نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد صراع طويل مع المرض غيب الموت يوم الاثنين نبوي إسماعيل وزير الداخلية المصري الأسبق الذي شغل هذا المنصب منذ العام 1977 حتى العام 1982، وكان شاهداً على أحداث سياسية مهمة في تاريخ مصر المعاصر، وحذر الرئيس المصري السابق مراراً من أن هناك مخططات لاغتياله ونصحه بارتداء القميص الواقي من الرصاص صبيحة يوم اغتياله في حادث المنصة الشهير، لكن السادات رفض ذلك، فضلاً عن أحداث جسام أخرى لعب نبوي إسماعيل دوراً مفصلياً فيها منها أحداث 18، 19 كانون الثاني (يناير) 1977 واغتيال الشيخ الذهبي، واشتعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين بحي quot;الزاوية الحمراءquot; ومواجهة تحديات السلام مع إسرائيل، حتى أحداث أسيوط في أعقاب اغتيال السادات .

ووزير الداخلية المصري الراحل النبوي إسماعيل من أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل، لأنه كان أكثرهم أيضا مساهمة في صناعة الأحداث المفصلية التي شهدتها مصر في تاريخها المعاصر، وهو من مواليد حي (الدرب الأحمر) بالقاهرة تخرج من مدرسة الشرطة عام 1946 ليعمل في المباحث الجنائية ثم مباحث امن الدولة قبل أن يتم تعيينه مديراً لشرطة النقل والمواصلات .

وتولى الفقيد إدارة مكتب وزير الداخلية في ذلك الوقت ممدوح سالم، وانتقل معه مديرا لمكتبه عندما تولى سالم رئاسة مجلس الوزراء, قبل أن يعين نائباً للوزير في شباط (فبراير) من العام 1977، وبعد ستة شهور من ذلك كلفه السادات بحقيبة الداخلية, ثم نائبا لرئيس الوزراء, ثم وزيرا للحكم المحلي حتى العام 1982 قبل تقاعده عن العمل العام .

والنبوي إسماعيل شاهد بل ومشارك في كثير من الأحداث السياسية والأمنية التي شهدتها مصر خلال حكم الرئيس السابق أنور السادات بداية من صعود التيارات الأصولية وصدامها مع اليسار، وكذلك الانتفاضة الشعبية عام 1977 والتي وصفها الرئيس الراحل أنور السادات بـquot;انتفاضة الحراميةquot; .

ولثقة السادات بالنبوي إسماعيل جاء به وزيرا للداخلية لتشهد فترة توليه الوزارة مولد الأحزاب السياسية المصرية، مع الزخم الذي صاحبها والهجوم عليه من قبل المعارضة واتهامه بتزوير أول انتخابات برلمانية منتصف السبعينات وضلوعه في أحداث الخامس من أيلول (سبتمبر) الشهيرة، واعتقاله صفوة المجتمع المصري من سياسيين وأدباء ومفكرين وانتهاء باتهامه بتقاعسه الأمني الذي بدا في عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات .