تكثيف الحملات الأوروبية من أجل ولاية ثانية لباروسو
الأزمة الإقتصادية أثرت بشكل واضح على الناخبين
أوروبا: وداعًا لليسار ولياليه الحزينة ساركوزي يرحب بفوز حزبه في الانتخابات الاوروبية الناخبون الأوروبيون يعاقبون اليسار ويصوتون لليمين الإنتخابات الأوروبية: نسبة قياسية للإمتناع عن التصويت
ترجمة جويل فضّول: بعد النجاح الباهر لليمين الوسط، بدأ الإتجار الأوروبي في المناصب الرئيسة في البرلمان. فالمحافظون في الحزب الشعبي الأوروبي PPE يكثفون حملاتهم من أجل ولاية ثانية لجوزيه مانيول باروسو. أما الليبراليون في الحزب الديمقراطي المسيحي ADLE، يرشحون نفسهم لرئاسة المجلس. أما الفريق الاخضر قد إنطلق إلى العمل حسب النهج الاشتراكي لحزب الاشتراكيين الاوروبيين. والجدير ذكره أنه إنخفض عدد مقاعد الاشتراكيين بنسبة 20 ٪، بينما كسب الجمهور اليميني بشكل صاخب وأكثر إثارة، وكانت الصناديق الانتخابية قد ألحقت ضربة للاشتراكيين واليساريين في ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا والبرتغال. إلا أن وجه البرلمان الأوروبي لا يبرز متزعزعًا: فالمحافظون في الحزب الشعبي الاوروبي يدعمون حسناتهم على الاشتراكيين في الحزب الاشتراكي الاوروبي. وعند النظر بشكل موثق أكثر، تلاحظ صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن الأزمة الاقتصادية وانزعاج الناخبين أثرا على الانتخابات بشكل واضح لا سيما بعد امتناع قياسي وصلت نسبته إلى 57 ٪.
ولا بد من الذكر أنه على البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أن تعطي موافقتها لانتخاب الرئيس للبرلمان. وأشار رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو يوم الثلاثاء 9 حزيران/يونيو، أنه مرشح مجددًا لولاية ثانية، وفق ما ذكرته صحيفة لونوفيل أوبسرفاتور الفرنسية. ويؤكد رئيس الوزراء التشيكي يان فيشر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، أنه كان قد طلب من الرئيس باروسو اذا كان على استعداد quot;لفترة ولاية ثانيةquot;، وكان رده إيجابيًا. وكان باروسو قد قبل بهذا الطلب، وأشار يان فيشر إلى أنه بدأ بمشاوراته حول هذه القضية مع باقي البلدان في الاتحاد الاوروبية والتي من المفترض أن توافق.
الازمة الاقتصادية أساءت إلى الحزب اليساري
وكان يعتقد أن الليبرالية أصبحت ملامسة للأرض جراء الأزمة الاقتصادية، وأن الرأسمالية قد أصبحت ممقوتة من الناخبين الاوروبيين. مع أن معظم هؤلاء الناخبين قد صوتوا لليمين وأبقوا البرلمان الأوروبي في حالته الزرقاء. ويصرح لصحيفة لومنوند الفرنسية دينيس ماكشين، العضو البريطاني في البرلمان والوزير السابق للشؤون الاوروبية في حكومة توني بلير، محللاً انتصار اليمين في معظم الدول الأوروبية، بأن هناك جوًا من إعادة تجنيس أوروبا. والشعب الأوروبي خائف، فهو يخشى على وظيفته وراتبه ومستوى المعيشة، ومستقبل أطفاله... في هذا الجو من القلق، فالناخب يضع نفسه في موقف دفاعي، ويجلس على الصعيد الوطني، وبالتالي يصوت لصالح المحافظين في بلاده. أضف إلى أن اليساريين الاوروبيين لم يجدوا بعد الكلمات والسياسات التي تلائم القرن. ولا يزال يعتقد اليسار أن الأزمة الاقتصادية الحالية أمر جيد بالنسبة إليه. على العكس الشعب الذي يصوت لليسار حينما يثق في مستقبله. وكلما أسرعت الأزمة في الانتهاء، كلما وجد اليسار شعبية كبرى بين الناخبين.
