quot;أوباماquot; في ارتفاع أملهم بشأن السياسة الخارجية الأميركية تجاه قضايا المنطقة. فبعد أسابيع قليلة من وصول إدارة أوباما إلى البيت الأبيض عبرت الأغلبية (51%) عن أملهم في سياسة أميركية جديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تصل في الدول الخمس الأخرى من دون أخذ النسبة في مصر في الاعتبار إلى 59%. في حين أعرب 28% عن رؤية محايدة حول السياسة الأميركية في ظل إدارة أوباما تجاه قضايا المنطقة في مقابل 14% محبطين من شأن أي تغيير في السياسة الأميركية في ظل إدارة أوباما.
هذه الرؤية المفعمة بالأمل لم تنعكس في ارتفاع نسبة التأييد العربية للولايات المتحدة فمازال 77% من العرب يعتبرون واشنطن من أكبر التهديدات بالإضافة إلى إسرائيل، ولكن تلك النسبة كانت مرتفعة في استطلاع العام الماضي (2008) والتي وصلت إلى 88%. مقارنة بين نتائج استطلاع هذا العام (2009) والعام الماضي (2008) تُظهر النتائج أنه ليس هناك تغيير كبير في نسبة من لديهم رؤية إيجابية عن الولايات المتحدة، ولكن هناك تغيير كبير ومهم في نسبة من لديهم رؤية سلبية عن الولايات المتحدة، فقد انخفضت تلك النسبة في استطلاع هذا العام عن استطلاع العام الماضي والتي وصلت إلى 46% و64% على الترتيب.
وعن القضايا العربية التي ستتصدر أجندة الرئيس أوباما احتلال العراق والصراع العربي الإسرائيلي أولوية القائمة، في حين أظهرت نتائج الاستطلاع احتلال كل من أفغانستان وباكستان مكانة منخفضة في قائمة المستطلعين العرب التي ستتصدر أجندة quot;أوباماquot; تجاه قضايا المنطقة، فقد رأى 3% فقط أنهما قضيتان مركزيتان لابد أن تهتم بهما إدارة أوباما. في حين عبر 16% عن مركزية التوجهات الأميركية تجاه العالمين العربي والإسلامي كقضية مركزية على الأجندة الأميركية يليها قضية حقوق الإنسان التي احتلت مكانة مهمة بين المستطلعين اللبنانيين والإماراتيين.
تأييد حل الدولتين
على عكس الحرب الإسرائيلية ـ اللبنانية عام 2006 والتي رأى فيها الأغلبية أن إسرائيل هي الخاسر الرئيس مقابل انتصار حزب الله اللبناني، رأت الغالبية العربية أن إسرائيل كانت المنتصر الأول من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر العام الماضي (2008) وأوائل هذا العام ذلك العدوان الذي استمر لقرابة اثنين وعشرين يومًا، والتي خسرها الفلسطينيون بجدارة حسب نتائج الاستطلاع. وعن التقييم العربي لقوة إسرائيل بعد حرب غزة رأى 11% فقط أن إسرائيل أصبحت أكثر قوة مقارنة بـ16% في استطلاع العام الماضي، في مقابل اعتقاد 44% أنها ضعفت و44% محايدون.
وعن التعاطف العربي للحركتين الفاعلتين على الساحة الفلسطينية (فتح وحماس) عبر 49% ومن دون احتساب مصر 39% عن تعاطف متساو تجاه الحركتين. في مقابل 22% متعاطفون مع حماس والتي تصل إلى 33% من دون احتساب مصر، في حين يتعاطف 12% مع فتح وتصل تلك النسبة من دون أخذ مصر في الحسبان إلى 14%. وترتفع نسبة التأييد لحماس في الأردن بنسبة 68% وفي المملكة العربية السعودية بنسبة 46% وأخيرًا في لبنان بنسبة 43%. وعن الرؤية العربية لحكومة وحدة وطنية فلسطينية عبر 74% عن رغبتهم في حكومة وحدة وطنية مقابل 12% لحكومة حماسوية و7% لحكومة فتحوية.
