صدامات بين مناصري موسوي والشرطة في طهران
أحمدي نجاد يفوز بالولاية الرئاسية الثانية على التوالي


فريق احمدي نجاد يعلن الفوز في السباق الرئاسي الايراني

طهران، وكالات: قال رئيس اللجنة الانتخابية السبت ان محمود احمدي نجاد فاز بنسبة 63% من الاصوات التي تم فرزها في معظم المناطق الايرانية، مما يعني فوزا اكيدا للرئيس المنتهية ولايته. وقال كامران دانيشجو على التلفزيون الرسمي ان احمدي نجاد حصل على معظم الاصوات ال21,8 مليون او ما نسبته 63,36% من اصوات نحو 34,4 مليون ناخب ادلوا باصواتهم في 346 من 366 دائرة انتخابية.

ولكن منافس نجاد، المعتدل مير حسين موسوي زعم وجود مخالفات وأعلن فوزه. وتجمع السبت في ساحة فاناك في وسط طهران الآلاف من انصار موسوي، واطلقوا هتافات مناهضة للحكومة احتجاجا على نتائج الانتخابات، كما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.

وهتف المتظاهرون quot;فليسقط الديكتاتور!quot;، وهم تجمعوا في احدى الساحات الرئيسية في العاصمة بعدما اظهرت النتائج الرسمية شبه النهائية خسارة مرشحهم بفارق كبير عن الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد الذي ضمن فوزا اكيدا.

كذلك تجمع المئات من انصار موسوي قرب مقر وزارة الداخلية وهتفوا quot;الموت للديكتاتور!quot;.

خامنئي اثناء الادلاء بصوته

وولدت الحملة الانتخابية الساخنة اثارة قوية داخل ايران واهتماما قويا في شتى انحاء العالم مع بحث صناع السياسة عن علامات على تغير في موقف طهران التي تدهورت علاقاتها مع الغرب في ظل احمدي نجاد. وكان موسوي قد حاول في وقت سابق إجهاض البيانات الرسمية بدعوته الى مؤتمر صحافي زعم فيه حدوث مخالفات من بينها نقص بطاقات الاقتراع. وقال quot;انا الفائز المؤكد في هذه الانتخابات الرئاسية.quot;

ولم يتضح كيف سيرد انصاره الذين امتلأت بهم شوارع طهران ليلا خلال فترة الاستعداد للانتخابات يوم الجمعة على فوز احمدي نجاد. وذكر شاهد من رويترز ان الشرطة الايرانية فضت تجمعا لعدة مئات من انصار موسوي في احد ميادين طهران في ساعة متأخرة ليل الجمعة. وتقول الشرطة إنها عززت الامن في شتى انحاء طهران لمنع اي اضطرابات. وكل التجمعات محظورة الى ان يتم الاعلان عن النتائج النهائية .

وقال محللون ان فوز موسوي بالرئاسة قد يساعد على تهدئة التوترات مع الغرب الذي يساوره قلق من طموحات ايران النووية كما قد يحسن فرص التواصل مع الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي تحدث عن بداية جديدة في العلاقات مع طهران.

وقال موسوي وهو رئيس وزراء معتدل سابق ان اشخاصا كثيرين لم يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم حتى بعد تمديد فترة التصويت اربع ساعات. وادرج خلال مؤتمره الصحافي ما وصفه بمشكلات في عملية التصويت. وقال موسويquot;ننتظر ان ينتهي فرز الاصوات رسميا واعطاء تفسيرات لتلك المخالفات، quot;نتوقع الاحتفال مع الناس قريبا.quot;

ويستمد احمدي نجاد تأييده الاساسي من المناطق الريفية او الاحياء الاكثر فقرا في المدن الكبيرة. ويحظى موسوي بتأييد قوي في المراكز الحضرية الاكثر ثراء ومن المتوقع ان يجتذب اصواتا من النساء والشبان.

المنافس الأقوى لنجاد مير حسين موسوي

وذكرت النتائج الاولية ان المرشحين الاخرين لم يجتذبا سوى نسبة بسيطة من الاصوات. وبموجب قواعد الانتخابات فمن الضروري لتحقيق فوز صريح الحصول على 50 في المئة من الاصوات والا سيتم إجراء جولة اعادة في 19 يونيو حزيران بين اعلى مرشحين حصلا على اصوات. وفاز احمدي نجاد/52 عاما/ بالسلطة قبل اربع سنوات بناء على تعهد بإحياء قيم الثورة الاسلامية . وعزز على نحو مطرد البرنامج النووي الايراني رافضا اتهامات غربية بانه يهدف الى بناء قنبلة نووية واثار غضبا دوليا بانكاره حدوث المحرقة ودعوته لمحو اسرائيل من على الخريطة.

