واشنطن: أعلن الجيش الأميركي أن غارات جوية أميركية أدت إلى قتل نحو 26 مدنيا في معركة بغرب أفغانستان في أوائل مايو أيار وهو ما يقل بكثير عن تقديرات أخرى. وقالت القيادة المركزية الاميركية التي تشرف على العمليات في افغانستان ان من المحتمل ان يكون عدد اكبر من المدنيين قتلوا وتعهدت بتغيير اساليبها لخفض عدد القتلى من المدنيين. ولكنها قالت ان الغارات الجوية كانت quot;وسيلة ملائمة لتدمير التهديد الذي يشكله العدوquot; اثناء قتالها قوات طالبان في اقليم فراه في الرابع من مايو ايار.

واثارت الغارات الجوية غضبا عاما ضد القوات الغربية في افغانستان وسلطت الغارات الجوية الضوء على التوترات بين كابول وواشنطن بشأن تزايد عدد القتلى المدنيين في شتى انحاء افغانستان في الوقت الذي تبدأ فيه الولايات المتحدة في زيادة كبيرة لعدد القوات في محاولة لاخماد التمرد المتصاعد لطالبان.

وقال التقرير وهو ملخص غير سري للتحقيق في الحادث quot;انه يتعارض مع هدف الحكومة الاميركية بتوفير الامن للشعب الافغاني القيام بعملية تسفر عن قتلهم او اصابتهم اذا كان كل ذلك يمكن تفاديه.

وسقط هؤلاء القتلى عندما تم استدعاء طائرات اميركية لقصف قوات طالبان التي كانت تقاتل قوات برية اميركية وافغانية قرب قرية جيراني وجانج اباد. وقال التقرير ان من المرجح ان القتلى سقطوا اثناء غارتين لطائرة من طراز بي-1 دمرتا مبان كان يعتقد ان مقاتلي طالبان يختبئون فيها. واضاف التقرير ان القوات البرية والطائرة القاذفة لم تستطع تحديد مااذا كان مدنيون موجودين ايضا في المباني. وقال ان من المحتمل الا تكون غارة اخرى شنتها طائرة قاذفة ودمرت مسجدا يستخدمه مقاتلو طالبان قد ادت لقتل مدنيين.

وتقدر الحكومة الافغانية ان الغارات الجوية قتلت 140 مدنيا مما يجعل هذا العمل العسكري ادمى عمل ضد المدنيين الافغان منذ الغزو الذي قادته اميركا في عام 2001. وحث الرئيس الافغاني حامد كرزاي على انهاء الغارات الجوية الاميركية في افغانستان وهي دعوة رفضتها واشنطن.

وقالت القيادة المركزية انها توصلت الى تقديرها بناء على مقابلات مع قرويين ومسؤولين محليين وموظفي منظمات اغاثة والجنود الاميركيين الذين شاركوا في المعركة بالاضافة الى المقابر الجديدة في المنطقة. وقال التقرير ان ما لايقل عن 76 مقاتلا من طالبان وخمسة من رجال الشرطة الوطنية الافغانية قتلوا في المعركة.

ولكن القيادة المركزية قالت ان تقدير لجنة حقوق الانسان الافغانية بأن 86 مدنيا قتلوا quot;متوازنquot; وقالت ان العدد الحقيقي للقتلى قد لا يعرف ابدا. وقال التقرير انquot;هذا التحقيق لا يقلل من احتمال ان اكثر من 26 مدنيا قتلوا في هذا الاشتباك.quot;

وناقش مسؤولو ادارة الرئيس باراك اوباما مااذا كانوا ينشرون ملخصا غير سري للتحقيق. وقال مسؤولو الادارة ان كبار القادة العسكريين قالوا ان نشر التقرير يمكن ان يثبت المساءلة الاميركية عن الضحايا المدنيين في حين ابدت وزارة الخارجية تخوفها من انه لن يؤدي الا الى تأكيد الاخطاء الاميركية.