طهران، وكالات: إتهمت وزارة الخارجية الإيرانية الأربعاء وسائل إعلام أجنبية بأنها quot;ناطقة بإسم من يقومون بأعمال الشغبquot;، ونبهت إلى أنه quot;سيتم القضاءquot; على هؤلاء quot;الأعداءquot;، وفق بيان نقلته وكالة الانباء الطالبية الايرانية. وأورد البيان أن السلطات الايرانية التي تعتبر أن ممثلي الصحافة الاجنبية يتلقون أوامر من دولهم، تتهم quot;بعض الدولquot; بـ quot;دعم التظاهرات غير القانونيةquot; ضد السلطة، وبـquot;أنها تحولت الى ناطق باسم حركة من يقومون باعمال الشغبquot;. وأوصت السلطات الايرانية هؤلاء quot;بتغيير تفاعلهم غير الصحيح حيال الاحداث الايرانيةquot; تحت طائلة quot;تصفية اعداء الوحدة الوطنية الايرانية في الوقت المناسب ومن دون ادنى شكquot;.
ورأى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء ان اعادة انتخابه تشكل دليلاً على ثقة الشعب بحكومته. وقال احمدي نجاد في تصريح لوكالة الانباء الايرانية الطلابية ان quot;نتائج الانتخابات تؤكد أن عمل الحكومة التاسعة يقوم على النزاهة وخدمة الشعبquot; في اشارة الى ولايته الاولى (2005-2009). واضاف quot;ايد 25 مليون شخص هذه الطريقة في ادارة البلاد التي باتت راسخة في الثورةquot;.
رضائي قد يطلب الغاء نتيجة الإنتخابات
الى ذلك طلب المرشح المحافظ محسن رضائي من وزارة الداخلية الاربعاء تزويده الارقام المفصلة للاصوات، ملمحا الى انه اذا لم يحصل على هذا الامر فسيطالب بالغاء نتيجة الانتخابات، بحسب وكالة مهر. واتهم رضائي الوزارة بعدم التعاون، وهو موقف quot;يثير شكوك في شراء اصوات لجعلها تناسب النتيجةquot; الرسمية، على ما نقلت عنه الوكالة. واضافت الوكالة ان رضائي طلب تسليمه بيانات الانتخابات قبل عصر اليوم، مؤكدا انه quot;ان لم يتم ذلك، فساضطر الى الطلب من مجلس صيانة الدستور امرا اخر غير اعادة فرز الاصواتquot;.
ولمح المرشح بذلك الى انه قد يطلب الغاء نتيجة الانتخابات على غرار ما فعل المرشحان الخاسران الاخران في الانتخابات الرئاسية، اي موسوي وكروبي. وقدم موسوي وكروبي ورضائي طعونا الى مجلس صيانة الدستور بسبب المخالفات التي شابت الانتخابات في رايهم وادت الى فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية.
وافادت وكالة مهر ان رضائي يقدر عدد الاصوات التي حصل عليها بنحو 3,5 ملايين في اقتراع 12 حزيران/يونيو، فيما اعلنت النتائج الرسمية انه نال اقل من 650 الف صوت من اصل نحو 39 مليونا اقترعوا. وتعتبر مبادرة رضائي غير مألوفة بالنسبة الى ممثل معسكر المحافظين. وهو يتمتع باحترام هذا المعسكر بعدما قاد طوال 16 عاما جهاز حرس الثورة. وفي حال طلب الغاء نتيجة الاقتراع، فسيشكل ذلك مؤشرا الى تصاعد الانقسام في صلب النظام، وتضاعف حركة الاحتجاج.
إيران: توجهات دنيئة لبعض الدول الغربية
بدورها قالت وزارة الخارجية الايرانية ان التوجهات quot;الدنيئةquot; لبعض الدول الغربية لا يمكنها التشكيك بالانتخابات quot;الديمقراطيةquot; الاخيرة في إيران، داعية هذه الدول الى تغيير سياساتها تجاه الجمهورية الاسلامية.
وذكرت وكالة quot;مهرquot; الايرانية للأنباء أن وزارة الخارجية أصدرت اليوم الأربعاء بياناً أكدت فيه أن أي تشكيك بنتائج الانتخابات، هو quot;إساءة الى رأي الغالبية ويتنافى مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الآخرين (...) ما دام مجلس صيانة الدستور، وهو المرجع القانوني المخول، لم يبت في شكاوي المرشحينquot;، مؤكدة أن quot;قانون الانتخابات قد كفل الوسائل التي تصون أصوات الناخبين والمنتخبين ووفر لهم الاعتراض القانونيquot;.
وكان وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي أعلن السبت الماضي فوز أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، إثر حصوله على نسبة 62.63 % من الأصوات، متغلباً على منافسه رئيس الوزراء السابق الإصلاحي مير حسين موسوي الذي حاز على 33.75 % من الأصوات. أما القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، المرشح المحافظ محسن رضائي، فحاز على ما نسبته 1.73%، في حين حصل رئيس مجلس الشورى السابق، الإصلاحي مهدي کروبي على 0.85% من الأصوات.
وأشار بيان الخارجية الى ان بعض الدول اتخذت مواقف quot;غير مدروسة وطائشة وصلفة في دعمها للتجمعات غير القانونية والفوضى التي قام بها الانتهازيون، وخلافا للقواعد والمبادئ الديمقراطية والدولية المعترف بها، وتحوّلت الى متحدث باسم التيار المشاغب بهدف تشويه الصورة الناصعة للجمهورية الاسلاميةquot;. واعتبر البيان أن هذه الدول quot;لديها تاريخ في دعم الارهاب ومساندة استعمار الشعوب المضطهدة وإشاعة الانظمة الدكتاتورية وتسليح الآخرين بأسلحة الدمار الشامل ومثيري الشغب في مختلف مناطق العالمquot;.
وذكر أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر أداء هذه المجموعة من الدول وتوجهاتها quot;دنيئةquot;، معتبرا انه quot;ليس بامكانهم مطلقا التشكيك بالانتخابات الرائعة والديمقراطية الاخيرة بالجمهورية الاسلامية الايرانيةquot;. ونصحت الخارجية هذه الدول بتغيير تعاملها quot;الخاطئquot; مع الاحداث الايرانية، quot;لأن مخططي سياساتهم يتم رصدهم وسيتم اخذها نظر الاعتبار في العلاقات المستقبلية، وسيندم بالتأكيد اعداء الوحدة الوطنية الايرانيةquot;.
موسوي يدعو الى مسيرة ويوم حداد الخميس
الى ذلك دعازموسوي quot;الشعب الايرانيquot; الى يوم حداد الخميس مع تجمعات ومسيرات عن روح ضحايا التظاهرات المناهضة للسلطة كما جاء على موقعه على الانترنت الاربعاء. وقال البيان quot;يطلب موسوي من الشعب الايراني التجمع في المساجد واجراء مسيرات سلمية لمواساة عائلات الشهداء والجرحى في الاحداث الاخيرةquot;، موضحًا ان المرشح سيشارك quot;في مراسمquot; خاصة بالحدث.
ودعا موسوي مجددًا إلى إلغاء نتائج الانتخابات الاربعاء بينما اتفق مؤيدوه على التظاهر مجددا في طهران في الوقت الذي تتزايد فيه عمليات اعتقال سياسيين ومثقفين اصلاحيين في ايران. وجدد موسوي دعوته الى الغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو وتنظيم اقتراع جديدفي بيان نشر على موقعه على الانترنت. وتم تعميم كلمة النظام الخاصة بالتظاهرة من خلال رسالة الكترونية تقول quot;مسيرة احتجاج على نتائج الانتخابات في ساحة هفت الطير عند الساعة 17,00. بلغوا الامر لاخرين عبر البريد الالكتروني او الهاتف. سينظم التجمع في صمت ودون رفع شعاراتquot;.
وقتل سبعة مدنيين على الاقل الاثنين في طهران في هجوم على قاعدة لميليشيا الباسيج الاسلامية فيما اصيب كثيرون اخرون بجروح. وقال موسوي quot;كما تعلمون سقط عدد من مواطنينا شهداء او جرحوا في اعمال العنف غير المشروعة التي طاولت كل من ينتقد او يحتج على نتائج الانتخابات الرئاسيةquot;.
ولم تشر السلطات الا الى مقتل سبعة متظاهرين في هجوم على قاعدة للباسيج في حين تشهد طهران اعمال عنف منذ السبت وتقع صدامات عنيفة بين قوات الامن ومتظاهرين في مدن ايرانية عدة بحسب ما افاد شهود عيان. ولم يسمح لوسائل الاعلام الاجنبية منذ الثلاثاء بتغطية مثل هذه التظاهرات ميدانيًا.
وقال موسوي quot;اقدم التعازي الى اسر الضحايا وادعو الجميع الى تقديم التعازي للعائلات بعد ظهر الخميس عبر التجمع في المساجد او المشاركة في مسيرات سلمية حداداquot;. واضاف quot;ساشارك بالطبع في هذه المسيراتquot;. ودعوة موسوي للمشاركة في يوم حداد تذكر بالحداد الذي اعلن في العام الذي سبق سقوط نظام شاه ايران وقيام الثورة الايرانية في 1979. وموسوي (67 سنة) كان احد رموز الثورة.
أوباما والعداء التاريخي مع طهران
من جهة اخرى يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغوطًا لحمله على إبداء دعم علني للتيار الاصلاحي المعارض في ايران. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في واشنطن ان الأحداث في إيران تدعو للقلق وإنه يعتقد بأن صوت الإيرانيين لابد وأن يُسمع . ولكنه أضاف انه لا يريد أن يبدو وكأنه يتدخل في الشؤون الداخلية لايران.
وقلل أوباما من أهمية الفرق بين محمود أحمدي نجاد وخصمه موسوي، وقال في مقابلة مع محطة سي ان بي سي التلفزيونية ان كلاهما معاد للولايات المتحدة، وأضاف قائلا: quot;على أي الأحوال سيترتب علينا التعامل مع نظام ايراني معاد تاريخيا للولايات المتحدة quot;. وأوضح أوباما سبب عدم ظهور الولايات المتحدة بمظهر الداعم للمعارضة فقال ان quot;أسهل ذريعة يمكن أن يستخدمها الرجعيون لقمع الاصلاحيين هي اتهامهم بتلقي دعم أميركيquot;.
خامنئي يدعو الى الوحدة
من جهة اخرى قال التلفزيون الايراني الرسمي ان المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي قد دعا الى الوحدة الوطنية في اجتماع عقده مع ممثلين عن المرشحين الأربعة للرئاسة الايرانية. ونسب الى خامنئي القول: quot;في الانتخابات لكل توجهه، ولكن الجميع يؤمنون بالنظام ويدعمون الجمهورية الاسلاميةquot;. وكان مجلس صيانة الدستور قد قال انه مستعد لاعادة فرز الأصوات التي تطرح المعارضة حولها علامات استفهام. وكان حسين موسوي قد طالب باعادة الانتخابات، وقال أنصاره إن إعادة فرز الأصوات لا معنى لها لأنهم يشكون بأن ملايين الأصوات قد اختفت.
التعليقات