القاهرة: لم يعلم ألبينو، الذي هرب من السودان في محاولة لإيجاد فرصة للعيش الكريم، أن العنصرية والفقر سيقفان حاجزاً أمامه، خصوصاً أنه واحد من بين عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين الذين يعدون ضيوفاً غير مرحب بهم في مصر.
واستبعد ألبينو قبل أن يهاجر إلى الأراضي المصرية، أن يواجه وضعاً معيشياً وجد أنه يكاد يكون أسوأ من وضعه في السودان، حيث ما زال يبحث عن مكان للعيش، وهو ما عبرعنه بقوله إنه طالما quot;تمنى كسب جميع الحقوق مثل أي إنسان آخر.quot;
ويفتقر اللاجئون السودانيون لأبسط الحقوق، وغالباً ما يعيشون في أفقر الأحياء المصرية، كما يشتكي البعض منهم، مثل ألبينو، من التعرض للعنف الجسدي والنفسي.
ويؤكد راي جورديني، مدير برنامج الهجرة القسرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، على وجود العنصرية، ويقول: quot;بالطبع هناك عنصرية في مصر كما هي الحال مع أي بلد يستقبل اللاجئين، وعادة ما يتم الإساءة إليهم وتوجيه اللوم لهم لارتفاع الأسعار، والتضخم الحاصل في البلد.quot;
وأضاف جورديني أن quot;الإساءة والعنصرية أمران شائعان في مصر، ويعدان من الأمور الطبيعية التي يمر بها اللاجئ في مصر بشكل يومي.quot;
وتحذر منظمات حقوق الإنسان أيضاً من تفشي المشكلة، خاصة وأن هؤلاء اللاجئين يعيشون بالعشرات تحت سقف واحد، وفي ظروف معيشية وصحية صعبة.
وقالت عبير عطيفة، متحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن quot;اللاجئين في مصر يواجهون العديد من التحديات، كصعوبة الحصول على الرعاية الطبية، والتعليم، وإيجاد فرص العمل.quot;
وأضافت عطيفة أن quot;خيار الاندماج بالمجتمع المصري لهؤلاء، لم يعد متاحاً أمامهم، علاوة على صعوبة العودة لبلادهم، في ظل ظروف الحياة الحالية.quot;
وقامت الشرطة المصرية مراراً باعتقال اللاجئين، عند تنظيمهم لمظاهرة بهدف الحصول على مذكرة لجوء من الأمم المتحدة، ليتمكنوا من خلالها للسفر إلى الخارج، ومع ذلك تؤكد السلطات المصرية أن السودانيين هم في وضع أفضل من غيرهم.
وفي المقابل، تقول منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية: quot;نحن نوفر لهم بيئة آمنة، فهم يعيشون معنا في بيوتنا، يأكلون معنا، وجيراننا، فهم أفارقة مثلنا، ففي بعض البلاد، الأفارقة مضطهدون، وهذا الشيء لا يحدث أبداً هنا، إنهم إخوتنا ونحن نحبهم.quot;
وفي ظل هذا الوضع المعيشي الصعب، حاول البعض من هؤلاء اللاجئين ونجح في عبور الصحراء والوصول إلى إسرائيل بطريقة غير شرعية هربا من الوضع المأساوي الذي يعيشونه، مما يثير التساؤل فيما إذا كانت الهجرة لإسرائيل تعد أفضل من مصر أو السودان.