بعد فشل المفاوضات بين قائمتي الحدباء والتآخي في نينوى
الجيش العراقي والبيشمركة الكردية على حافة التصادم

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: بعد جولات من المفاوضات في بغداد والموصل خلال الاسابيع الماضية وصلت مخاوف التصادم الكردي العربي في محافظة نينوى شمالا إلى مستوى عال بعيد إعلان النائب الموصلي في البرلمان العراقي أسامة النجيفي عن انهيار المفاوضات بين قائمة التآخي التي يترأسها المحافظ أثيل النجيفي وقائمة التآخي الكردية التي لم تشارك في انتخابات اختيار مجلس المحافظة الذي كانت تسيطر عليه قبل الانتخابات الأخيرة مطلع العام الجاري. فقد كشف النجيفي عن فشل الوساطات بين القائمتين حول الأزمة الراهنة في نينوى ومسألة تقاسم السلطة. مطالباً الأكراد الاعتراف بالحدود الادارية لمحافظة نينوى وبأحقية سيطرة الحكومة المحلية على كل أراضي المحافظة التي كانت تابعة لها قبل عام 2003.

ونفى النجيفي في تصريحات نشرتها وسائل إعلام عراقية ليلة أمس السبت أن يكون سبب الأزمة في نينوى هو عدم مشاركة الاكراد في ادارة المحافظة ، مشيرا الى أن الأطراف السياسية الكردية تعودت خلال السنوات الماضية الانفراد بالسلطة وهي التي ترفض المشاركة.

ومع إعلان المتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أن القوات الأميركية انسحبت لغاية الان من نحو 80 في المئة من قواعدها داخل بغداد وبقية المدن العراقية بنسبة 80 بالمئة، الذي سيكتمل نهاية الشهر الجاري يتخوف من تصادم بين القوات العراقية التي ستحل محلها وقوات البيشمركة الكردية التي مازالت تتواجد في بعض المناطق ذات الأغلبية الكرديةفيمحافظة نينوى.

والبيشمركة هي ميليشيات عسكرية كردية تابعة لحكومة إقليم كردستان كانت تقاتل القوات العراقية التابعة لنظام صدام خلال العقود الماضية وتحولت بعد عام 2003 إلى قوات رسمية لحكومة الاقليم الذي يضم محافظات أربيل والسليمانية ودهوك. ويطالب القادة الاكراد باستثناء محافظة نينوى من الانسحاب الأميركي تجنبا للتصادم. ويتطابق الطلب الكردي مع تصريحات لقادة عسكريين أميركيين باحتمال بقاء قوات لهم في نينوى بعد الثلاثين من حزيران الجاري quot;إذا تقدمت الحكومة العراقية بطلب بقاء الجيش الأميركي في نينوى خاصة وان الموصل تشهد هجمات متكررة بالقنابل والسيارات المفخخةquot; وفق الجنرال جاري فولسكي قائد القوات الأميركية في محافظة نينوى .

ومن المقرر أن تغادر القوات الأميركية القتالية المدن والاقضية العراقية بنهاية حزيران يونيو تمهيدا للانسحاب التام من العراق بحلول أب 2010، وفق خطة الرئيس الأميركي باراك اوباما، بينما نصت الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق على مغادرة القوات الأميركية العراق قبل نهاية العام 2011.

لكن الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي قال إن quot;القوات الحكومية لن تسمح بتواجد الميليشيات في محافظة نينوى، وأن وجود البيشمركة الكردية في بعض أقضية ونواحي محافظة نينوى غير قانوني ويؤزم الوضع الأمني، مؤكدا أن قوات وزارتي الداخلية والدفاع ستديران الملف الأمني في محافظة نينوى بعد انسحاب القوات الاميركية منها نهاية الشهر الجاري ، ولن تسمح تلك القوات لأي ميليشيات بالتواجد في المحافظة.

وهو يقترب من انتقاد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نهاية الشهر الماضي حيث اعتبر أن وجود قوات البيشمركة التابعة لاقليم كردستان خارج حدود الاقليم دون موافقة الحكومة المركزية خرقاً واعتداءً على الشرعية، واصفاً الوضع في مدينة الموصل شمال العراق بـquot;الخطر، وأن بعض الممارسات في التعرض لحركة الحكومة المحلية من قبل قوات البيشمركة يعتبر انقلابا على الشرعية والانتخابات، لأن الحكومة المحلية منتخبة ومن صلاحيتها وواجبها العمل على كل شبر من المحافظةquot; حسب وصفه.

وكانت قائمة الحدباء الوطنية التي يتزعمها المهندس أثيل النجيفي فازت مطلع العام الجاري بمعظم مناصب مجلس محافظة نينوى بعد حصادها نحو ثلثي مقاعده بـ 19 مقعداً من أصل 37 مقعداً نالت ثلثها قائمة نينوى المتآخية الكردية بـ12 مقعداً حيث لم تفز بأي منصب في المحافظة التي كانت تسيطر على معظم مقاعدها بعد انسحابها من جلسة التصويت على توزيع مناصب مجلس المحافظة بسبب اعتراضها على سياسة قائمة الحدباء. وتضم محافظة نينوى، 450 كم شمال بغداد، مناطق يطالب الأكراد بضمها لإقليم كردستان مثل سنجار وشيخان ومخمور التي تتواجد فيها قوات من البيشمركة الكردية وتقاطع ادارات مجالسها مجلس المحافظة التي تضم قوميات عربية وتركمانية وكردية وآشورية.