القاهرة: كشف رئيس وفد حركة quot;فتحquot; إلى الحوار الوطني الفلسطيني أحمد قريع لصحيفة quot;الحياةquot; عن عزم مصر على دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة quot;حماسquot; خالد مشعل إلى القاهرة خلال اليومين المقبلين، وذلك في ضوء الجهود التي تبذلها من أجل تأمين نجاح الحوار. وكان وفد من quot;فتحquot; يضم قريع ورئيس كتلة quot;فتحquot; البرلمانية عزام الأحمد، غادر القاهرة بعد جلسة محادثات عقدها مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان. وأوضح قريع لـquot;الحياةquot; قبيل مغادرته القاهرة انه quot;جئنا لنستمع من الاخوة في مصر، واستمعنا بشكل جيد لما أكدوه لنا عن استئناف جلسات الحوار في الخامس من الشهر المقبل، وان السابع من الشهر المقبل سيشهد إبرام الاتفاق للمصالحة بحضور الفصائل الفلسطينية كافةquot;، لافتاً إلى أن مصر تبذل جهودها مع الجانبين معاً quot;فتح وحماسquot; من اجل نجاح الحوار والتوصل إلى اتفاق. وشدد على أن وفد quot;فتحquot; في الحوار مفوض من الرئيس محمود عباس، ولديه الصلاحية، ويعرف موقف الحركة جيداً، وهو صاحب قرار.

من جانبه، أوضح الأحمد لـquot;الحياةquot; أن quot;مشعل سيصل الى القاهرة خلال ايام تلبية لدعوة من الجانب المصري. واضاف ان مصر تريد التأكيد بأنها مستمرة في خططها وماضية في برنامجها، مضيفا ان المصريين quot;اوضحوا لنا بأنهم سيدعون الفصائل واللجان خلال الأيام القريبة المقبلةquot;. ولفت إلى أن مصر ترى ضرورة حضور الجميع لكن بأجوبة محددة على القضايا الخلافية. وتابع: quot;باختصار مصر ملزمة إنجاح الحوار ولا تريد أن يتأثر سلباً سواء بالاعتقالات الأخيرة التي جرت في غزة أو بأحداث قليقيليةquot;. وزاد: quot;مصر تريد تطويق التوتر الذي حدث أخيراً نتيجة ما جرى في غزة من اعتقالاتquot;، مشيرا الى اعتقال 120 كادرا quot;فتحاوياquot; ومنع وفد عضوية مؤتمر quot;فتحquot; السادس من الخروج من غزة والتوجه الى رام الله، وكذلك اعتقال لجنة اقاليم شمال غزة والقيادي احمد نصر.

وعن القضايا الخلافية بين الجانبين، أوضح quot;ما يزال هناك تباين شاسع بين وجهتي النظر في الملف الأمنيquot;، مشيراً الى أن quot;هذه المسألة تم بحثها خلال المحادثات مع الوزير سليمان الذي اشار الى أن الأمر ما يزال قيد الدرس بين الجانب المصري وكل من الحركتين، وهناك حاجة الى مزيد من الوقتquot;. ولفت الاحمد الى أن quot;فتح ترفض على الاطلاق مصطلح قوة رمزية، وتصر على ضرورة وجود قوة لإنهاء الانقسام وإعادة توحيد مؤسسات السلطةquot;. وشدد على أن ذلك هو عنوان المصالحة، داعياً إلى ضرورة إعادة بناء الأجهزة الأمنية مهنياً وبعيداً عن المحاصصة والتجاذب الفصائلي.

وعما تردد عن نية مصر ارسال وفد أمني مصري، أجاب: quot;اكد لي المصريون سابقاً واليوم أن مصر ستبعث يوم توقيع الاتفاق وفدا يضم ضباطاً مصريين وعرباً سيدخلون غزة للإسهام في تطبيق الاتفاق وتذليل العقبات التي قد تحول دون ذلكquot;.

وبالنسبة إلى الانتخابات، أوضح ان quot;مصر ترى أن طرحها 75 في المائة نظام نسبي و25 في المائة دوائر، هو الحل المناسب لمعالجة هذا الملف، وأن تكون نسبة الحسم 3 في المئةquot;، لافتاً إلى أن معظم الفصائل الفلسطينية يفضل النظام النسبي الكامل، وكذلك اللجنة التنفيذية التي ما زالت تعمل ولم تفقد نصابها، مشيراً إلى أن عضو اللجنة التنفيذية سمير غوشة، على رغم مرضه، فهو يحضر جلسات اللجنة التنفيذية واجتماعاتها.

وانتقد الأحمد وفد quot;حماسquot;، لافتا الى انه quot;ليست لديه صلاحية اتخاذ قرار بالتوصل إلى اتفاقquot;، ورأى ان quot;وفد حماس يتصف بالجمود ولا يمكنه أن يعدل كلمة او يضيف من دون تعليمات، فهو ليس مخولاquot;، مدافعاً عن وفد quot;فتحquot; الذي quot;لا يخضع سوى لمؤسسة فتحquot;، واوضح ان quot;قرار الحركة واضح وهو ضرورة انجاح الحوار، ونحن ملتزمون ذلكquot;.

وعما اعلنت عنه quot;حماسquot; من انها وافقت على أن يكون برنامج حكومة التوافق التي ستشكل هي وثيقة الوفاق الوطني (الأسرى) لكن quot;فتحquot; رفضت ذلك، أجاب: quot;أكدنا منذ بداية الحوار ان الحكومة التي ستشكل يجب أن تلتزم كامل التزامات منظمة التحرير بغض النظر عن الفصائل التي ليست بالضرورة أن تلتزم ذلكquot;. وشدد الاحمد على رفض quot;فتحquot; ومصر طرح quot;حماسquot; كيانين وحكومتين لأن هذا من شأنه أن يرسخ الانقسام ويعززه، وأوضح ان quot;هذا نرفضه ولا يمكن أن نتعاطى معه، لكننا نؤيد الطرح المصري بتشكيل لجنة فصائلية مرجعيتها الرئيس عباس لتساعده وتعيد إعمار غزةquot;.