وتُظهر نتائج الاستطلاع استمرار التأييد العربي لحل الدولتين على أساس حدود 1976، وتصل نسبة التأييد لحل الدولتين في استطلاع هذا العام 73% في مقابل ارتفاع نسبة المعارضة إلى 25% في استطلاع هذا العام مقارنة بنسبة المعارضة والتي تقدر بـ 19% في استطلاع عام 2008. وتعتقد الأغلبية (60%) أن انهيار حل الدولتين سيؤدي إلى اشتعال الصراع خلال السنوات القادمة.
ويُظهر الاستطلاع في الوقت ذاته استمرار حالة التشاؤم العربية حيال استمرار عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية والتي وصلت إلى 50% خلال هذا العام. وفي الوقت ذاته ترتفع نسبة من يرون أن السلام أمرٌ حتميٌّ ولكنه يحتاج أكثر من خمس سنوات والتي ارتفعت من 27% في العام الماضي إلى 80% في استطلاع هذا العام.
إيران تهدد المنطقة
سعى الاستطلاع إلى الوقوف على رؤية الشعب العربي تجاه إيران وبرنامجها النووي، فقد أظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة الانتقاد العربي لإيران لاسيما في مصر والمغرب، فـ13% يعتبرون إيران أحد أكبر تحديين يواجهان المنطقة العربية مقارنة بـ7% في استطلاع العام الماضي. وتصل تلك النسبة هذا العام من دون احتساب مصر إلى 20% مقارنة بـ11% في استطلاع عام 2008.
ويرى 58% في استطلاع هذا العام أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية مقارنة بـ39 عام 2008. وترتفع نسبة (53%) من يرون أن من حق إيران امتلاك برنامج نووي في مقابل 40% مقتنعين بضرورة توقف المساعي الإيرانية لامتلاك برنامج نووي. وهذا يشير إلى تغير مهم عن استطلاع عام 2008 الذي دعم فيه 22% الضغوط الدولية لوقف البرنامج النووي الإيراني.
ويظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة (46%) من يرون أن تأثير امتلاك إيران أسلحة نووية سيكون سلبيًّا مقارنة بـ29 يرون أنه سيكون تأثيرًا إيجابيًّا على الأوضاع في المنطقة. وتختلف تلك النسبتان عن استطلاع العام الماضي حيث رأى 29% أن تأثير امتلاك طهران سلاحًا نوويًّا سلبيًّا على المنطقة وقضاياها في مقابل 44% يرون أنه إيجابي. ولكن في سؤال مفتوح عن أكثر دولتين تشكلان تهديدًا للمنطقة جاءت إيران في المرتبة الثالثة بعد إسرائيل والولايات المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن 9% من المستطلعين اعتبروا الصين أحد أكثر دولتين تهددان دول المنطقة.
وعن العراق أظهر الاستطلاع أن 65% من المستطلعين في الدول العربية الست يرون أنه مع سحب الولايات المتحدة قواتها من العراق بنهاية عام 2011 كما هو مخطط له فإن العراقيين سيكونون أكثرًا تجاوزًا لخلافاتهم. وهي تلك النسبة التي لم تختلف كثيرًا عن نسبتها في استطلاع العام الماضي والتي وصلت إلى 61%. ويرى 72% أن العراقيين بعد الحرب الأميركية على العراق في مارس 2003 أضحت أحوالهم أكثر سوءًا مما كانت عليه قبل الحرب. وقد انخفضت تلك النسبة عن نظيرتها في استطلاع العام الماضي، حيث رأى 82% أن أحوال العراقيين أصبحت أكثر سوءًا مقارنة بأحوالهم قبل مارس 2003.