ويرفض موسوي (67 عاما) المطالب الغربية بأن توقف ايران تخصيب اليورانيوم لكن محللين يقولون انه سيطبق اسلوبا مختلفا للعلاقات الايرانية الاميركية والمحادثات بشأن البرنامج النووي لطهران الذي يخشى الغرب ان يكون ستارا لصنع قنابل. ولكن في نهاية الامر فان الزعيم الاعلى لايران اية الله علي خامنئي هو الذي يقرر السياسة النووية والخارجية لايران. وقال أحمدي نجاد وهو يدلي بصوته في جزء يقطنه افراد الطبقة العاملة في طهران quot;قرار الشعب القوي والثوري والواضح سيجلب مستقبلا باهرا للامة.quot; واضاف وقد وقفت زوجته بجواره quot; اشكر كل الناس على وجودهم الاخضر الذي خلق معجزةquot; مشيرا الى الالوان التي يرتديها انصاره. وشاب الحملة الانتخابية التي استمرت ثلاثة اسابيع حملات تشهير مع اتهام أحمدي نجاد منافسيه بالفساد . وقال منافسوه انه يكذب بشأن حالة الاقتصاد.

صدامات في طهران

وفي اول رد فعل على فوز نجاد جرت صدامات السبت في طهران بين الشرطة ومناصرين لمير حسين موسوي المرشح للرئاسة بعد اعلان النتائج الاولية والتي بينت تقدما ملحوظا لخصمه محمود احمدي نجاد. وهتف مناصرو موسوي المجتمعون امام المقر العام لحملة مرشحهم quot;لقد افلسوا البلاد ويريدون إلحاق المزيد من الافلاس بها خلال السنوات الاربع القادمةquot;، بينما كانت الشرطة تحاول تفريقهم بضربهم بالعصي وركلهم بالارجل. وصرخوا quot;سنبقى هنا وسنموت هناquot; بينما تلقت امراة ضربة بالعصا على ظهرها من شرطي. وقالت امراة اخرى quot;اخشى ان يكونوا قد تلاعبوا باصوات الشعبquot;. كما طلبت الشرطة من اصحاب المحال التجارية المجاورة إغلاق متاجرهم.

فوز احمدي نجاد quot;مقلق للغايةquot;

وفي أول رد فعل إسرائيلي على فوز نجاد قال مسؤول اسرائيلي كبير اليوم السبت ان فوز الرئيس الايراني نجاد الكاسح لولاية رئاسية ثانية quot;مقلق للغايةquot; بالنسبة إلى اسرائيل.
ونقل عن المسؤول قوله quot;هذا تطور مقلق للغاية لان احمدي نجاد هو اكثر المرشحين تشددا ولن يقود فوزه سوى الى مزيد من المواجهة مع العالم الغربيquot;. ورفض متحدث باسم الحكومة الاسرائيلية التعليق على فوز احمدي نجاد بينما تعذر الاتصال فورا بمسؤولين اخرين اذ ان السبت هو يوم العطلة اليهودية. وتصاعد التوتر بين البلدين بشكل كبير منذ تولي احمدي نجاد السلطة اول مرة في عام 2005 حيث إنه نفى مرارا حجم المحرقة اليهودية وتوقع انهيار اسرائيل.

متظاهرتان في لوس أنجلوس ضد انتخاب نجاد

اوباما يأمل بحوار مع ايران أيا كان الفائز

وكان أعرب اوباما الجمعة عن الأمل في ان يساعد النقاش الجدي الذي ترافق مع الانتخابات الرئاسية في ايران على البدء بحوار مع طهران أيا كان الفائز بالانتخابات. وقال اوباما تعليقا على الانتخابات الرئاسية الإيرانية quot;كائنا من كان الذي سيفوز في الانتخابات في نهاية الأمر، نأمل ان يخدم النقاش الجدي في ايران قدرتنا على البدء بحوار معهم بطرق جديدةquot;.واضافquot;بعد الخطاب الذي ألقيته في القاهرة حاولنا ان نرسل لهم رسالة واضحة بأننا نعتقد ان هناك إمكانية للتغيير. وفي النهاية القرار للإيرانيين، لكن تماما كما كان صحيحا في لبنان،فان ما يمكن ان يكون صحيحا في ايران هو انك ترى الناس ينظرون الى إمكانات جديدةquot;.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وصفت في وقت سابق نسبة المشاركة الكبيرة في الانتخابات الإيرانية بأنها إشارة إيجابية. وأضافت quot;مثل جميع الناس خارج إيران وداخلها، سننتظر النتائجquot;.