وتشير صحيفة لومند الفرنسية أنه في فرنسا وألمانيا وإيطاليا، قد صوت غالبية الناخبين لصالح الاحزاب اليمينية في السلطة، إلا أن دينيس ماكشين يعتبر أن تلك البلاد غير راضية عن الطريقة التي تدار فيها الازمة الاقتصادية. ويضيف أن الانتخابات الأوروبية هي انتخابات احتجاجية حيث يصوت الناخبون للوائح التي تبقى هامشية في الانتخابات الوطنية، ويأخذ على سبيل المثال دانيل كون بنديت. أضف إلى أن نيكولا ساركوزي سعيد بحصوله على 28 ٪ من الاصوات، لكن ذلك يعني أن سبعة من أصل عشرة ناخبين فرنسيين قد رفضوا حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية والحكومة أيضًا. وعلى الجانب الآخر، ركزت اللاوائح الانتخابية اليمينية على الهجرة، حيث التأمين على المواضيع الاقتصادية. وقد قررت اللعب ببطاقة معادية للمسلمين، مظهرة بحزم معارضة انضمام تركيا إلى أوروبا على سبيل المثال، على عكس اليسار الذي كان أكثر انفتاحًا. فالناخبون يعتقدون أنهم يعرفون أكثر بقليل ما ينتظرهم بتصويتهم لليمين لان اليسار لم يترك حقًا مشروعًا واضحًا.
وحول عدم مقدرة اليساريين في النجاح بكسب الاصوات الانتخابية مستفيدين من الازمة الاقتصادية الناخبين من الانفصام، يقول العضو البريطاني إن الناخبين مصابون بحالة من الانفصام وهم لا يحبون العولمة، ولكن يحبون شراء بلاك بيري أو iPhone. نعم للمزيد من الرعاية الاجتماعية، ولكن يريد ان يواصل شراء السيارات الكورية، والذهاب لشراء الملابس بقيمة خمس يوروquot;، هكذا يفكر الناخب المتوسط. بينما الحماية الاجتماعية التي اقترحها اليسار ترتبط بانخفاض الواردات، غير أن الحفاظ على وظائف الخدمة المدنية يعني ارتفاعًا للضرائب. فاليسار الأوروبي فشل في إدخال هذه التناقضات والبحث عنها. ولكن من الجانب الآخر ، تمضي الاحزاب اليسارية وقتها بإنتقاد أوروبا، قائلة إن بروكسل تشكل تهديدًا، وإن البنك المركزي الأوروبي ليبرالي، إلا أن هذه المقولات تعتبر بالنسبة للناخبين ضد الأوروبية .
أزمة الحزب الاشتراكي
لا بد من أن تدق ساعة الحقيقة. سيجتمع الحزب الاشتراكي اليوم الثلاثاء أثناء اجتماع للمجلس الوطني في فندق باريسي، ومن المتوقع أن تثار النصوص التفسيرية للانتخابات التي جرت، وينبغي مبدئيًا أن تتم في جلسات مغلقة. راضخين للهزيمة الثقيلة في أوروبا، والتي تضع مجددًا الهيمنة اليسارية، لا يكشف الحزب الاشتراكي رأس رئيسهم مارتين أوبري، لكنهم يريدون إجراء تغيير جذري في السياسة والنهج. فالسكرتيرة الاولى تؤكد أن الفرنسيين ارسلوا الصورة: انقسام، لولبة على أنفسنا. وتضيف: quot;هذا ما يعطيني المزيد من المسؤولية لتحقيق ذلك التجددquot;.
وبعد ستة أشهر من كارثة اتفاقية ريس والذي أدخلتنا في الألم، وعدت مارتين أوبري بـتسريع حركة التجديد. ولكن بالنسبة إلى مختارة منطقة ليل، يبقى الحزب الاشتراكي مركز ثقل لليسار، لأنه يعالج مشكلة المجتمع، منتقدة دعاة حماية البيئة الذين يخلف الحزب الاشتراكي ببعض 30،000صوت. معتبرة أن مالك بوتيه وحده، والقريب من سيغولين رويال ، قد تمنى أن تستنتج بنفسها النتائج، داعيًا ضمنًا إلى استقالتها. أما العضو في مجلس الشيوخ ورئيس بلدية ديجون، وأحد القريبين من سيغولين رويال، يفسر ضعف نتيجة الحزب الاشتراكي لصخيفة لوفيغارو الفرنسية قائلاً إن هذا الحزب قد تعرض لخسارة خطرة بسبب أخطائه في الحملات الانتخابية لا سيما الأوروبية. فلقد تحدث هذا الحزب الاخير عن نيكولا ساركوزي حينما كان الفرنسيون ينتظرون رؤية واقتراحات لأوروبا تهدف إلى مواجهة أزمة اقتصادية واجتماعية ومالية لم يسبق لها مثيل.
التعليقات