شافيز يتفوق على نصر الله
كان لتزايد الانتقادات لحزب الله اللبناني وتدخله في الشؤون الدول العربية لاسيما في مصر تأثيرًا على مكانة زعيمه quot;حسن نصرquot; كزعيم محبوب لدى شعوب الدول العربية. ففي سؤال مفتوح عن الشخصية التي تعجبك خارج دولتك، عرف 6% زعيم حزب الله اللبناني quot;حسن نصر اللهquot; وهي نسبة منخفضة جدًا عن تلك النسبة (26%) التي عرفت quot;نصر اللهquot; كأكثر القيادات التي تعجبهم خارج دولهم في استطلاع العام الماضي. وفي استطلاع هذا العام كان رئيس فنزويلا quot;هوغو تشافيزquot; هو الرابح، حيث عرف 24% quot;تشافيزquot; بأنه أكثر الشخصيات المحبوبة لدى الشعوب العربية، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بـ4% كانوا عرفوا quot;تشافيزquot; بأنه شخصية محبوبة في استطلاع العام الماضي.
ويظهر الاستطلاع في سؤال مفتوح عن الدول والقوى التي يفضلون أن تلعب الدور الرئيس على الساحة الدولية رأت النسبة الأكبر (23%) فرنسا وتلك النسبة في الدول الخمس بدون احتساب مصر تقدر بـ31%، في حين جاءت الولايات المتحدة في المؤخرة بنسبة 8%. ولكن المدهش في الاستطلاع ارتفاع نسبة ألمانيا إلى 23%، ولكن 18% بدون احتساب مصر، وهي نسبة مرتفعة عن النسبة التي كانت عليها في استطلاع العام الماضي.
وتظهر نتائج الاستطلاع ارتفاع نسبة استخدام الإنترنت أكثر من مرة في الأسبوع والتي وصلت إلى 36% مقابل 38%لا يستخدمون الإنترنت وهي نسبة منخفضة عن العام الماضي والتي قدرت فيها نسبة عدم استخدام الإنترنت 52%. وعن اختيارات شعوب المنطقة لأفضل القنوات الإخبارية العالمية تصدرت قناة الجزيرة القطرية القائمة بنسبة 55% التي ارتفعت قليل عن 53% تلك النسبة التي حصلت عليها العام الماضي. مع ارتفاع نسبة إسهام قناة العربية أيضًا، لكن الصورة تختلف من دولة إلى أخرى.
الرأي العام الأميركي تجاه مسلمي أميركا
يتراوح عدد المسلمين في الولايات المتحدة بين أربعة وخمسة ملايين نسمة، يتركز حوالى 44% منهم في ولايات كاليفورنيا ونيويورك وإلينوى. وهناك 165 مدرسة إسلامية و843 مسجدًا ومركزًا إسلاميًّا و426 جمعية و89 مطبوعة إسلامية. وأغلب مسلمي الولايات المتحدة مولودون خارجها، حيث تبلغ نسبتهم وفق دراسة أعدها مركز quot;بيوquot;Pew صدرت في مارس 2007 حوالى 65% من المسلمين الأميركيين، منهم 39% جاءوا إلى الولايات المتحدة بعد عام 1990. وتتركز الدول التي هاجر منها المسلمون الأميركيون في الدول العربية، باكستان وجنوب شرق آسيا. أما المسلمون المولودون في الولايات المتحدة فأغلبهم من أصول أفريقية، وتمثل هذه الفئة 35% من إجمالي مسلمي الولايات المتحدة وفق دراسة أعدها مركز غالوب في مارس 2009، وكثير منهم اعتنق الإسلام في وقت لاحق من حياتهم. أما بقية المسلمين فهم من البيض (28%) و الآسيويين (18%) ، بينما تمثل أعراق أخرى متنوعة نسبة 18%. وتشير هذه الدراسة إلى أن المسلمين هم أكثر الجماعات الدينية تنوعًا في الولايات المتحدة.
تُشير استطلاعات الرأي إلى أن المسلمين في الولايات المتحدة يرفضون التطرف الديني بنسبة أعلى بكثير من المسلمين في أوروبا. وعلى الرغم من أن دراسة quot;بيوquot; ndash; السابق الإشارة إليها - تشير إلى أن أكثر من 50% من مسلمي الولايات المتحدة يرون أن الحرب على الإرهاب قد أثرت سلبًا في حياتهم، إلا أن هذه الفئة ذاتها تعيش في مستوى اقتصادي واجتماعي يُوازي المتوسط العام لمستويات المعيشة في الولايات المتحدة. ورغم ذلك تشير دراسة مركز غالوب إلى أن المسلمين هم أقل الجماعات من حيث النظر لحياتهم باعتبارها متميزة (41%) و ذلك مقارنة باليهود (56%) و المورمون (51%)، ولا يختلف في ذلك الشباب عن الأجيال الأكبر سنًّا ، وتشير الدراسة إلى أن المسلمين الأميركيين هم الأكثر التزامًا من الناحية الدينية (80% يرون أن الدين يلعب دورًا محوريًّا في حياتهم)، ولا يفوقهم في ذلك بين الجماعات الدينية الأخرى سوى المسيحيين (المرمون) (85%).
وقد أشارت الدراسة التي أعدها مركز بيو Pew أيضًا إلى أن المسلمين الأميركيين يشاركون باقي المجتمع الأميركي قيمه وتوجهاته العامة. وهم في هذا يتميزون عن مسلمي أوروبا، حيث يشير عديد من الدراسات إلى وجود مشكلات تعوق اندماجهم في المجتمع الأوروبي، كما يعاني المسلمون معدلات بطالة أعلى في غالبية الدول الأوروبية مقارنة بالولايات المتحدة. ومن هنا يصير من الملائم التعرف إلى توجهات المجتمع الأميركي تجاه مسلميه، وكيف تختلف هذه التوجهات عن الوضع في أوروبا.
الخصائص السكانية
تتركز الشريحة العمرية للمسلمين في الولايات المتحدة في سن العمل، حيث تتراوح من أعمار ما بين 16 و65 سنة حوالي 79%. وتبلغ نسبة المسلمين الذين تلقوا تعليمًا جامعيًّا حوالي 50%، وهي نسبة أقل من جماعات أخرى مثل اليهود الذين ترتفع بينهم نسبة الحصول على درجات جامعية عليا مثل الماجستير والدكتوراه، فحسب الدراسة حصل 24% فقط من المسلمين الأميركيين على شهادة جامعية. ومن الناحية المهنية يعمل حوالي 10% من مسلمي الولايات في مجالات الهندسة والكمبيوتر و8% في مجال الطب و4% في القطاع المالي. وبوجه عام فإن دخل المسلمين الأميركيين يتماشى مع المستويات العامة للدخل في الولايات المتحدة.
وفي ما يتعلق بالجانب القيمي، تشير دراسة إلى أن الاتجاه العام بين مسلمي أميركا يرى إمكانية تعايش دولتين (إسرائيلية وفلسطينية) في الشرق الأوسط. كما عبر حوالي نصف المسلمين الذين تم استقصاء آرائهم في هذه الدراسة عن قلقهم تجاه تصاعد الأصولية الإسلامية، واتجهت الغالبية العظمى منهم لرفض الحرب على الإرهاب وغزو العراق. وقد أشار 72% من المسلمين في هذه الدراسة إلى أن الدين يعد مهمّا جدًّا في حياتهم. وفي ما يتعلق بدرجة رضاهم عن حياتهم، يرى 78% من المسلمين أنهم quot;سعداء جدًّاquot; أو quot;سعداء لحد بعيدquot; بحياتهم.
توجهات الرأي العام الأميركي
عقب أحدث الحادي عشر من سبتمبر 2001 واتهام عدد من المسلمين في تلك الهجمات، أخذت الإدارة السابقة ـ إدارة الرئيس بوش الابن ـ تفرض قيودًا أمنية على مسلمي الولايات المتحدة، ناهيك عن تدهور وتراجع مكانة المسلمين داخل المجتمع الأميركي والنظرة السلبية والتمييز السلبي ضدهم.
بعد ثلاث سنوات من تلك الأحداث أجرت مجموعة الأبحاث الاجتماعية والإعلامية التابعة لجامعة كورنيل في ديسمبر من عام 2004، استطلاعًا لمعرفة اتجاهات الأميركيين تجاه مسلمي الولايات
التعليقات