الرئيس الأميركي بحاجة لقدرات خارقة كي يرضي الجميع في كلمته
خطاب أوباما في القاهرة يضع واشنطن في ورطة quot;أخلاقيةquot;!
تترقب الأوساط السياسية والدبلوماسية في مصر والمنطقة العربية وكذلك العالم بأسره ما ستؤول إليه نتائج الزيارة المنتظرة للرئيس الأميركي باراك أوباما لكل من المملكة العربية السعودية ومصر يومي الأربعاء والخميس المقبلين، ضمن جولته التي سيزور خلالها أيضاً كلا من فرنسا وألمانيا. وبينما تتحضر الأذهان وتستعد الآذان للإستماع إلى الكلمة التي سيوجهها أوباما للعالم الإسلامي، تناولت اليوم تقارير صحافية أميركية أجواء وأبعاد الزيارة من منظور مختلف إلى حد كبير، حيث تؤكد أن زيارة أوباما للقاهرة تحديدا ً سوف تضع الولايات المتحدة على الأرجح في ورطة. فتقول صحيفة quot;هوستون كرونيكلquot; أن الخطاب المرتقب لأوباما في القاهرة يُشكل إختباراً رئيساً للتعهد الذي قطعه أوباما على نفسه بوضع حدٍّ للانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون والعمل على استعادة السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر التي تُعد أكثر دول منطقة الشرق الأوسط كثافةً من الناحية السكانية والتي تُعد موطناً لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، كانت توصف من قِبل مسؤولي إدارة الرئيس بوش بأنها صاحبة دور بارز في مكافحة الإرهاب حتى على الرغم من التقارير التي كانت تصدرها الخارجية الأميركية كل عام بشأن استمرارها في quot;إساءة معاملة وتعذيب السجناءquot;. وتشير الصحيفة إلى أن تلك الجزئية تحديداً هي الجزئية التي تكمُن بها أزمة أوباما. فالولايات المتحدة تنتقد الحكومة المصرية على انتهاكها حقوق المعتقلين، بينما توافق هي أو حتى تقوم باستخدام الأساليب نفسها في بعض الأحوال. وتؤكد الصحيفة أنه في حالة عدم تمكن أوباما من إنهاء دعم أميركا لسوء معاملة السجناء في الخارج وانطلاقا من القاهرة، فإنه لن يلفح في تبديد المخاوف الدولية حيال حقيقة التزام بلاده بسيادة القانون.
وربما لا توجد ظاهرة تمثل تجسيدا ً لتلك الورطة بصورة أكثر وضوحاً من عمليات quot;التسليم الاستثنائيquot; التي مارستها المخابرات الأميركية ضد مشتبهين، وهو الأسلوب الذي لاقى سيلا كبيرا من الانتقادات من جانب المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان، وتم استثناؤه من القرار الذي سبق وأن أصدره بوش بشأن حظر التعذيب. وتتم عمليات التسليم الاستثنائية هذه عندما تقوم إحدى الحكومات باعتقال أحد المطلوبين ndash; الذي غالبا ً ما يكون عنصرا ً مشتبها في انتمائه لتنظيم إرهابي - ومن ثم تحويله إلى بلد آخر دون اعتقال أو اتهام أو ترحيل المتهم بصورة رسمية. ويبقي ضحايا عمليات التسليم مختفين وهم بمعزل عن العالم الخارجي، إلى أن يتم إحضارهم بصفة رسمية. ويقال إن الولايات المتحدة قامت بنقل أعضاء يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة إلى حكومات دول مثل أوزباكستان، الأردن، مصر، وسوريا ليتم التحقيق معهم هناك بعيدا ً عن الرأي العام أو القيود القانونية الخطرة.
وفي تقرير آخر ذي صلة، قال موقع quot;بلومبيرغquot; الإخباري الأميركي أن أوباما يحتاج لمهارات أسماها الموقع بـ quot;السحريةquot; عندما يتحدث في القاهرة كي يتمكن من الوصول لجميع المسلمين. فالدول الإسلامية ndash; من منظور التقرير الذي أفرده الموقع لهذا الشأن ndash; ليست دولا ً متماسكة، فالحكومات هناك تتأرجح في تركيبتها ما بين الممالك والدكتاتوريات وحتى الديمقراطيات، كما أن الفرقة الدينية والسياسية حاضرة بقوة بين سكان تلك الدول البالغ عددهم 1.5 مليار شخص. وعندما يبدأ أوباما في إلقاء كلمته في القاهرة، سوف يبدأ الجميع في الاستماع للجزئية التي تخصه ويخاطبها أوباما. وهنا نقل الموقع عن هالة مصطفي، رئيس تحرير مجلة الديمقراطية السياسية :quot; سنكون بحاجة لساحر كي يلقي خطاباً يرضيهم جميعاً. فالمفكرون يريدون التركيز على قضية الحرية، والمواطن العادي مهتم بالإصلاحات الاقتصادية، بينما تريد ( الأنظمة الدكتاتورية ) أن تحصل على اعتذارات عن سياسة الولايات المتحدةquot;.
ترجمة: أشرف أبو جلالة
التعليقات