محمود احمدي نجاد رئيس مثير للجدل

محمود احمدي نجاد، لا يستسيغه الغرب بينما تثير سياسته الشعبوية جدلا في الداخل الايراني. واثار هذا المحافظ المتشدد الذي يطرح نفسه في موقع المدافع عن الفقراء والمؤمن الورع، غضب الدول الكبرى بسبب خطاباته النارية. فبعيد فوزه المفاجئ في 2005، اشتهر احمدي نجاد بتصريحاته التي اكد فيها ان اسرائيل محكومة quot;بالزوال عن الخارطةquot; وان محرقة اليهود quot;خرافةquot;.

وقد جسد احمدي نجاد الذي شبه البرنامج النووي الايراني quot;بقطار من دون فرامل او لا يمكنه العودة الى الوراءquot;، رفض النظام الايراني تعليق هذا البرنامج على الرغم من الضغوط الدولية. وقد انتقده العديد من الاقتصاديين داخل ايران لانتهاجه سياسة اقتصادية تتسم بالهدر وتقوم على اعادة توزيع العائدات النفطية بشكل كثيف، ما تسبب بتضخم وصل الى 23,6% من دون ان يؤدي الى خفض البطالة والفقر. واحمدي نجاد (52 عاما) متزوج واب لولدين وفتاة.

واحمدي نجاد وهو ابن حداد، ولد في 28 تشرين الاول/اكتوبر 1956 في قرية ارادان الفقيرة الواقعة على مسافة تسعين كلم جنوب شرق العاصمة. نشأ في طهران وحاز شهادة دكتوراه في ادارة المواصلات في المدن.

وعند قيام الثورة الاسلامية في 1979، انضم مع غيره من الطلاب الاسلاميين الى صفوفها قبل ان ينتسب الى الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام. وتولى فيما بعد اول منصب سياسي شغله في حياته اذ عين حاكما لمحافظة اردبيل شمال غرب ايران.

وفي 2003 دخل الحياة السياسية الايرانية من بابها الواسع بتوليه رئاسة بلدية طهران، فكان هذا المنصب مدخلا مكنه لاحقا من الوصول الى سدة الرئاسة في حزيران/يونيو 2005. وحرص خلال احدى مناظراته التلفزيونية الاخيرة على ابراز صورته كرجل من الشعب فأكد انه يعيش من مرتبه كاستاذ. وتستقطب شعبويته معجبين وتحديدا في الاوساط الشعبية في المدن والقرى. وفي حين يأخذ عليه خصومه خطابه العدواني، يرى فيه انصاره شخصا quot;يساعد الفقراءquot;.

وقال مهدي محمودي وهو شاب يسكن مدينة اسلام شهر الشعبية المتاخمة لطهران quot;اذا كان هناك شخصان في وضع صعب، فان احمدي نجاد سيبادر الى مساعدة الذي يواجه اكبر قدر من المتاعبquot;. وواجه انتقادات شديدة في الايام الاخيرة لتشكيكه في صحة شهادة زهرة رهنورد زوجه خصمه الرئيس مير حسين موسوي.

واعتمد احمدي نجاد اسلوبا جديدا في الحكم فجمع مجلس وزرائه كل اسبوعين او ثلاثة اسابيع في مدن من مختلف المحافظات حتى quot;يفهم بشكل افضل مشكلات الشعب اليوميةquot;، بحسب العبارة التي يرددها. وتلقى على مدى اربع سنوات عشرين مليون رسالة وشكل مكتبا خاصا يتولى الرد على كل منها حرصا منه على الاحتفاظ بقاعدته الانتخابية الشعبية.

وفي حال اعيد انتخاب احمدي نجاد الذي يحظى على ما يبدو بتأييد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، فسوف يعود له ان يرد على عرض الرئيس الاميركي باراك اوباما للتحاور. وقرر اوباما quot;مد اليدquot; الى القادة الايرانيين ولم يستبعد احمدي نجاد ان تتجاوب طهران مع هذه البادرة ولكنه يشترط على واشنطن ان تغير سياستها quot;في الافعالquot;. وقد واصل في الوقت نفسه خطابه الهجومي بتأكيده ان محرقة اليهود كانت quot;خدعة كبيرةquot;.